بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
مُجْمَلُ أكاذيبِ الكاتِبِ
في مُقَدَِّمَتِهِ
انْتَشَرَ في الآونَةِ الأخيرَةِ في أنحاءِ العراق كتابٌ لمؤلِّفٍ اسمُهُ (أحمد الكاتب) حَيْثُ ادَّعى أنَّهُ مِنْ طائفَةِ الشيعةِ، وأنَّهُ قَدْ دافَعَ عَن الفكْرِ الشيعي طوالَ حياته. وَلكِنَّهُ (وبفضْلِ اللهِ وعنايتِهِ) اكْتَشَفَ كافَّةَ التناقُضاتِ في هَذا المذْهَبِ.. وقَدْ رتَّبَ كشوفاتِهِ في المُقَدِّمَةِ بطريقةٍ تعتَمِدُ عَلَى العامِلِ النَفْسِيِّ للقُرَّاءِ ليكسِبَهُم إلى صفِّهِ من أَوَّلِ البَحْثِ. وَلِذَلِكَ تميَّزَت المقَدِّمَةُ بوجودِ أربعِ مراحِلٍ لِهَذِهِ الكشوفاتِ، وسأحاوِلُ إثباتَهَا هُنَا ليكونَ القارئُ مستعِدَّاً نفسياً لإجرَاءِ المقارَنَةِ:
الأولى: إنَّهُ بَدَأَ البَحْثَ في (ولايةِ الفقيهِ) الَّتي تبنَّى طَرْحَهَا الزعيمُ الدينيُّ الخمينيُّ في إيرانَ متسائِلاً عَن سَبَبِ إعطاءِ الفقيهِ باعتِبَارِهِ نائباً عَن المعصومِ ولايةً مُطلقَةً هِيَ ذاتُهَا ولايةُ الإمامِ وصلاحياتِهِ، وحَسَب تعبيرِهِ: (كُلُّ صلاحياتِ الإمامِ والرسولِ، وَسُمِحَ لَهُ بتجاوزِ الدستور وإرادَةِ الأمَّةِ جمعاء).
ويدَّعي (الكاتبُ) أنَّهُ مندَهِشٌ لنفْسِهِ حِينَمَا اكتشَفَ فجأةً [هَكذا] أنَّ العلماءَ السابقين لَمْ يَكُونُوا يؤمنونَ بنظريَّةِ ولايةِ الفقيهِ!.
وَأمَّا أنا فقَدْ اندَهَشْتُ أكْثَرَ مِنْهُ لانتشارِ هَذا الكتابِ في أوساطِ المثقَّفينَ في العراقَ.. ذَلِكَ لأنَّ (الكاتبَ) يُثْبِتُ بِهَذِهِ العباراتِ جَهْلَهُ مِنْ جِهَةٍ، وكِذْبَهُ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى.
فقَدْ أَفْشَلَ بِنَفْسِهِ محاولَةَ التأثيرِ النفسيِّ للبَحْثِ من أَوَّلِ خمَسةِ أسْطُرٍ، لأنَّ كُلَّ العراقيينَ وَحَتَّى بعض الصبيانِ مِنْهُم يعلمون جيِّداً أنَّ مبدأَ (ولايةَ الفقيهِ) هُوَ تنظيرٌ جديدٌ في ساحَةِ الفكرِ الشيعيِّ يُقابِلُ فكْرَةَ (انتظارِ الإمامِ القائِمِ)، وأنَّ الكثيرَ من العُلَماءِ لا زالوا عَلَى النظريَّةِ الأولى (انتظارِ القائِمِ)، وخاصَّةً المُحَدِّثينَ والإخباريين وكثيراً من الأصوليين، بَلْ وفي داخِلِ إيرانَ أَيْضَاً. فَكَيفَ غابَتْ هَذِهِ المسألةُ عَن ذهْنِهِ وَهْوَ في الوسَطِ الديني؟.. بَلْ الحَرْبُ بَيْنَ العراقَ وإيرانَ قَدْ أَعْطَتْ فرصَةً كبيرَةً للتعرُّفِ عَلَى هَذا الأمرِ مِنْ قِبَلِ كافَّةِ المثقَّفينَ العاديين جِدَّاً. فقَدْ نَشَرَتْ صُحُفُ العراقَ ومجلاتِهِ مثل "آفاق عربية" أبحاثاً للرَدِّ عَلَى فكرَةِ ولايةِ الفقيهِ، بَلْ كَتَبَ في هَذا الموضوعِ وتحدَّثَ فِيهِ رجالُ السياسَةِ أَيْضَاً، فَكَيفَ اكتَشَفَ (الكاتبُ) (فجأةً) أنَّ العُلَماءَ القُدَمَاء لا يؤمنون بولايَةِ الفقيهِ؟، وَهَلْ هَذِهِ قضيَّةٌ خافيَةٌ أَمْ أنَّهَا خافيَةٌ عَلَى (الكاتِبِ) وحدِهِ في وقْتٍ اشتعَلَت فِيهِ جَبْهَةٌ طولُهَا 1500 كم بالنارِ بِسَبَبِ هَذِهِ المسألَةِ؟.
