التهاب الجيوب الأنفية
إنه التهاب أغشية بطانة الجيوب الأنفية. ومن أعراضه التهاب الجيوب (sinusitis) الواضحة، والإحساس بضغط غير مريح على الوجه يصاحبه إحساس بالألم. ويختلف موقع الضغط باختلاف موقع الجيب المصاب.فعلى سبيل المثال فإن وجود ألم في الجبهة هو مؤشر على إصابة الجيوب الجبهية، أما إن ظهر الألم في الفك الأعلى أو الأسنان العليا، فإن الجيوب الفكية في الوجنتين هي المصابة. ومثله مثل نزلة البرد، فإن التهاب الجيوب يتسبب في احتقان الأنف الناجم عن زيادة إفراز المخاط وتورم الأغشية الأنفية. وبالفعل فإن الشعور بالتهاب الجيوب غالبا ما يكون مشابها لنزلة البرد. والمخاط غالبا ما يكون ثخينا، وأصفر أو أخضر اللون (وهو يميل إلى اللون الأخضر عند وجود كميات كبيرة من كريات الدم البيضاء، التي هي رغم اسمها، خضراء اللون). وقد يرتجع بعض المخاط نحو البلعوم مسببا طعما سيئا، وسعالاً، أو النفس الكريه. وقد تحصل لبعض الناس قشعريرة أو إجهاد بعد أن يقوم جهاز المناعة في أجسامهم باتخاذ خطوات دفاعية.
الأسباب:
الجيوب الأنفية للإنسان تشبه الكهوف داخل العظام، وتوجد نحو العينين والأنف. وتبطنها أغشية تقوم بإفراز مخاط سائل خفيف يسير بعد تسربه نحو فتحات صغيرة جدا تسمى "ostia". وإن حدث انسداد في هذه الفتحات فإن المخاط والسوائل تتراكم مكونة موقعا مناسبا لتكاثر البكتيريا الموجودة طبيعيا فيها. وعند زيادة أعداد البكتيريا واستجابة الجسم لها، ويظهر الالتهاب والتورم اللذان يؤديان إلى حدوث أعراض الضغط المؤلم والأعراض الأخرى.
وتعتبر نزلات البرد من أكثر الأسباب شيوعا لانسداد الفتحات الصغيرة جدا في الأنف أولا، ولهذا فإن السبب الرئيسي لالتهاب الجيوب غالبا ما يكون ذا منشأ فيروسي، رغم أن التهاب الجيوب، وفقا لتعريفه، هو عدوى بكتيرية للجيوب.
إلا أن جزءا يسيرا من فيروسات البرد (نحو 1 في كل 100 منها) يؤدي إلى حدوث التهاب الجيوب. كما يصاب بعض الناس بالتهاب الجيوب المزمنة نتيجة مشكلات بنيوية أو هيكلية تقود إلى انسداد هذه الفتحات، مثل انحراف حاجز الأنف (septum)، أو أورام الأغشية المخاطية.
الوقاية:
لأن التهاب الجيوب ينجم في الغالب عن مضاعفات نزلات البرد، فإن غالبية الاحتياطات ضد هذه النزلات مفيدة للوقاية من الالتهاب. ويوصي بعض الأطباء بتروية الأنف بانتظام بالماء المالح، إلا إن دراسة أظهرت أن هذه التروية المنتظمة تقود إلى التهابات أكثر، وليس أقل، في الجيوب الأنفية. وإن كنت مصابا بنزلة برد، فعليك أن لا تتمخط بقوة، فقد تتغلغل البكتيريا والمخاط نحو جيوبك الأنفية.
العلاج:
إعادة عملية سحب وتسريب المخاط إلى طبيعتها، تقلل في الغالب من الأعراض وتخفف من قوة العدوى. كما أن تناول الكثير من الماء واستنشاق البخار (الاستحمام تحت المرشاش "أو الدوش" لفترة أطول) يفكك المخاط، وهو ما يسهل فتح الفتحات الصغيرة. ويوفر النوم ورفع الرأس إلى أعلى، قوة الجاذبية الأرضية لتخفيف الأعراض. كما أن بمقدورك تجربة واحد من مزيلات الاحتقان التي يتم تناولها عبر الفم. ويرغب الكثير من الأطباء في أن يخضع المصابون لعدة أيام من "علاج تسريب المخاط" قبل الإقدام على تناول المضادات الحيوية، وذلك يعود جزئيا إلى أن مفعول المضادات الحيوية يكون أقوى، إن كان تسريب المخاط في الجيوب الأنفية، أفضل. ولكن، إن كان التهاب الجيوب شديدا منذ البداية أو كان متواصلا، فيجب اللجوء إلى المضادات الحيوية، التي أثبتت فاعليتها.