بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
/6/ قَولُهُ عَلَيْهِ السَّلام: (فَطِرْتُ بِعَنَانِهَا واسْتَبْدَدْتُ بِرَهَانِهَا)
طَارَ بِعَنَانِ الفَرَسِ: انْطَلَقَ بِهَا بِأقْصَى سُرْعَةٍ حَتَّى كَأنَّهُ يَطيرُ فلا يُرَى مِنْهَا حَرَكَةًُ القَوَائِمِ. والتعليقُ عَلَى العَنَانِ لإظْهَارِ القُدْرَةِ عَلَى السيطرَةِ والتوجيهِ، والضميرُ يَعودُ إلى الإمامَةِ. أيْ أنَّهُ صاحِبُهَا الوحيدُ المُنْفَرِدُ لأنَّ الفَرَسَ لا يَطيرُ هَكذا إلاَّ تَحْتَ صَاحِبِهِ. وفيهِ دَليلٌ آخرٌ عَلَى أنَّهُم رَكَبوا غَيْرَ مَرْكَبِهِم فَسَقَطوا في قَعْرِ جَهَنَّمَ.. ثُمَّ بَدَا ظَهْرُهَا عَاريَاً بَعْدَ الفِتْنَةِ فَطَارَ بِهَا، لأنَّها مَخْلوقَةٌ ومَجْعولَةٌ لَهُ دونَ سَائِرِ الخَلْقِ.
ويقولَ: (واسْتَبْدَدْتُ بِرِهَانِهَا)!، أيْ أَخَذَ الرِّهانَ ـ رِهَانَ هَذا الفَرَسِ الطائِرِ لِنَفْسِهِ مُسْتَبِدَّاً بِهِ.
وَهَذا مَعْنَى بلاغيٌّ عجيبٌ، وفيهِ تَكْفيرٌ لِمَنْ سَبَقَهُ في الحُكْمِ كَمَا في الأوَّل. ذَلِكَ أنَّ الرَّاكِبَ لا يُرَاهِنُ عَلَيْهِ الآخرون. وَلكِنَّهُ جَعَلَ الرِّهَانَ بَيْنَ طَرَفينِ: هُوَ طَرَفٌُ، والَخَلْقُ طَرَفٌ آخَرٌ. فَكَأَنَّهُم تَرَاهَنوا: مَنْ مِنَ الخَلْقِ يَقْدِرُ عَلَى ركوبِ هَذا الأمْرِ؟.. هَذا الجوادِ الإلهيِّ المقَدَّسِ كَنَاقَةِ صَالحٍ.. الفَرَسَ الَّذي يَطيرُ بِحَيثُ يَبْقَى في يَدِهِ العَنَانُ ويَكْسِبُ الرِّهانَ؟
فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَ الخَلْقِ يَقْدِْرُ عَلَى ذَلِكَ سِوَاه. وكَسَبَ الرِّهانَ مَسْتَبِدَّاً بِهِ دونَ سَائِرِ الخَلْقِ.
وغايتُهُ عَلَيْهِ السَّلام مِنْ هَذا الكلامِ نَقْلُ الاحتجاجِ مِنَ النظريَّةِ إلى الواقِعِ.. أيْ إذا كُنْتُم تُكذِّبونَ أنِّي صَاحِبُ هَذا الأمْرِ وراكِبُهُ الوَحيدُ فقَدْ أَثْبَتَ الواقِعُ سقوطَ الَّذينَ رَكبوه قَبْلِي. إِذْ عَمَّ الجورُ والظُلْمُ وظَهَرَ الفَسَادُ واغْتيلَ الصحَابَةُ وبُدِّلِتِ السُّنَنُ ومُنِعَ مِنْ تِلاوةِ الكِتابِ وأُحْرِقَتْ السُنَّةُ. والرَّاكِبُ يُلَقَّبُ بأميرِ المؤمنينَ زُوراً، وَهْوَ يُريدُ السيطَرَةَ عَلَى الأمْرِ وَلكِنَّهُ لا يقْدِرُ فَيَضْطَرُّ للسقوطِ في المُهْلَكاتِ.
كُلُّ ذَلِكَ وأَنَا مَعَهُم أَنْصَحُ لَهُم وأُعَاونُهُم.
فانْظُروا إِذَنْ مِنْ واقِعِ التَجْرُبَةِ إذا كُنْتُم تُكَذِّبونَ الوَحْيَ: مَنْ طَارَ بِعَنَانِهَا واسْتَبَدَّ بِرِهَانِهَا؟.
فَكَيفَ يَقولُ الكاتِبُ المُنافِقُ أنَّ عَلَيِّاً لَمْ يُشِرْ إلى انْفِرَادِهِ بِحَقِّ الإمامَةِ والخِلافَةِ؟
فَمَا مَعْنَى استِبْدادِهِ بالرِّهَانِ إِذَنْ؟.