يبدو لَنَا أنَّ (الكاتِبَ) يحاوِلُ استغلالَ المسألَةِ السياسيَّةِ في العراقَ خصوصاً لأغراضِ البَحْثِ.. فَهْوَ يتصوَّرُ أنَّ المرءَ سيكونُ في حَرَجٍ شديدٍ وَهْوَ يحاولُ الرَّدَّ عَلَى (الكاتِبِ) لأنَّهُ لا يقَدِرُ عَلَى الجَمْعِ بَيْنَ الإيمانِ بالأئمَّةِ المعصومين (ع) وإنكَارِ ولايَةِ الفقيهِ!. وَلَمَّا كَانَ إنْكَارُ نَظَرِيَّةِ الخميني قضيَّةً لا بُـدَّ (للعراقيِّ) مِنْ إعلانِهَا فإنَّ إنكارَ الأئمَّةِ المعصومين سيكونُ تحصيلَ حاصِلٍ!.
وَهَذا هُراءٌ، فَلا علاقَةَ مُطْلَقَاً بَيْنَ ولايَةِ الفقيهِ للخميني والإمامَةِ الإلهيَّةِ للأئمَّةِ الاثني عشر (ع). والدليلُ عَلَى ذَلِكَ أنَّ التياراتِ الدينيَّةَ كلَّهَا تحاوِلُ اليومَ الحصولَ عَلَى الحُكْمِ سواء كانوا يؤمنون بالأئمَّةِ المعصومين (ع) أو الشُّورَى.
الثانية: هَذا الاكتشافُ قادَهُ حسب مدَّعاه إلى المرحلَةِ التاليَةِ، وَهْيَ دراسةُ (الغيبة الصغرى)، وبعدما دَرَسَها (فوجئ) أَيْضَاً وبالوحي الإلهامي وَهْوَ يكشِفُ لَهُ عَن سِرٍّ آخرٍ! قَالَ: (فقَدْ اكتَشَفْتُ أثناءَ البَحْثِ شُبُهاتٍ تاريخيَّةً وعلاماتِ استفهامٍ تدورُ حَوْلَ صِدْقِ ادِّعاءِ النوابِ الأربعة ضمن أكثر من عشرين نائباً)1!.
يا للكشوفاتِ العجيبَةِ!.
تصوّر شخصاً شيعياً (حسب ادِّعاءه) ولا يَدري إلى الآنَ أنَّ ثبوتَ أربعةِ نوّاب للإمام (ع) لَمْ يَحْصِلْ إلاَّ بعد الشَكِّ والتردُّدِ!.
معلومٌ أنَّ الإمامَ إذا غابَ وأوصى إلى (نائِبٍ واحِدٍ)، فإنَّ هُنَاكَ من يدَّعي النيابَةَ قَطْعَاً. ويكونُ واجِبُ المُكَلَّفِ هُوَ الفَحْصَ، أَمْ أنَّ (الكاتِبَ) يزعَمُ أنَّهُ يقَدِرُ عَلَى مَنْعِ الناسِ مِن انتحالِ الشخصيَّاتِ بالإكرَاهِ.
لِماذَا إذن لا يخلِّصنا من آلاف المنتحلين في كلِّ عصْرٍ ودَورٍ، وفي كلِّ عملٍ بِمَا في ذلك أخطر الأعمال المرتبطةِ بالأمن العام حيثُ كثيراً مَا يدَّعي قومٌ أنَّهُم من رجالِ الأمن، ثُمَّ يكتشِفُ صاحبُ الدَّارِ أنَّهُم عصابةٌ من السُّرَّاقِ وليسوا من الشرطةِ!.
فَهَلْ نذهبُ لوزيرِ الداخليةِ ونقولُ له: لقد اكتشفنا أنَّ وزارتك وهميةٌ لا وجود لَهَا لأنَّنا اكتشفنا وجود المنتحلين؟!.
بل النبوَّةُ نفسُها قَدِ انْتَحَلَهَا (مسيلمة الكذاب) و(سجاح)، فَهَلْ سيكذِّبُ الكاتبُ بالنبوَّةِ لوجودِ المُنْتَحِلين؟
مَا هَذِهِ الحَمَاقَاتُ؟!.
إذا كان المرءُ يؤمنُ بأنَّ اللهَ لا بُدَّ من أن يبعثَ رسولاً فعليه إذن أن يفحصَ ويتأكَّدَ من الفوارقِ بين المنتحلين وبين الرسولِ الحقيقي. أَمْ!ا إذا كان لا يؤمنُ بوجودِ رسولٍ أَصْلاً فمن الحُمقِ الإتيانِ بهكذا دليلٍ سوفسطائيٍّ.
نعم.. إنَّ (الكاتبَ) لا يؤمنُ بوجودِ الحُجَّةِ أَصْلاً ، ولذلكَ يتوصّلُ إلى الكشْفِ الثالثِ من كشوفاته الكاذبةِ!.
وقد كانَ عَلَيْهِ أن يمتلك الحدَّ الأدنى من الشجاعةِ وينكر وجود الحجَّةِ منذُ البدءِ.. بَيْدَ أنَّ القرآنَ أكَّدَ مراراً عَلَى أنَّ المنافقين جبناءُ دوماَ ويقولون بِخِلافِ مَا في قلوبهم كَمَا سنلاحظه من خصائصٍ قرآنيةٍ للمنافقين.. فَهْوَ يخشى الإعلانَ عن هدفِهِِ الحقيقيَِّ فضلاً عن القضايا التاريخيةِ والدينيةِ الَّتي ينتقي مِنْهَا مَا يشاءُ ويقومُ بتأويلِها كيف شَاءَ، بل طريقتُهُ في التوصُّلِ إلى النتائجِ هِيَ ذاتُ الطريقةِ، فكلَّما وجدَ مدَّعِياً لشيءٍ معيَّنٍ في فكرةٍ مبتدعةٍ اعتمدها للوصولِ إلى نتيجةٍ مسبقةٍ حدَّدها، وَهْيَ إنكارِ أصلِ الفكرةِ!!.
إنَّ هَذا الطريقَ غريبٌ جِدَّاً ي البحثِ، وإنَّ انتشارَهُ في الأوساطِ ليدلُّ عَلَى صدقِ الرسولِ (ص) في مَا أخبَرَ به من علاماتٍ لآخرِ الزمانِ حيثُ التسطيحِ الفكري وغيابِ الحقائقِ واللاعقلانيةِ في التفكيرِ.. فَمَا علاقةُ أراءِ الرِّجالِ وأقوالهم بالحقائقِ الثابتةِ في النصِّ الدينيِّ والتي يجبُ أنْ تَكُونَ هِيَ المرجعِ في الحُكْمِ عَلَى أقوالِ الرِّجالِ؟.
فَهْوَ يأتي بالقصصِ لإثباتِ بطلانِ القضايا الدينيةِ أو يحشر الثوابتَ الواردةَ في السنَّةِ المقدَّسةِ من جُملةِ القضايا المشكوكِ فِيْهَا.. وأينما تصفَّحتَ في الكتابِ فَإِنَّكَ تجدُ نفسَ الطريقةِ الَّتي لا تمتُ إلى البحثِ العلمي بأيَّةِ صلةٍ تُذكرُ.. ولذلكَ فإن كشوفاته العجيبةَ تتوالى:
الثالثة: بعدما اكتشفَ السرَّ الثانيَ وَهْوَ وجود المنتحلينَ جرَّهُ هَذا إلى دراسةِ (موضوعِ الإمامِ نفسِهِ) حسب تعبيرهِ! حيثُ قَالَ: (وجدتُ لأوَّلِ مرَّةٍ في حياتي أجواءً من الحيرةِ والغموضِ تلفُّ تلك القضيّةِ)!.
وَهْوَ متعجِّبٌ من نفسِهِ لأنَّه اكتشفَ لأوَّلِ مرَّةٍ وجود الشكِّ والحيرةِ حولَ الإمامِ نفسِهِ!
مَا هذه الكشوفاتُ أيُّها الكاتبُ العبقريُّ؟!
أَوَلا تعلمُ أنَّ كلَّ أطفالِ الشيعةِ يردِّدونَ عبارةَ:
(فإذا استدرَ الفلكُ وقلتم ماتَ أو هلك في أيِّ وادٍ سلك)
كواحدةٍ من علائمِ الغيبةِ وبدءِ الانتظارِ؟ فَكَيفَ لم تسمعٍْ في حياتكَ قطّ أنَّ المهديَّ مشكوكٌ في وجودِهِ؟ فَأَنْتَ لم تسمعْ أنَّ محمداً (ص) مشكوكٌ في نبوَّتِهِ عند أربعةِ أخماسِ سكّانِ الأرضِ وأكثر من ثُلُثِ المسلمين وخاصّةً المتعلِّقين بالثقافاتِ الأجنبيةِ؟
ولمْ تسمعْ أَيْضَاً أنَّ المسيحَ (ع) مشكوكٌ بوجوده في العالم المسيحي إلى حدِّ ادِّعاءِ البعضِ أنَّ هَذا الاسم لا وجودَ له في التاريخِ أَصْلاً، والى حدِّ أنَّ (برنارد شو) في كتابِ (المسيح ليس مسيحياً) يعلنُ أنَّ تبنّي هذه الفكرةَ من قبلِ المثقّفين يُعدُّ سخافةً ويدعوهم إلى الموضوعيةِ، إِذْ لا يمكن أنْ يَكُونَ مثلُ هَذا الدِّينِ المنتشرِ بين الملايينِ قد ارتبطَ باسمِ شخصٍِ لا وجودَ له مُطْلَقَاً.
لم يسمعْ (الكاتبُ) في حياته هذه الأشياءَ، فَهْوَ يقرُّ عَلَى نفسِهِ بالجهلِ والعبوديةِ وعدمِ التحرّرِ، إِذْ ليس المطلوبُ من المرءِ إلاَّ أن يختارَ الفكرةَ الَّتي يؤمنُ بها من مجموع الأفكارِ المطروحةِ!. أمَّا أَّه آمن بالمهديِّ لاعتقادِهِ بأنَّ الجميعَ يؤمنونَ به ثمَّ تركَ الإيمانَ به بعد اكتشافه أنَّ هُنَاكَ من يشكِّكُ بالمهديِّ فَهْوَ استدلالٌ شخصيٌّ لا يحسن حتى تجميل صورتِهِ أمامَ القرَّاءِ، ويبدأ بتقبيحِ نفسِهِ من أوَّلِ خطوةٍ، لأنَّه عَبْدٌ لآراءِ الآخرين وليس حرَّاً في أفكارِهِ.
إذن سيكتشِفُ الكاتبُ أنَّ بعضَ الخَلْقِ لا يؤمنون بمحَمَّدٍ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّم) وسوف يفاجىء المسكينُ مرَّةً أُخْرَى ويشكُّ بوجودِ الرسولِ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّم)، وسوف يلتقي يوماً مَا بجماعةٍ من الشيوعيين وسوف يفاجىء للمرَّةِ الرابعةِ أنَّ بعضَ الخَلْقِ لا يؤمنون باللهِ! وأنَّ الفارابي وابن رشد وعمانوئيل كانط حاولوا إثباتَ وجودِهِ، وسوف يتخلّى عن الإيمان باللهِ أَيْضَاً!.
فانظروا مَاذَا يقول؟..
يقول:
(لقد تعجَّبتُ من نفسي جِدَّاً لشدَّةِ جهلي بالتاريخِ الشيعي إلى حدِّ أنَّي لم أسمعْ ولمْ أقرأ تفاصيلَ وجود الشكِّ والحيرةِ حولَ ولادةِ للإمام الثاني عشر مَعَ أن كنتُ أقومُ بالدعوةِ والتبشيرِ بالمذهبِ الإمامي) !!.
إذن فَأَنْتَ داعيةٌ غبيٌّ!!
لأنَّك كنت تدعو وتبشِّر بإمامٍ لا تدري كيف وُلِدَ ولا تعلمُ إن كان موجوداً أَمْ لا، بل لمجرّدِ أنَّ بعضهم أخبرك بوجودِ إمامٍ بِهَذا الاسمِ!.
وَمَا أدراني فلعلَّ غباءكَ مستمرٌّ للآن، وأنَّ مَا تقوله الآنَ مَا هُوَ إلاَّ واحدةٌ جديدةٌ من أوهامك الغبيةِ الَّتي رانت عَلَى عقلك طوال هَذا العمر المديد؟!.
إني لا أتعجّب منك يا أحمد الكاتب!
إنَّما عجبي هُوَ من الَّذينَ ينفقون دانقاً أو درهماً لاستنساخ كتابك وقراءته حتى لَو كانوا يبغضون المهدي عَلَيْهِ السَّلام ولا يصدِّقونَ بوجودِهِ!، ذلكَ لأنهم ليسوا بحاجةٍ أَصْلاً إلى ؟أن يخسروا أموالهم بهذه الطريقةِ، فإنَّ! اللَهَ تَعَالَى لم يُجبِرْ الخَلْقَ عَلَى الإيمانِ به، وبإمكانِ المرءِ أن يكفرَ وأن يؤمنَ كَمَا يحلو له بدون مصاريفٍ إضافيةٍ:
{وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِم سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا}
(29) سورة الكهف
لِماذَا لا نتصارحُ يا أحمدُ (الكاذبُ)؟!..
فَأَنْتَ يا هَذا تكذِبُ علناً، وأنا أشهدُ أنَّكَ لستَ من الشيعةِ، ولمْ تدعُ لحظةً واحدةً إلى المذهبِ الإماميِّ، ولست من دعاة المهدي عَلَيْهِ السَّلام في وقتِ مَا. ذلكَ لان دعاة المهدي إنَّما يجيبون فقط عَلَى هذه الإشكالات المتعلِّقةِ بوجودِهِ!. أي أنَّهُم يدعون إليه ضدَّ الشكِّ والحيرةِ أَصْلاً. فَمَاذَا كنتَ تدعو في تلك المرحلةِ؟، وكَيفَ بشّرتَ بالمذهبِ الإمامي؟، ألَمْ يسألكَ أحدٌ من التلاميذِ يوماً مَا عن الغيبةِ وعن الظهورِ وعن أسبابِ الغيبةِ؟.
فَلِمَاذَا تكذبُ يا هَذا عَلَى الناسِ؟
وَهَلْ هُنَاكَ حديثٌ عن المبشِّرينَ بالمذهبِ الشيعي سوى الردّ عَلَى الخصومِ؟
بل المذهبُ الشيعيُّ فكرياً وعقائدياً مَا هُوَ إلاَّ ردود عَلَى الخصومِ، فإنَّ جُلَّ مؤلفاتهم العقائديةِ هِيَ في مناقشةِ أدِّلةِ المنكرين للإمامةِ عموماً والنواصبِ خصوصاً، بل ذخرت عناوين كتبهم بهذه المسميّاتِ.
انظر هذه العناوين لبعضِ كتبهم:
1. إثبات الهداة بالنصوصِ والمعجزات: تأليف المحدِّث الحسن بن الحرِّ العاملي/ ثمانية أجزاءٍ.
2. إلزام الناصب في إثبات الحجّة الغائب: تأليف المحدِّث علي الحائري/ أربعة أجزاءٍ.
(فأنظر: أليست العناوينُ نفسُها تتحدَّثُ عن الشكِّ؟)
3. الغيبة/ للشيخ محمّد بن الحسن الطوسي/ مجلّد واحد.
4. البرهان في أخبارِ صاحبِ الزمان/ للشيخ الفقيه محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي.
5. الفصول العشرة في الغيبة/ للشيخ محمد بن النعمان العكبري الملقَّب بالمفيد.
6. الإرشاد في معرفةِ حجج الله عَلَى العباد/ للشيخ المفيد أَيْضَاً.
7. تبيين الحُجَّةِ إلى تعيينِ الحجَّة/ للشيخ ميرزا محسن التبريزي.
8. البيان في أخبارِ صاحبِ الزمانِ/ للإمامِ الطبري المفسِّر/ مطبوع.
9. البرهانُ في علاماتِ مهدي آخرِ الزمانِ/ علاء الدين بن حسام الهندي نزيل مكّة/ مطبوع بهامش المناقب للمؤلف.
10. الفصولُ المهمّةُ في معرفةِ الأئمّة/ لعلي بن محمّد الصباغ المالكي المذهب والشهير بابن الصبَّاغ/ مطبوع.
11. البرهانُ عَلَى طول عمر صاحب الزمان/ لأبي الفتح محمّد بن عثمان الكراكجي.
12. بشارةُ الإسلام في ظهور صاحب الزمان/ للسيّد مصطفى الكاظمي/ مطبوع.
13. أربعون حديثاً عن المهدي/ للشيخ أَبي نعيم الاصبهاني صاحب كتاب حلية الأولياء من علماء الحديث لأهلِ السنّة.
14. عَقْدُ الدُّررِ في أخبارِ المهديِّ المنتظرِ/ للشيخ يوسف بن يحيى السلمي الشافعي/ المخطوطة في معهد المخطوطات/ القاهرة/ برقم 61 ـ من علماء السنّة أَيْضَاً.
15. المُخْتَصَرُ في علاماتِ المهديِّ المنتظرِ/ للشيخ بن حجر الهيثمي الشافعي/ توجد منه نسخٌ في حلب واستانبول وذَكَرَهُ صاحب إسعاف الراغبين في/139. وذكر الشيخ آل ياسين أنَّ عنده نسخة مصورة عن الأصل في هامش كتابه الآتي ص25.
16. المهديُّ المنتظَرُ بين التصوِّرِ والتصديقِ/ محمد حسن آل ياسين/ مطبوع.
17. البرهانُ عَلَى وجودِ صاحبِ الزمان (ع)/ للسيّد محسن الامين الشامي/ مطبوع.
18. الإمام الثاني عشر/ للسيّد محمّد سعيد الموسوي/ مطبوع.
19. الردُّ عَلَى من قضى أن المهدي جاء ومضى/ للشيخ علي القاري من الاحناف . توجد منه نسخة خطية في الهند وتركيا، ونسخهة مخطوطة في دار الكتب في قطر حسب مَا ذكر الشيخ آل ياسين ورقمها 9/38.
20. العرف الوردي في أخبار المهدي/ للمفسِّر اللغوي جلال الدين السيوطي . من علماء السنّة/ مطبوع.
21. علامات المهدي/ للسيوطي أَيْضَاً.
22. تلخيص البيان في علامات مهدي آخر الزمان/ لابن كمال الحنفي/ منه نسخة في خزانة سعيد الديوه جي في الموصل كَمَا في معهد المخطوطات مجلة العهد/9/215 والأصل في مركز استانبول.
23. المُهدي ال مَا وَرَدَ في المهدي/ لمحمد بن طولون الدمشقي ذكره المؤلف في كتابه الآتي.
24. الائمة الاثني عشر/ لمحمد بن طولون الدمشقي/ مطبوع.
25. التوضيح في مَا جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح/ للقاضي محمد بن علي الشوكاني ذكرته مجلة الجامعة الإسلامية ع/3/131. والشوكاني من أشهر علماء الحديث والفقه لأهلِ السنّة.
26. أخبار المهدي/ للشيخ عباد بن يعقوب الراوجني المتوفي 250 هـ.
27. المحجّة في مَا نزل في القائم الحجّة من القرآن/ للمحدِّث الشهير سليمان البحراني الكتكاني.
28. غاية المرام في حجة الخصام/ في إثبات الإمامة للبحراني المذكور آنفاً.
29. الأربعين في المهدي/ للعلامة المحدِّث محمد باقر المجلسي.
30. بحار الانوار/ للعلامة المجلسي المذكور سابقاً . خصَّصَ منه المجلَّد الثالث والعشرين للمهدي عَلَيْهِ السَّلام عَلَى الطباعة الحجرية، وَهْوَ يوافق المجلَّد السابع والخمسين من الطباعة الحروفية أو مَا يقرب منا. وَهْوَ مطبوع عدّة مرات.
31. دلائل الامامة/ لأبي جعفر ممد بن جرير الطبري. خرّجَ فِيهِ نصوصاً كثيرةً تتعلّق بالمهدي عَلَيْهِ السَّلام/ مطبوع.
32. الغيبة/ للشيخ الأقدم أَبي عبد الله محمد بن إبراهيم النعماني/ مطبوع عدّة مرات/ توفي الشيخ سنة 329 هـ.
33. إكمال الدِّين وإتمام النعمة/ في الامامة وإثباتها للشيخ الأقدم أَبي جعفر بن بابويه المعاصر للغيبة والمتوفي سنة 329 هـ.
34. التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول/ للشيخ منصور علي ناصف من الأزهر/ خلاصة للصحاح في آخره علامات الساعة وعلامات المهدي في الجزء الخامس.
35. كفاية الطالب في مناقب علي بن أَبي طالب/ لأبي عبد الله محمد بن يوسف الشافعي. طبع في آخره كتابه المسمى (البيان في أخبار صاحب الزمان).
36. منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر/ للشيخ لطف الله الصافي ذكر فِيهِ المرجع في ستة آلاف حديث في المهدي عَلَيْهِ السَّلام.
37. صحيح البخاري/ للشيخ أَبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري المتوفي سنة 256 ه قبل ولادة المهدي المنتظر عَلَيْهِ السَّلام ذكر فِيهِ حديث الأئمة الاثني عشر في الجزء الرابع من كتاب الأحكام.
38. صحيح الترمذي: أخرج حيث الاثني عشر من باب مَا جاء في الخلفاء من الجزء/2/45 وأنّهم يكونون من بعد النبي (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّم) بلا فاصلٍ. عدا النصوص الكثيرة في مناقبهم عموماً.
39. صحيح مسلم: أخرج أحاديث الأئمة الاثني عشر من جزء/2 ص191 حسب طبعة مصر شنة 1348 هـ وأنَّهم من بعده (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّم) بلا فاصلٍ. عدا النصوص الكثيرة في مناقبهم عموماً.
40. صحيح أَبي داود/ لأبي سليمان بن الاشعر السجستاني المتوفي مَعَ ولادة المهدي أو بعدها بسنين: أخرج حديث المهدي من كتاب المهدي ج/2/2/ص207. فذكر عن النبي (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّم) اثنا عشر إمَامَاً أو خليفةً يكونون من بعده بلا فاصلٍ وذكر أن الناس كبّروا حِينَمَا سمعوا ذلك أو ضجّوا.
(ويظهر أنَ الَّذينَ ضجّوا هُمْ من أمثالِ هَذا "الكاتب")
41. كفاية الأثر في النصوص الدّالة عَلَى الأئمة الاثني عشر/ للشيخ أَبي القاسم علي بن محمد الرازي من تلامذة الشيخ الصدوق. ذكر فِيهِ أكثر من ألف حديث عن أرباب الآثار في المهدي وصفاته وخصائصه وظهوره وحال أهل الأرض قبله وبعده مرويّة كلها عن رسول الله (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّم).