منتدى الأسرة العربية لصيد الفوائد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الأسرة العربية لصيد الفوائد

منتدى الأسرة العربية لصيد الفوائد نساعدك في الرجوع لطريق المستقيم بعون لله
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
دليل مواقع

 

 ألا ترى أيُّها القاريءُ الكريمُ أنَّ معاجزَ عليٍّ عَلَيْهِ السَّلام مستمرَّةٌ ولم تتوقَّفْ لحظةً واحدةً؟.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي
عضو نشيط
عضو نشيط
علي


عدد المساهمات عدد المساهمات : 38
نقاط التميز نقاط التميز : 112
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 27/06/2012

ألا ترى أيُّها القاريءُ الكريمُ أنَّ معاجزَ عليٍّ عَلَيْهِ السَّلام مستمرَّةٌ ولم تتوقَّفْ لحظةً واحدةً؟. Empty
مُساهمةموضوع: ألا ترى أيُّها القاريءُ الكريمُ أنَّ معاجزَ عليٍّ عَلَيْهِ السَّلام مستمرَّةٌ ولم تتوقَّفْ لحظةً واحدةً؟.   ألا ترى أيُّها القاريءُ الكريمُ أنَّ معاجزَ عليٍّ عَلَيْهِ السَّلام مستمرَّةٌ ولم تتوقَّفْ لحظةً واحدةً؟. I_icon_minitimeالأحد يوليو 22, 2012 12:42 am

بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

يقول المؤلف ( عالم سبيط النيلي )
تنبيــــهٌ:
ألا ترى أيُّها القاريءُ الكريمُ أنَّ معاجزَ عليٍّ عَلَيْهِ السَّلام مستمرَّةٌ ولم تتوقَّفْ لحظةً واحدةً؟.
فإنَّ الَّذي ألهمَهُ اللهُ هَذا السؤالَ عن الخلافةِ عَلَى النساءِ والصبيانِ لَيعلم أنَّ الزمانَ سيجودُ عَلَى الأمَّةِ بمثلِ هَذا الدَّعيِّ الَّذي يزعمُ أنَّ الخلافةَ عائليَّةٌ في النساءِ والصبيانِ والوصيَّةَ شخصيَّةٌ!.. لِذَلِكَ سأل عَلَيْهِ السَّلام: (أتخلفني يا رسول الله في النساءِ والصبيانِ؟).
نعم.. إنَّ رجلاً يدورُ معه الحقُّ حَيْثمَا دارَ لهوَ أكبرُ من أن يُقرَنَ إلى هذه النظائرِ. ويبقى قولُ اللهِ ورسولِهِ مُبطِلاً للبِدَعِ في كلِّ زمانٍ.
ولذلكَ كلّهِ.. فحينما حَكَمَ الأشباهُ والنظائرُ من غيرِ مشورةِ المؤمنينَ قامتْ المعارَضَةُ عَلَى السلطةِ القرشيّةِ المُسنَدَةِ من قبيلِ اليهود والروم بأحلافٍ سرِّيةٍ ومعاهداتٍ خفيَّةٍ تستَّرَ عَلَيْهَا المجرمون وظهرَتْ رائحتُها العفنةُ فيما بعدُ من خلالِ فلتاتِ ألسنةِ المؤرِّخين وعِبَرِ الأحداثِ..
ولكنَّ هذه الأمَّةَ لا زالتْ تزوِّرُ وتكذِّبُ وتماري في الحقِّ..
فَلِمَاذَا اتَّفقت كلمةُ العربِ عَلَى محمَّدٍ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّم) واختلَفتْ بشأنِ أَبي بكرٍ؟.
هل ارتدَّت العربُ فعلاً يا أبناءَ المكذِّبين أَمْ كانوا معارضةً سياسيةً عَلَى حكومةٍ لا شرعيَّةٍ؟
وَلِماذَا لمْ يخرجْ عليٌّ بن أَبي طالبٍ وجملةُ بني هاشمٍ وشيعةُ عليٍّ لمقاتلةِ هَؤُلاءِ المرتدِّين إن كانوا فعلاً مرتدِّينَ عن دينِ الإسلام؟
وَهَلْ يُعقَلُ أنَّ هَؤُلاءِ كلَّهم يخشونَ سطوةَ النبيِّ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّم) حتَّى إذا غابَ استغلّوا (ديمقراطيّةَ أَبي بكرٍ) و(رقَّةَ قلبِهِ) الَّتي بلغتْ حدَّ أن يُحرِقَ المعارضينَ بالنارِ أسوةً بالكفرَةِ الَّذينَ فعلوا فعلَتَهم بأصحابِ الأخدود؟!
أَمْ أَنَّكُم لا ترون مَا في التاريخِ ولا تُبصرونَ الأحداثَ؟!
لقد بلغَ طغيانُ أَبي بكرٍ أنَّه أجبَرَ أسرى المعارضةِ عَلَى الإقرارِ بأنَّ (قتلاهم في النار وقتلى جيشِ أَبي بكرٍ في الجنَّةِ) فتَصوَّر!!
وكأنَّ هَذا الطاغيةَ له صلاحيَّةٌ بلغت حدَّ أنْ يحِلَّ محلَّ (رضوان) و(مالك) خازن الجنّةِ والنارِ.
بَيْنَمَا النبيُّ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّم) نفسُهُ لمْ يقُلْ هَذا، لأنَّ من (قاتلَ لامرأةٍ يصيبها أو مالٍ أو لأَجْلِ حلفٍ فَهْوَ لمن قاتلَ لأجلِهِ)، وَإنَّمَا وضَعَ قانوناً عامَّاً مفادُهُ أنَّ من قُتِلَ في سبيلِ اللهِ فَهْوَ في الجنَّةٍِ، وسواه إلى اللهِ إنْ شَاءَ عذّبَهُ وإنْ شَاءَ غَفَرَ له، والكافِرُ في النارِ.
لقد ارتدَّتْ حسب زعمهم العربُ كلُّها إلاَّ قريشُ!
ولو لاحظنا أحداثَ الردَّةِ لوجدناها أكذوبةً، بل الردَّةُ هِيَ في قريش. وأمَّا العربُ فقد بقيَت عَلَى الأمر الأوَّلِ.. ولكنَّ بعضَ الكفَرَةِ استغلَّ الأحداثَ والانقسامَ فادَّعى النبوَّةَ، وتوجَدُ معلوماتٌ أُخْرَى تقولُ أنَّ المدَّعينَ للنبوَّةِ أُرسِلوا من قبلِ القيادةِ الجديدةِ أَصْلاً باتِّفاقٍ مَعَ اليهود، وذلِكَ لإسنادِ محاربتهم لَهُم بسَنَدٍ شرعيٍّ، وأنَّ المتابعينَ لمسيلمة الكذّاب وسجاح قد وقعوا بين فكَّينِ، وأنَّ القيادةَ الجديدةَ ضحكت عليهم حيثُ حرَّضتهم عَلَى الردَّةِ ودفعت لَهُم الأموالَ وغدَرَت بِهِم فأبادتهم!!.
وَهَكذا هُوَ الأمرُ كَمَا قَالَ تَعَالَى:
{وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} (129) سورة الأنعام
فأجبني يا كاتبُ الترهاتِ.. كيفَ تفسِّرُ ارتدادَ العربِ كلَّها مَا عدا قُريش؟
أَهَذَا ناتجُ شوراكَ الَّتي تُدَافِعُ عَنْهَا؟ أَمْ الأصحُّ أنَّ قريشاً كفرَتْ وبدَّلَت نعمةَ اللهِ، وَهْوَ الظاهرُ في كلامِ أميرِ المؤمنين المبدوء بِقَوْلِهِ: (إنَّ قريشاً قطعوا رحمي..) إلى آخر الفقرةِ الَّتي ذكرنَاهَا!
أَمْ تحسبُ أنَّنا نتَّفِقُ معكَ في مَا تدرِّسونه للطلاَّبِ منذ أربعة عشر قرناً من وجودِ ردَّةٍ عادت إلى الدِّينِ بفضلِ أَبي بكرٍ؟
إنَّ اللهَ تَعَالَى يقولُ:
{قُلْ جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} (49) سورة سبأ
نَعم.. أَنَّكُم تتعبون أنفسَكم فقط، فإنَّ الباطلَ لا يختلِطُ بالحقِّ ولو استمرَّ الخلْطُ مليون سنةً لا أربعةَ عشر قرناً!
قَالَ ابن الأثير في كاملِهِ:
(.. فإنَّه لمَّا ماتَ النبي (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّم) ارتدَّت العربُ وتضرَّمتَ الأرضُ ناراً وارتدَّت كلُّ قبيلةٍ عامَّةٍ وكلُّ قبيلةٍ خاصَّةٍ إلاَّ قريشَ وثقيفاً)
ألا تَفْهَمونَ هذه المعاني الَّتي يشير إليها المؤرِّخونَ؟
ألا تَشْتَغِلْ عقولُكُم بحسبِ التصميمِ الَّذي أرادهُ اللهُ لَهَا؟
إذن.. فقولُ عُمر: (لا تجتمِعُ العربُ عَلَى أنْ تَكُونَ النبوَّةَُ والخلافةُ في بيتٍ واحدٍ) هُوَ قولُ الشيطان المضادِ لقولِ الرحمن، لأنَّ الرحمن يعلمُ اجتماعها عَلَى هَذا البيتِ كَمَا اجتمعت لمحمّدٍ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّم) ، ذلك أنَّ اللهَ هُوَ الَّذي ألَّفَ بينهم:
{وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَو أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (63) سورة الأنفال
وَأَنْتُم تقولون: (ألَّفَ بين قلوبِهم أَبو بكر وعمر)، فكفرتم هُنَا أَيْضَاً حيثُ تردُّونَ أمرَ اللهِ بأمرِ طواغيتكم وأئمَّتِكم قادةِ الضلالةِ.
هذه عناوينُ المناطقِ (المرتدَّةِ) حسَبَ زعمِهِم من كُتُبِ التاريخِ (وَهَذِهِ القائمةُ من الكامل لابن الأثير) وَهْيَ تُعادُ نفسُها تقريباً عند الطبري وسواه من المؤرِّخين:
1. خبر ردَّة طيء وأسد. الكامل/ج2/ص231.
2. خبر ردَّة طليحة الأسدي وغطفان. الكامل/ج2/ص232.
3. خبر ردَّة عامر وذبيان. الكامل/ج2/ص134.
4. خبر ردَّة عامر. الكامل/ج2/ص136.
5. خبر ردَّة هوزان وسليم. الكامل/ج2/ص237.
6. خبر ردَّة تميم مَعَ سجاح. الكامل/ج2/ص240.
7. خبر ردَّة مالك بن نويرة وأهل البطاح. الكامل/ج2/ص242.
8. خبر ردَّة أهل اليمامة مَعَ مسيلمة. الكامل/ج2/ص244.
9. خبر ردَّة أهل البحرين. الكامل/ج2/ص249.
10. خبر ردَّة أهل عمان ومهرة وناجية وراسب وعبد القيس وسعد العشيرة.
الكامل/ج2/ص252.
11. خبر ردَّة اليمن: صنعاء وتهامة وأهل الساحل.
الكامل/ج2/ص254.
12. خبر ردَّة نجران وبجيلة. الكامل/ج2/ص255.
13. خبر ردَّة اليمن الثانية. الكامل/ج2/ص255.
14. خبر ردَّة حضرموت وكندة. الكامل/ج2/ص256.
أقولُ: قتلوا في هذه المواقعِ الألوفَ وأهلكوا الحَرْثَ والنَّسَلَ ووقعت فِيْهَا فضائعُ مخزيَّةٌ خاصَّةً في اليمن والبحرين والنصارى من نجران وأصحاب مالك بن نويرة، وتفنَّنوا في القتلِ والتعذيبِ، ولذلك وَرَدَ قولُ أميرِ المؤمنين الَّذي يشيرُ إلى الظُلْمِ وغيابِ الأمنِ وتعطيلِ الحدودِ..
فافهموا التاريخَ أوَّلاً والقرآنَ ثانياً وكلامَ الأولياءِ ثالثاً قبل أن تؤلِّفوا الكُتُبَ يا أولادُ الخنا والعارِ وشُذَّاذِ الآفاقِ وزُبالةِ تاريخِ الأمَمِ.
فبكم وحدِكم أصبحَتْ هذه الأمَّةُ أضحوكةً وألعوبةً بيد اليهودِ والمارقين إلى هَذا اليوم.

تنبيــــهٌ:
انتبه أخي القاريء إلى قولِهِ تَعَالَى:
{لَو أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ } (63) سورة الأنفال
مرادُهُ تَعَالَى أنَّ الإنفاقَ لا يؤلِّفُ قلوبَهم لَو أعطيتَهم حرِّيةَ الاختيارِ الَّذي منحه الله لَهُم. ومعلومٌ أنَّ التأليفَ بحدِّ السيفِ وبالبطشِ والإرهابِ ممكنٌ وليس مُحالاً، ويقدِرُ عَلَيْهِ كلُّ الطغاةِ الَّذينَ لا زالوا يؤلِّفونَ الناس بالحديدِ والنارِ. ولكنَّ هَذا ليسَ مرادَ الله، إِذْ لَو شَاءَ أن يجمعَ الناسَ عَلَى أمرٍ بالقَهرِ لَفَعَلَ بلا رُسُلٍ ولا أنبياءٍ له.
فافهم هذه الإشاراتِِ الإلهيَّةِ واربطها مَعَ سيرَةِ النبيِّ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّم) وعليٍّ عَلَيْهِ السَّلام فإنَّهما مَعَ الأئمة العُصماء وحدَهما يمثِّلانِ الإسلامَ، وغيرهما طواغيتٌ وجبابرةٌ لا يُمثِّلُ عملُهم شيئاً من الدِّينِ ولا علاقةَ له بِمَا أنزل اللهُ، بل هُوَ حربٌ عَلَى اللهِ ورسولِهِ وسيعلمُ الَّذينَ ظلموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون.


و. وَمِنْهَا قوله عَلَيْهِ السَّلام

وَذَلِكَ في اليوم الَّذي قضى فِيهِ مخاطباً الحسن (ع):
.. أمَرَني رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وآله وسلم أنْ أوصي إليك وأنْ أدفعَ كُتُبي وسلاحي كَمَا أوصى إليَّ رسول الله ودفع إليَّ كتبه وسلاحه وأمرني أن آمرك إذا حضرك الموتُ أن تدفع ذَلِكَ إلى أخيك الحسين ـ قَالَ وأقبل عَلَى الحسين ـ فَقَالَ: وأمرك رسول الله أن تدفعَه إلى ابنك هَذا ثمَّ أخذ بيدِ ابنه علي بن الحسين فضمَّهُ إليه وَقَالَ لَهُ يا بني وأمرك رسول الله أن تدفعه إلى ابنك مُحَمَّد فاقرأ محمَّداً من رسولِ الله ومنِّي السَّلام ثم أقبل عَلَى الحسن فَقَالَ يا بني أنت وليُّ هَذا الأمر ووليُّ الدم فإن عفوت فلَكَ وإن قتلت فضربة مكان ضربة.
مستدرك نهج البلاغة ج2/ص 308

ذَكَرَ ذَلِكَ برواية القاضي النعمان عَن الإمام علي بن الحسين وعن الإمام الباقر (ع).
أقول: حِينَمَا سألوه عَلَيْهِ السَّلام عَن الحسَنِ (ع) فَقَالَ: (لا آمركم ولا أنهاكم وَأَنْتُم بأموركم أبصر) ـ ظنَّ السفهاءُ أنَّه بِهَذا القولِ قَدْ ألغى الإمامةَ والخلافةَ …
إذن فَكَيفَ أثبَتَ هَذِهِ الوَصِيَّةَ كتابَةً وأَشْهَدَ عَلَيْهَا رؤوسَ الصحابةِ وبني هاشم وجميعَ أولادِهِ؟
نعم.. أوَ لَيْسَ قَدْ قَالَ مِرَاراً أنَّ بني أميَّةَ سيسلبون المُلْكَ وأنَّهُ مَا قُبض حَتَّى دعا اللهَ أن يبدِّلَهُ بخيرٍ من هَؤُلاءِ الناس ويبدِّلهم بمن هُوَ شرٌّ منه؟
فبأيِّ شيءٍ يأمرهم وبأيِّ شيءٍ ينهاهم؟.
لقَدْ قضى نحْبَهُ بناءاً عَلَى طلبِهِ ودعاءِهِ فَكَيفَ يأمرهم بِمَا يعلَمُ مسبقاً أنَّهُم مخالفون فِيهِ؟
فإن قُلْتَ: (فأين هُوَ هَذا الطَلَبُ؟ وَلِماذَا قَبَلَ الحَسَنُ (ع) بالخلافَةِ بعد ذَلِكَ؟)
فأما الحسن (ع) فَإنَّهُ رفَضَ الخلافة، إِذْ لَمْ تعد فِيْهَا فائدةٌ قط بعد فساد الناس وضلالهم. فهم يُرِيدون قِيادَةً دنيويَةً لا قِيَادَةً إلهيَّةً. وَلكنْ لَمَّا أفهَمَهُم هَذا الأمْرَ فإنَّ القِلَّةَ مِنَ المؤمنين لَمْ تَكُنْ تحتمل هَذا ويصعب عَلَيْهَا فَهْمُ الأمور كَمَا يفهَمُها أولياءُ الله، ولا بُـدَّ من ابتلاءهم بالحربِ والقتال حَتَّى يظهر مكنونُ مَا انطوت عَلَيْهِ أنفسهم. فإذا بَقِيَتْ أقلِّيَةٌ ضئيلةٌ يكون قَدْ أعذر، والأمر موكول إليه. فالشاهدُ يرى مَا لا يرى الغائبُ. فَلَمَّا ابْتَلاهُم بِذَلِكَ انقلبوا ضدَّهُ وهجموا عَلَى خيمتِهِ وعصوه!
والإمام عيَّنَهُ اللهُ ليُطاعَ لا ليُعصى فإذا عُصيَ وَقَعَتِ الحُّجَةُ عَلَى الناسِ دون الإمامِ، وَهْيَ سنَّةُ الله في الرُّسُل كلِّهم.
لَو كان حاكماً طاغوتياً يبعثُ بالرشاوى سِرَّاً لرؤوسِ القبائلِ، ويقتِلُ المعارضينَ غيلةً، ويأخِذُ عَلَى التهمَةِ والظنَّةِ كَمَا يفعل بنو أميَّةَ عَلَى نهجِ الشيخينِ لأَطَاعوه.
لكنَّ الناسَ لا يفهمون من هُوَ الإمامُ المنصوبُ من قبل الله. فإنَّ رحمتَهُ بالعباد وحنوَّهُ عَلَى الخَلْقِ وتحرِّجَهُ من الظُلْمِ وإيمانَهُ بحريَّةِ الاختيارِ يجعلُ الناسَ تطْمَعُ فِيهِ، وتَجِدُ فِيهِ مسرحاً لآرائها ـ فحزمُهُ من طاعَةِ الخَلْقِ، لأنَّ عزمَه وحزمَه واحدٌ، وَهْوَ من الخَلْقِ وإليهم، وَلَيْسَ هُوَ طاغوتاً. وديدنُ الخَلْق مُنْذُ عَهْدِ آدمَ أنَّهُم يطيعونَ الطاغوتَ ويعصونَ الوليَّ وألاّ فَكَيفَ يَشِكُّ المرءُ المؤمنُ بقرارٍ يتَّخِذُهُ الحسن (ع) والنبيُّ يقول هُوَ (سيد شباب أهل الجنة)؟.
وَهَذا النصُّ تحفِظُهُ الأمَّةُ كلُّها، لأنَّهُ (ص) كرَّرَهُ مئات المرّاتِ حَتَّى حفَظَهُ كُلُّ الصحابَةِ!
فإذا كَانَ الخَلْقُ لا يريدون الإمامةَ فَهَذَا شأنُهُم، لأنَّ الإمامَ منفِّذٌ لمشيئةِ اللهِ لا غير.. وَهْوَ عَلَيْهِ السَّلام معدومُ الرغبَةِ في الحُكْمِ أَصْلاً، وَإنَّمَا هُوَ يفعلُ ذَلِكَ تنفيذاً لأمْرِ الله. فَهْيَ عنده بلاءٌ ومحنَةٌ لا كرسيٌّ يسيلٌ اللعابُ لرؤيتِهِ كَمَا هُوَ عِنْدَ عمر وأبي بكر وعثمان صاحبِ القميصِ الَّذي ثارَ عَلَيْهِ الخَلْقُ وأوْشَكَ عَلَى الهلاكِ وَهْوَ يصيحُ بِهِم من السطْحِ وَهْوَ محاصَرٌ: (واللهِ لا أخلَعُ قميصاً ألبسنيه الله)!!
هَذِهِ هِيَ الخلافَةُ الإلهيَّةُ عندهم.. إنَّها قميصٌ يلبسُهُ ابنُ حَرْبٍ. وقَدْ كَانَ جَدُّهُ المعاهرُ المحكومُ عَلَيْهِ بالنفي إلى الشام أقرَّ رغم عهره بضرورةِ تنفيذ أمْرِ النفي الَّذي حَكَمَتْ بِهِ العربُ. فكم ورث إذن من العُهْرِ حَتَّى بلغ هَذا الحد1؟.
وَهَلْ هُنَاكَ من عاهِرٍ يموت ولدُهُ وزوجتُهُ جوعاً وعطشاً ويرفض تسليم السلطة إلاَّ ذَلِكَ النوعُ من المعاهرين الَّذي يعبدون الكرسي؟!
فأينَ هَذا أيُّها الناسُ ممَّن يدعوا في الليل بالموتِ ليأتيهِ ويخلِّصَهُ مِمَّا يراه من فِتَنٍ وظُلْمٍ لا يقْدِرُ عَلَى إزالتِها لقلَّةِ الناصِرِ وسريانِ الضَّلالِ في النفوسِ والذي فَتَحَ أبوابَهُ الثلاثةُ آخرُهم سليلُ العاهِرِ؟.
فاسمع لشكوى عليِّ عَلَيْهِ السَّلام، وَهْيَ جوابٌ لسؤالِكَ الآخرِ، وقولك متى كَانَ ذَلِكَ؟ ومتى طَلَبَ الموتَ؟.
بلى لقَدْ طَلَبَ الموتَ والشهادةَ:
(عَن الحسنِ بن عليٍّ قَالَ: قَالَ لي عَلَيْهِ السَّلام: يا بني رأيتُ رسول الله في هَذِهِ الليلةِ في نومةٍ نمتها فقلت: يا رسول الله مَاذَا لقيت من أمّتِك من الأودِ واللددِ فَقَالَ: يا عليُّ ادعُ عليهم فقلت: اللَّهُمَّ أبدلني بِهِم خيراً لي مِنْهُم وأبدلهم بي من هُوَ شرّ مني. قَالَ فخرج إلى المسجد فضربه الرجل)
مصادرُ النصِّ: الاستيعاب 2/ 470، أسد الغابة 4/ 36، طبقات ابن سعد ج3/ ق1/ 24، وله مثيل في الكنز ج6/ 411.
فقارن بَيْنَ رجُلينِ أحدُهُما رعيَّتُه تريدُهُ للدنيا ولا يُريدُها ويُريدُ الموت ويَتَمَنَّاه!
أهَذَا رَجُلٌ يحلُمُ بحُكْمٍ دنيويٍّ أَمْ هُوَ حاكِمٌ إلهيٌّ؟
وآخرٌ رعيتُهُ تحاصِرُهُ وتتوسَّلُ إليه أنِ اتركْ هَذا الأمرَ فَإِنَّكَ لا تليقُ بِهِ ولا يليقُ بِكَ ولا نريدُ قتْلَكَ.. فيصرُّ عَلَى البقاءِ في الحُكْمِ حَتَّى يهلكَ.. أهو عابِدٌ لِلَّهِ أَمْ هُوَ عابِدٌ للكرسي؟ مالكم كيف تحكمون؟‍!
وَأمَّا أَيْنَ تنبّأَ بمعاويةَ وبني أميَّةَ وملكِهِم؟ فَهْوَ كثير منه قوله عَلَيْهِ السَّلام:
(أما أنَّهُ سيظهر عَلَيْكُم بعدي رجُلٌ رحبُ البلعوم، مندحقُ البطن يأكل مَا يجد ويطلب مَا لا يجد فاقتلوه وَلَن تقتلوه! ألا وأنَّهُ سيأمركم بسبّي والبراءة مني)
الخطبة/ 57 من نهج البلاغة
أقولُ: قولُهُ (اقتلوه) مَعَ علْمِهِ بأنَّهم لَنْ يقتلوه يتضمَّنُ حجَّةً عَلَى الخَلْقِ ودليلاً عَلَى فسادِ عقائدهم بحَيثُ أنَّهُم يستحقُّون حاكماً كهذا، لأنَّهُمْ لا ينفِّذون الأمْرَ بقتْلِهِ لأنَّهُ عَلَيْهِ السَّلام قَدْ خَبِرَهم وعَلِمَ مَا في قلوبِهِم، وَلِذَلِكَ فعلمُهُ القرآنيُّ يحدِّدُ لَهُ مسارَ الأحداثِ مستقبلاً لا من حَيْثُ هِيَ حَتْمٌ لا تغييرَ فِيهِ، بَلْ من حَيْثُ معرفته بالوجهين معاً: السننِ العاملةِ من جهةٍ وحالِ الناسِ من جهةٍ. كَمَا لَو عَلِمْتَ من شدَّةِ عبَثِ وكَسَلِ الطلاب من جهةٍ وتشدُّدِ الأساتذةِ وصرامةِ الدراسة من جهةٍ أُخْرَى أنَّ هَؤُلاءِ فاشلون حَتْمَاً! فافهم ذَلِكَ.
وَمِنْهَا قوله عَلَيْهِ السَّلام:
(أما أَنَّكُم ستلقون بعدي ذلاّ شاملاً وسيفاً قاطعاً وأثرةً يتَّخذُها الظالمون فيكم سنَّةً)
الخطبة/58.
وَمِنْهَا قوله عَلَيْهِ السَّلام:
(فاسألوني قبل أن تفقَدْوني فوالذي نفسي بيَدِهِ لا تسألوني عَن شيء فيما بينكم وبَيْنَ الساعَةِ ولا عَن فئةٍ تهدي مائةً وتضلُّ مائة إلاّ أنبأتكم بسائقها وناعقها وقائدها ومناخ ركابها ومحط رحالها ومن يقتل من أهلها قتلاً ومن يموت مِنْهُم موتاً ولو قَدْ فقَدْتموني ونزلت بكم كرائهُ الأمور وحوازبُ الخطوبِ لأطرَقَ كثيرٌ من السائلين وفَشَلَ كثيرٌ من المسئولين وَذَلِكَ إذا قلصت حربكم وشمّرت عَن ساق وضاقت عَلَيْكُم الدُّنْيَا ضيقاً تستطيلون معه أيام البلاء عَلَيْكُم حَتَّى يفتح الله لبقيةِ الأبرارِ مِنْكُم)
نهج البلاغة/ الخطبة 91
فبماذا يأمُرُهم؟ إنَّمَا يأْمُرُ ابنَهُ الحسنَ (ع) ويوصي إليه بكتُبِ الأنبياءِ كلِّها، لأنَّ الحُجَّةَ عندهم، والسلاحَ عندهم، وَهْوَ هُوَ المقصودُ من الرسالَةِ أنْ تَكُونَ الحجَّةُ لِلَّهِ دون الخَلْقِ.
أمَّا الكاتِبُ الكاذِبُ فيزعَمُ أنَّ الحُجَّةَ للخَلْقِ من حَيْثُ أنَّ الشُّورَى هِيَ نظامُ الحُكْمِ وبالتالي فالاختلافُ لا بُـدَّ منه.
وإذن.. فالخَلْقُ عَلَى حقٍّ حِينَمَا اختلفوا وأنّى اختلفوا. فإنْ كَانَ الأمرُ كَذَلِكَ فلنا سؤالٌ: مَا الغايَةُ وَمَا المقصودُ من الخَلْقِ أَصْلاً أيُّها المتغافِلُ؟ أليس إدخالُ فريقٍ إلى الجَنَّةِ وفريقٌ إلى النار؟، أَمْ تَحْسبُ أنَّ الغايَةَ من الدُّنْيَا هِيَ الدُّنْيَا؟
وَمَا بَيْنَ السؤالين فَرَقٌ هُوَ الفَرَقُ الجوهريُّ العظيمُ بَيْنَ الأطروحتين!: أطروحة الإسلام الَّذي يؤمنُ بالشورى، وأطروحة الإسلام المحمدي العلوي.
والإسلامُ الأوَّلُ هُوَ نقيضُ الإسلامِ الثاني تَمَامَاًَ!
وَهَذا الفَرَقُ هُوَ الَّذي غابَ عَن أكْثَرِ العقول بِمَا في ذَلِكَ طيبي النوايا. وَهَذا هُوَ مركزُ الخلافِ وأصْلُ المشكِلَةِ ونواةُ التفرُّقِ وَلكنَّ أكثَرَ الناس لا يعلمون!
وَلِذَلِكَ اعتبَرَ القرآنُ الكريمُ كُلَّ الَّذينَ اختلفوا في مَا أنزل اللهُ في شقاقٍ ووصَمَهم بالبغيِّ والعدوانِ. إِذْ أنَّ كلامَ الله واضِحٌ يحتاجُ إلى من يطيعُ فِيهِ حجَجَ الله فقط، ولا يحتاجُ مِنْهُم إلى أنْ يوضِّحوا مراميه مجدَّداً أو يتجادلوا فِيهِ، وَلِذَلِكَ قَالَ تَعَالَى:
{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (19) سورة آل عمران
وَقَالَ تَعَالَى:
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ}
(176) سورة البقرة
ذَلِكَ أنَّه تَعَالَى أنْزَلَ الكتابَ لإزالَةِ الاختلافِ:
{.. فَهَدَى اللّهُ الَّذينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}
(213) سورة البقرة
إذن.. فالغايَةُ من إنزالِ الكتابِ هِيَ لإزالةِ الاختلافِ، وهنا تكمن حجَّةُ الله عَلَى الخَلْقِ، لأنَّهُمْ حَيْثُ يختلفونَ فإنَّ السَّبَبَ لَيْسَ في الدِّين، وَإنَّمَا هُوَ في الخَلْقِ قطعاً والعلََّةَ فيهم لا في النصِّ!
وإذا كَانَتْ الإمامةُ بالشورى فالاختلافُ واقِعٌ حَتْمَاً.. والطريقُ الوحيدُ لعَدَمِ الاختلاف هُوَ استمرارُ وجودِ حامِلٍ لِلْكِتَابِ.
وَلَيْسَ مَعْنَى هَذا أنَّهُم إذا عيَّنَ اللهُ لَهُم لَنْ يختلفوا!، بَلْ سيختلفون في كُلِّ الأحوال، إِذْ كيفَ وَعَدَ سبحانه وتعالى إبليسَ الملعونَ أنْ يملأَ جهنَّمَ منه ومن أتباعِهِ؟.
لكنَّ الفَرَقَ هُوَ في بقاءِ الحُجَّةِ لِلَّهِ بحَيثُ أنَّ الداخلَ إلى النارِ يدخِلُ بحَقٍّ والداخِلَ إلى الجَنَّةِ يدخِلُ بحقٍّ لوضوحِ أمرِ الدِّينِ.. بَيْنَمَا غيابُ الحامِلِ لعلْمِ الكتابِ يلغي هَذا الاحتجاجَ ويصبح الاختلافَ مبرَّراً. وبمعنىً آخرٍ إنَّ وجودَ الإمامِ المنصوصِ عَلَيْهِ هُوَ الحجَّةُ الكبرى عَلَى وجودِ الله تَعَالَى، فمن شكَّ في وجوده فقَدْ كَفَرَ، لأنَّهُ بِهَذا الشَكِّ يلغي عدل الله والمعادَ وصحَّةَ الحسابِ.
فالغايةُ من الإمام لَيْسَتْ إزالةَ الاختلافِ عملياً، بَلْ إسقاطُ مبررِّاتِ الاختلافِ، لأنَّ الإنسانَ حُرُّ الاختيارِ، والحرِّيةُ باقيَةٌ وبها يتمُّ الحسابُ.
إنَّ الفارِقَ بَيْنَ الكُفْرِ والإيمانِ هُوَ هَذا الخَطُّ الدقيقُ جِدَّاً.. إنَّه الصراطُ المستقيمُ العابِرُ عَلَى جهنَّم. فَهْوَ كَمَا وَصَفَ النبي (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّم) (أدقُّ من الشَّعرةِ وأحَدُّ من السيفِ)، فَلا يثبتُ عَلَيْهِ إلاَّ مؤمنٌ حقيقيٌّ، وَهَذا هُوَ المطلوبُ أخيراً!.
إِذْ لَيْسَ المطلوبُ بناءَ دولةٍ وتشييدَ عماراتٍ وقصورٍ!.
لَيْسَ المطلوبُ هُوَ الكيانُ السياسيُّ للدّينِ، بَلْ الكيانُ العقائديُّ.
فإذا افترضنا أنَّ الخَلْق أطاعوا اللهَ في هَذا.. فالكيانُ السياسيُّ يتحقَّقُ تلقائياً كأفضلِ مَا يكونُ… وَهَذا هُوَ جوهَرُ مَا انطوى عَلَيْهِ الوعْدُ الإلهيُّ.
والكاتِبُ الكاذِبُ لَمْ يأتِ بآيَّةٍ واحدَةٍ من القرآنِ في كتابِهِ بأجزائِهِ الثلاثَةِ!
فَهْوَ يخافُ القرآنَ خوفهُ من الإمامِ نفسِهِ لأنَّهُمَا قرينان لا يفترقان. وكلُّ مَا جَاءَ بِهِ هُوَ أقوالُ الرِّجَالِ الشيعةِ وتفسيرُهم ومبرراتُهم للإمامةِ.
الإمامةُ لا تثبت عِنْدَ المؤمن لوجودِ جماعاتٍ آمنوا بِهَا واسمهم الفقهاء أو المتكلمون الشيعة! بَلْ هِيَ ثابتَةٌ، لأنَّها حقٌّ. والحقُّ لا يُعْرَفُ بالرجالِ، بَلْ يُعْرَفُ بِنَفْسِهِ.
فَهَذَا الكاتِبُ الكاذِبُ يأتي بِأَقْوَالِ الرِّجَالِ واختلافاتِهِم وَكَأنَّهُ يطلِبُ مذهباً لا اختلاف فِيهِ!
فَلِمَاذَا لا تدخِلُ إذن مذهبَ عبدةِ البَقَر ِ؟!
فأنَّ الخلافاتِ بينهم أقلُّ بكثيرٍ مِمَّا هِيَ عِنْدَ المسلمين أو مذاهبِ الشيعة!.
أأنتَ تتَّبِعُ الرِّجَالَ ولا عَقْلَ لك أَمْ أنَّكَ تبحَثُ عَن الحَقِّ مُجَرَّداً عَن الأسماء؟
فَمَا علاقَةُ أقوالِ الرِّجَالِ بأصلِ المبحث مهما كثروا ومهما اختلفوا؟ أَمْ أنَّكَ تحسب أنَّ مَعْنَى الدِّينِ والإمامةَ عِنْدَ الشيعة هُوَ (آراءُ رجالِ الشيعةِ)؟
أنت واهمٌ في كُلّ شيء بِمَا في ذَلِكَ الأسماء واسم الشيعة!
فالشيعَةُ عِنْدَ أهلِ البيت (ع) لَيْسَتْ الطائفَةَ الشيعيَّةَ ولا طوائِفَ الشيعَةِ أيُّها الأفَّاكُ الَّذي يحرِّفُ الكَلِمَ عَن مواضِعِهِ!
كيف؟! وفيهم مائةٌ وعشرون ألفَ كافِرٍ ومشْرِكٍ يخرجون من الكوفةَ وحدِهَا ليقاتلوا المهديَّ المُنتظرَ حسب مَا ذَكَرَ الصادِقُ (ع)!
كيف؟! وَهْوَ يقولُ لا بُـدَّ (أنْ يتميَّزَ الشيعَةُ ويُغَربَلوا ويخرِجُ من الغربالِ خَلْقٌ كثيرٌ) !
كيف؟! وَهْوَ يقولُ (لا بُدَّ من اختلافِ الشيعةِ حَتَّى يكَفِّرَ بعضُهُم بعضاً ويتفِلَ بعضُهم في وجوهِ بعضٍ) !
كيف؟! وَهْوَ يؤكِّدُ عَلَى خروجِ عصائبٍ مِنْهُم عِنْدَ اللقاءِ بالسفياني فيكونون في جيش السفياني !
كيف؟! والإمامُ الرضا (ع) يقول:
(لَيْسَ كُلّ من قَالَ بولايتنا مؤمناً وَلَكِنَّهُم جعلوا أُنساً للمؤمنين)
اسمُ الشيعَةِ هُوَ الاسمُ الَّذي أطلقَهُ النبي (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّم) عَلَى شيعَةِ عليٍّ وسمّاهم (الفائزون) حَتَّى زعَمَ ابنُ حجرٍ بعد اعترافِه بالحَديثِ أنَّ المقصودَ بِهِم أهل السنة!!؟
وعددُهُم (سبعون ألفاً) فقط يدخلون الجنَّةَ بِغَيْرِ حساب.
فإنَّ الإمامَ المعصومَ (ع) منوطٌ بقاءُهُ برجُلٍ واحدٍ فقط أو إمرأةٍ واحدةٍ فقط!
وإنَّ العالَمَ بأسرِهِ منوطٌ بقاءُهُ ببقاءِ الإمامِ المعصومِ!
فَهَلْ تفهم هَذا الكلام؟ لا والله لا أراكَ تفهم!
ومن يدري لعلَّكَ إذا فَهِمْتَ وقَدَحَتْ في عقلِكَ قَدْحَةٌ أرادَها اللهُ هداك بِهَا وانقلبْتَ وتغيَّرَتْ أحوالُكَ فإنَّ لِلَّهِ في خلقِهِ شؤونٌ عجيبةٌ.
يا هَذا إنَّ أمرَكَ العجيبَ يذكِّرُني بالذينَ قاتلوا علياً (ع) في الجمَلِ وصفِّينَ. فإذا كُنْتَ تبحثُ عَن الحَقِّ فَإِنَّكَ لَنْ تجِدَ الحَقَّ عِنْدَ الرِّجَالِ، ولا تنفعُكَ الأسماءُ شيئاً قط.. ولا يفيدُكَ الشيخُ المفيدُ ولا غيرُهُ، بَلْ لا ينفعُكَ حَتَّى النبي (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّم) نفسه!.
أتدري لِماذَا؟
لأنَّ الحَقَّ يُعْرَفُ قبلَ الأسماءِ ويُحدَّدُ بِغَيْرِ عنوانٍ، ثمَّ يحْكُمُ المرءُ بِمَا عَرَفَ من الحَقِّ! لأنَّ الحَقَّ بَيِّنٌ بذاتِهِ.
والجميعُ قلبوا هَذِهِ المعادلَةَ، والجميعُ ضلّوا بِهَا إلاَّ من عَصِمَ اللهُ وقليلٌ مَا هُمْ.
أنت توحي للشيعةِ أنَّ رجالَكُم اختلفوا وعليكم أن تتركوا القولَ بالإمَامَةِ والوصيَّةِ وتنتقلوا إلى القولِ بالشورى!
فَهَلْ أَنْتَ ناصِحٌ لَهُم وبهم شفيقٌ؟
فإذا كنت ناصحاً شفيقاً فَعَلَيْكَ أنْ تؤلِّفَ لَهُم كتاباً آخراً تُبيِّنُ فِيهِ اختلافَ أهل الشُّورَى إلى: معتزلةٍ وقَدريَّةٍ ومرجئةٍ وأشعريَّةٍ وليثيةٍ وعثمانيةٍ وبكريةٍ وعمريةٍ وحنبليةٍ وشافعيةٍ وظاهريةٍ وعباسيةٍ وأمويةٍ ومالكيةٍ وصوفيةٍ وكرمانيةٍ وماورديةٍ وطبريةٍ … إلى آخرِ القائمةِ البالغةِ أربعينَ إسماً.
ففي كُلِّ الأحوالِ إذا كَانَ المرءُ عبداً لا حُرَّاً، ومغشياً عَلَيْهِ لا واعياً، وغبياً لا زكياً، ومتعالماً كسولاً لا عالماً نشيطاً، ومتواكلاً لا متوكِّلاً، وَلَيْسَتْ لديه طريقَةٌ فذَّةٌ للاختيارِ بَيْنَ أهلِ الشُّورَى وأهلِ الوَصِيَّة، فإنَّه يختار وَهْوَ بِكُلِّ هَذِهِ الصفات واللامبالاة طريقتَكَ الَّتي تقومُ عَلَى ملاحظَةِ عدَدِ الاتجاهاتِ والانقساماتِ، وسوف يَجِدُ أنَّ اختيارَ الوَصِيَّةِ أفضلُ، لأنَّهُمْ انقسموا إلى عدَدٍ أقلِّ من عدَدِ مذاهِبِ أهلِ الشُّورَى، ومجموعُهُم أقلُّ عدداً من أُولَئِكَ، لأنَّ الكثرَةَ في القرآنِ مرافقَةٌ للخبيثِ دَوْمَاً، والقِلَّةً صِفَةٌ للطَّيبِ. وَكَذَلِكَ هِيَ في الطبيعَةِ والنباتِ والحيوانِ والمآكلِ والمشاربِ والمعادنِ الشريفةِ النادرةِ علاوةً عَلَى الاحتياط.. فالقولُ بإتِّباعِ إمامٍ (قِيْلَ) أنَّه مُنَصَّبٌ من الله ولو عَلَى الظَنِّ أحوطُ من إتِّباعِ إمامٍ هرولَ إلى السقيفةِ، وتَرَكَ جَسَدَ النبيِّ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّم) بلا دفْنٍ!، وَلَمْ يَقُلْ فِيهِ أحَدٌ أنَّه وصيٌّ أو مُنَصَّبٌ. وإتِّباعُ اثني عشر متَّفقينَ في القولِ خيرٌ من إتِّباعِ ثلاثَةٍ مختلفينَ في كُلِّ شيءٍ وأربعة فقهاء وثلاثة عشر فرقة من المتكلمين وستة عشر من الصوفية … وإتِّباعُ من يسري في أجسادِهِم شيءٌ من رائحَةِ صاحبِ الرسالَةِ خير من إتِّباعِ عديٍّ وتيمٍ وَهْيَ منبوذة عِنْدَ قريش، وإتِّباعُ إمامٍ بَطَلٍ خيرٌ من إتِّباعِ إمامٍ جبانٍ ورعديدٍ قَالَ عَنْهُ المؤرخون بالحرفِ الواحدِ في خيبرَ (فَرَجَعَ يجبِّنُ أصحابَهُ ويجبِّنونه)، وإتِّباعُ إمامٍ عليمٍ خيرٌ من إتِّباعِ إمامٍ جاهلٍ أقرَّ أنَّ ربَّاتِ الحِجالِ والعجائزِ أفقَهَ منه، وإتِّباعُ إمامٍ أَبي أئمَّةٍ خيرٌ من إتِّباعِ إمامٍ أبترٍ وإمامٍ ابتَرٍ وإمامٍ ثالثٍ ابتَرٍ، وإتِّباعُ إمامٍ منطيقٍ خيرٌ من إتِّباعِ إمامٍ عيٍّ، وإتباعُ إمامٍ ذي حياءٍ خيرٌ من إتِّباعِ إمامٍ جاسوسٍ كَانَ جاسوساً لقريشٍ عَلَى النبيِّ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّم)، وبقيتِ الوظيفةُ وحبُّها في نفسه حَتَّى كَانَ يتسوَّرُ عَلَى الدُورِ ويهتِكُ الستورَ، وقَدْ أفحمَهُ شارِبُ الخمْرِ حَيْثُ قَالَ لَهُ: (يا عدو الله أتشرب الخمر؟)، فَقَالَ السكرانُ: (أَنْتَ يا عمر عدوُّ الله، أنا فعلتُ واحدةً وَآَنْتَ فعلْتَ ثلاثةً: فقَدْ تسوَّرتَ وقَدْ قَالَ الله وأتوا البيوتَ من أبوابها!، وتجسَّستَ وقَدْ قَالَ اللهُ ولا تجسَّسَوا، ودخَلْتَ وتكلَّمْتَ بِغَيْرِ سلامٍ وقَدْ قَالَ الله فسلِّموا عَلَى أنفسكم فَقَالَ عمر: (اكتم عليَّ أكتِمُ عَلَيْكَ)!!
يا للزمانِ الَّذي جعلنا نقارن بَيْنَ اختيار علي الوَصِيَّة وعمر الشُّورَى!
فإنَّ عمر الشُّورَى لا يُقارَنُ أَصْلاً بِهَذا (السكران الفقيه)!!
لا والله ولا يساوي نعليه، فَإنَّهُ أضرَّ نفسَهُ وحَفِظَ أخلاقاً من كتابِ ربِّهِ.. فَكَيفَ يُقَارَنُ بمن أفسَدَ العالَمَ ومنَعَ رحمةَ الله من الدوام ؟.
أيَّةُ نصيحةٍ هامَّةٍ قَدَّمْتَها أيُّها (الكاتبُ) للمسلمين؟
باللهِ عَلَيْكَ لَو كَانَتْ لديك وديعةٌ من مالٍ وأردْتَ أن تودعَها عِنْدَ أحدِ رجُلَينِ: أمَّا عُمَرَ وَأمَّا هَذا السكران فمن الَّذي تختارُ؟
لا والله مَا أراكَ تختارُ إلا السكرانَ، لأنَّهُ كَمَا يبدو يسْكِرُ ولا يفجر، ويشرب ولا يغدرُ!
فَلِمَاذَا تخدعُ المسلمين وتقولُ لَهُم اختاروا شُورَى عُمَرَ عَلَى وصيَّةِ عليٍّ أَمْ أنَّ المسلمين عندك أرخصُ من مالِكَ الخاصِّ ؟!..
ثمَّ تكذبُ عليهم كذبتَكَ الكُبْرى فتقول أنَّ علياً كَانَ لا يؤمِنُ بالوَصيَّةِ ويؤمِنُ بالشورى!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ألا ترى أيُّها القاريءُ الكريمُ أنَّ معاجزَ عليٍّ عَلَيْهِ السَّلام مستمرَّةٌ ولم تتوقَّفْ لحظةً واحدةً؟.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  قَولُهُ عَلَيْهِ السَّلام: (فَطِرْتُ بِعَنَانِهَا واسْتَبْدَدْتُ بِرَهَانِهَا)
»  حكم من كذب على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
»  أَخْرَجَ ابنُ عَسَاكِرَ عَنْ عائشَةَ عَنِ النبيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّم)
» ولقَدْ علم المستحفظون من أصحاب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وآله إني لَمْ أردّ عَلَى اللهِ ولا عَلَى رسوله ساعةً قط.

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأسرة العربية لصيد الفوائد :: إسلاميات :: المنتدى الإسلامي العام-
انتقل الى:  
مواقع صديقة
الأسرة الشامل | صور و خلفيات – قنوات فضائية