/7/ قَولُهُ عَلَيْهِ السَّلام: (كالجَبَلِ لا تُحَرِّكُهُ القَوَاصِفُ ولا تُزِيلُهُ العَوَاصِفُ..) إشارَةٌ إلى قَوْلِهِ تَعَالَى:
{وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ }
(46) سورة إبراهيم
وفيه تَعْريضٌ وتَوْضيحٌ لِمَكْرِ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ وقَدْ رَكَبَ غَيْرَ مَرْكَبِهِ، واسْتَعْمَلَ المَكْرَ لإزالَةِ الأئِمَّةِ عَنْ مَوَاضِعِهِم، إِذْ هُمُ الجِبَالُ في الآيَةِ جَبَلَهُم اللهُ مِنَ الطِّيْنَةِ الَّتي ذَكَرَهَا النبيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّم) عِنْدَمَا قَالَ:
(أَنَا وَعَلِيٌّ مِنْ طِيْنَةٍ وَاحِدَةٍ)
وَجَعَلَهَا في شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ عِنْدَمَا قَالَ:
(أَنَا وَعَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ والناسُ مِنْ شَجَرٍ شَتَّى)
زَيتونَةٌ لا شَرْقيَّةٌ ولا غَرْبيَّةٌ يَكَادُ زَيْتُهَا يَضِيءُ ولو لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ. فَهُمْ (أَوتَادُ الأَرْضِ) كَمَا قَالَ الإمَامُ الصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلام.
والمَقصودُ بالجِّبَالِ هُمْ، لأنَّ الصِّرَاعَ التاريخيَّ هُوَ صِرَاعٌ سِياسِيٌّ بَيْنَ المَلِكِ الَّذي مِنَ اللهِ وبَيْنَ الملوكِ الَّذينَ يُمَلِّكُهُمُ الناسُ.
فالمَكْرُ لا عِلاقَةَ لَهُ بالجِبالِ الحَجَريَّةِ، وَلَيْسَ هُوَ مِنَ المَجَازاتِ اللغويَّةِ يا عَبَدَةُ الطَّاغوتِ..
فَأَنتُم تَعْتَرفونَ أنَّ المَجَازَ هُوَ عَكْسُ الحقيقَةِ في عِلْمِ اللُّغَةِ، وتَعْتَرفونَ أَنَّ اللهَ لا يقولُ غَيْرَ الحقيقَةِ ثُمَّ تَقُولُونَ بالمَجَاز!
فَلَو مَسَخَكُمُ اللهُ قرَدَةً وخَنَازيرَ لَمْ يَكُنْ قَدْ وَفَّاكُم مَا تَسْتَحِقّونَ مِنْ عِقَابٍ. فَهَذَا تَفْسيْرُ أَهْلِ البيتِ عَلَيْهِم السَّلام للآيَاتِ لأنَّ مَرْكَزَ الصِّرَاعِ هُوَ الحُكْمُ والسٌّلْطَانث. فالجَّبَلُ هُوَ كنايةٌ حَقيقيَّةٌ عَنِ الإمامِ المنصوصِ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ. والجِبالُ لا تُحَرِّكُهَا قَواصِفُ الرِّيحِ لأنَّها مُوَجَّهَةٌ لإغرَاقِ أَهْلِ المَكْرِ بِفِتْنَتِهِم:
{أَمْ أَمِنتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفا مِّنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا} (69) سورة الإسراء
فَلَمَّا انْفَتَقَتِ الفِتْنَةُ مِنْ عُمَرَ وَهْوَ (غَلْقُ الفِتْنَةِ) حَسَب الحديثِ النبويِّ الَّذي سَيَأتي ومَاجُوا فِيْهَا، جَاءوا عَليَّاً عَلَيْهِ السَّلام لِيُنقذهُم مِنْهَا فَأَعْرَضَ عَنْهُم حَتَّى إذا جَاءَهُم المَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ دَعَوا اللهَ لَئْنْ قَبِلَهَا إبْنُ أَبي طَالِبٍ لَنُقَاتِلُنَّ مَعَهُ وَلِنطيعَنَّهُ في اللهِ، فَأَخَذَ مُوثِقَهُم ثُمَّ بَغَى عَلَيْهِ البُغَاةُ وَمَا عَلِموا أنَّ بَغْيَهُم عَلَى أنْفُسِهِم، وأنَّ الجَبَلَ لا تُحَرِّكُهُ العَوَاصِفُ. قَالَ تَعَالَى:
{هُوَ الَّذي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أنَّهُم أُحِيطَ بِهِم دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}
(22 ـ 23) سورة يونس
/8/ وَأمَّا قَولُهُ عَلَيْهِ السَّلام: (لََمْ يَكُنْ لأحَدٍ فيَّ مَهْمَزٌ ولا لِقَائِلٍ فِيَّ مَغْمَزٌ) فَهْوَ إشارةٌ إلى أَصْحَابِ سُورَةِ الهُمَزَةِ. فإنَّهَا نَزَلَتْ في الثَّلاثَةِ وأَصْحَابِهِم حَيْثُ كانوا يَسْخَرونَ مِنَ المؤمنينَ. وقَدْ انْتَشَرَ ذَلِكَ في كُتُبِ المؤرِّخينَ وأَهْلِ الأَخْبَارِ.
فَعُمَرُ هُوَ الَّذي كَانَ يَلْمِزُ في الصَّدَقَاتِ، وَكَانَ يَلْمِزُ سَلْمَانَ في ذِكْرِ الأَجْدادِ حَتَّى قَالَ رسولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّم): (سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلِ البَيْتِ).
وَعُمَرُ هُوَ القَائِلُ عَنْ عَليٍّ: (لَولا دَعَابَةٌ فِيهِ). وَهْوَ لا يَفْتَأُ يَفْتَري عَلَى المُؤْمنينَ مِنْ شِيعَةِ النبيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّم)، وَعَلَى عَلَيٍّ عَلَيْهِ السَّلام أَنْوَاعَ المُفْتَرَيَاتِ والألْقَابِ . وَأَسْوَأُ مِنْهُ أَبو بَكْرٍ الَّذي هْوَ أَحْقَدُ قُرَيشٍ. وعَنْ أَهْلِ البَيْتِ عَلَيْهِم السَّلام إنَّهُ أَحْسَدُ الخَلْقِ مُنْذُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلام. وأَصَابَتْ عَيْنُهُ عَسْكَرَ النبيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّم) في حُنَينَ. وَهْوَ القَائِلُ: (مَا أَكْثَرُنَا اليَومَ)، فَنَزَلَ قَولُهُ تَعَالَى:
{لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ} (25) سورة التوبة
والخِطَابُ مُوَجَّهٌ لَهُم لأنَّ عَليَّاً عَلَيْهِ السَّلام هُوَ الثَّابِتُ في حُنينَ بإجماعِ المؤرِّخين. وَكَانَ أَبو بَكْرٍ يُنَمِّقُ الكَلامَ، وَيَمْتَدِحُ الأصْحَابَ في وجوهِهِم، ويَذْكِرُ مآثِرَهُم فَقَالَ لَهُ عُمَرُ وأبو عُبَيدَةَ إنَّ مَا تَفْعَلُهُ مَعَ هَؤُلاءِ هُوَ غَيْرُ مَا اتَّفَقْنَا عَلَيْهِ مِنَ الأَمْرِ، فَعَنَّفَهُم وَرَدَّهُم وَقَالَ: (إنَّمَا أَفْعَلُ ذَلِكَ لأكْتُمَ بِهِ أَمْرَكُم ويَكونُ مَدْعَاةً للسُّخْريَةِ مِنْهُم فإنِّي إذا لَمْ أَفْعَلْ ذَلِكَ شَكُّوا في أَمْرِنَا وانْكَشَفَ حَالُنَا عِنْدَهُم). وقَدْ أَوْرَدَ هَذِهِ المَضَامينُ بأَسانيدِ الثُقَاةِ عَن أَهْلِ البَيْتِ عَلَيْهِم السَّلام جَمْعٌ مِنَ المُؤَلفينَ كالبَحْرَانيِّ وعليٍّ بن إبراهيمَ في تَفْسيرِهِ وغيرِهِم.
فَفِيهِم نَزَلَتِ الآياتُ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ البَقَرَةِ:
{وَإِذَا لَقُواْ الَّذينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِم وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ أُولَئِكَ الَّذينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ} (14 ـ 18) سورة البقرة
وفِيهِم نَزَلَتْ آيَاتُ المُنافقين كُلُّهَا، لأنَّهُمْ قَادَةُ المُنافقينَ وزعماءُهُم. ومن هَذِهِ الآيَاتِ سُورَةُ الهُمَزَةِ لارْتِبَاطِهَا بالبُخْلِ وحُبِّ المَالِِ. وَكَانَ أَبو بَكْرٍ قَدْ خَرَجَ إلى الدُّكَانِ الخَاصِّ بِهِ وتَرَكَ مَوضِعَهُ مِنَ الخِلافَةِ فَمَا أَعَادوه إليه حَتَّى اشْتَرَطَ عَلَيهِم رَاتِبَاً مُضَاعَفَاً وَذَلِكَ للمُسَاوَمَةِ عَلَى هَذا الرَّاتِبِ لا جَهْلاً مِنْهُ أَنَّ الجلوسَ في الدُّكَانِ لا يَليقُ بالخَليفَةِ الَّذي يَكُونُ مَشْغولاً عَادَةً بِأمورِ الدَّولَةِ.
َكِنَّ أَكْثَرَ الشِّيعَةِ فَسَّروا تَصَرُّفَاتِ هَؤُلاءِ بتفسيراتٍ سَاذِجَةٍ جِدَّاً، ونَسَبُوا لَهُمُ الغَبَاءَ والحُمْقََ. وَهَذا خِلافُ الواقِعِ، فَهُمْ أدْهَى العَرَبِ قَاطِبَةً وأكْثَرُ خَلْقِ اللهِ مَكرَاً. ويَكْفي أَنْ تَعْلَمَ أنَّ فَضَائِلَ عُمَرَ المَذْكورَةَ في التاريخِ صَحيحَةٌ كُلُّهَا وَلكنْ عَلَى مَعْنَاهَا الصحيحَ في اللُّغَةِ لا بالمَعْنَى السَّاذِجِ لَدَى المُفَسِّرينَ. وَهَذِهِ أَمْثِلَةٌ مِنْهَا: