[center]شواهد من حب المرأة لزوجها
1- حب خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
ويظهر ذلك في حسن استقبالها له ومواساته ساعة الشدة ثم السعي لطمأنته:
- عن عائشة أم المؤمنين قالت: أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم
من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخلو
بغار حراء فيتحنث فيه.. حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك. فقال:
اقرأ، قال ما أنا بقارئ.. فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال:
زملوني. زملوني، فزملوه حتى ذهب عن الرَّوع ( أي الخوف) ، فقال لخديجة
وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي. فقالت خديجة: كلا، والله ما يخزيك الله
أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكَلَّ، وتكسب المعدوم، وتَقري الضيف، وتعين
على نوائب الحق.
وإن مما يؤكد حب خديجة لرسول الله قوله صلى الله عليه وسلم عنها: [ آمنت بي
إذ كفر بي الناس، وصدّقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها] . رواه أحمد.
2- حب عائشة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
- عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[ أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد. وإذا كنت غضبى قلت: لا
ورب إبراهيم ] . قالت: قلت: أجل، والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك.
رواه البخاري
- وقول عائشة: ( أجل يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك): قال الطيبي: هذا
الحصر لطيف جداً، لأنها أخبرت أنها كانت في حال الغضب الذي يسلب العاقل
اختياره لا تتغير عن المحبة المستقرة… وقال ابن المنير: مرادها أنها كانت
تترك التسمية اللفظية ولا يترك قلبها التعلق بذاته الكريمة مودة ومحبة . (
عن فتح الباري لابن حجر )
- عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: لما أُمر رسول رسول الله
صلى الله عليه وسلم بتخيير أزواجه بدأ بي فقال: [ إني ذاكر لك أمراً، فلا
عليك أن تعجلي حتى تستأمري أبويك..] قالت: فقلت: ففي أي هذا أستأمر أبوي!
فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة.
- عن عروة: أن عائشة رضي الله عنها أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات، ومسح عنه بيده. فلما اشتكى وجعه
الذي توفي فيه، طفقتُ أنفث على نفسه بالمعوذات التي كان ينفث، وأمسح بيد
النبي صلى الله عليه وسلم عنه.
- عن ذكوان… أن عائشة كانت تقول: إن من نعم الله عليّ أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم توفي في بيتي، وفي يومي وبين سَحْري ونحري، وأن الله جمع
بين ريقي وريقه عند موته، ودخل عليَّ عبدالرحمن (ابن أبي بكر) وبيده
السواك، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته ينظر إليه وعرفت
أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم. فتناولته فاشتد عليه،
فقلت: أُلِّينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم. فليَّنته فَأمرَّه. (وفي رواية
ثانية: فقضمته ونفضته وطيبته، ثم دفعته إلى النبي رسول الله صلى الله عليه
وسلم فاستن به، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استن استناناً قط
أحسن منه ) . ( وفي رواية ثالثة : فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من
الدنيا وأول يوم من الآخرة). وبين يدي رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم
ركوة فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه ويقول: لا إله إلا
الله، إن للموت سكرات. ثم نصب يده فجعل يقول: في الرفيق الأعلى، حتى قُبض
ومالت يده.
3- حب سائر أمهات المؤمنين له صلى الله عليه وسلم:
أما عامة نسائه صلى الله عليه وسلم،
فيكفي شاهداً على حبهن له، أنهن جميعاً لما نزلت آية التخيير اخترنه صلى
الله عليه وسلم، وفعلن مثل ما فعلت عائشة . اخترنه في صحبته مع شظف العيش،
وقبول الترمل الدائم من بعده، رضاء منهن واعتزازاً بأن ينسبن إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم في الدنيا، ويصحبنه في الجنة في الآخرة.
4- حب زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم لزوجها:
- عن المِسْوَر بن مخرمة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم… [إني أنكحت أبا العاص ابن الربيع فحدثني
وصدقني] . وفي رواية: [ووعدني فوفى لي ] . رواه البخاري ومسلم .
- وعن عائشة قالت: لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم، بعثت زينب في فداء أبي
العاص بمال، وبعثت فيه بقلادة لها كانت عند خديجة، أدخلتها بها على أبي
العاص، قالت: فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة،
وقال: [إن رأيتم أن تُطلقوا لها أسيرها، وتردوا عليها الذي لها] . فقالوا:
نعم. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ عليه، أو وعده أن يخلي سبيل
زينب إليه، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة، ورجلاً من
الأنصار فقال: كونا ببطن يأجج - وهو اسم مكان بين مكة والمدينة - حتى تمر
بكما زينب فتصحباها حتى تأتيا بها.
وفي " فتح الباري" : ( … توج أبو العاص بن الربيع زينب بنت رسول الله صلى
الله عليه وسلم قبل البعثة، وهي أكبر بنات النبي رسول الله صلى الله عليه
وسلم (وأسلمت زينب وأبى أبو العاص أن يسلم) وقد أُسِرَ أبو العاص ببدر مع
المشركين، وفدته زينب. فشرط عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يرسلها إليه،
فوفى له بذلك فهذا معنى قوله في آخر الحديث: [ووعدني فوفى له] ".
وفي " الطبقات الكبرى ":
خرج أبو العاص بن الربيع إلى الشام في عير لقريش، وبلغ رسول الله صلى الله
عليه وسلم أن تلك العير قد أقبلت من الشام، فبعث زيد بن حارثة في سبعين
ومائة راكب، فلقوا العير بناحية العيص في جمادى الأولى سنة ست من الهجرة،
فأخذوها وما فيها من الأنفال وأسروا ناساً ممن كان مع العير، منهم أبو
العاص بن الربيع. فلم يعد أن جاء المدينة، فدخل على زينب بنت رسول الله صلى
الله عليه وسلم بسحر - وهي امرأته - فاستجارها فأجارته، فلما صلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم الفجر، قامت على بابها فنادت بأعلى صوتها: إني قد
أجرت أبا العاص بن الربيع. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ أيها
الناس هل سمعتم ما سمعت؟] قالوا: نعم. قال: [ فوالذي نفسي بيده ما علمت
بشيء مما كان حتى سمعت الذي سمعتم، المؤمنون يد على من سواهم يجير عليهم
أدناهم، وقد أجرنا من أجارت] . فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم إلى
منزله، دخلت عليه زينب فسألته أن يردّ على أبي العاص ما أُخذ منه، ففعل
وأمرها ألا يقربها، فإنها لا تحل له ما دام مشركاً. ورجع أبو العاص إلى مكة
فأدى إلى كل ذي حق حقه، ثم أسلم ورجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً
مهاجراً، في المحرم سنة سبع من الهجرة، فرد عليه رسول الله صلى الله عليه
وسلم زينب بذلك النكاح الأول.
5- حب أم سلمة لأبي سلمة:
- عن أم سلمة أنها قالت: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: [ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره
الله: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأَخلف لي خيراً
منها، إلا أخلف الله له خيراً منها] . قالت: فلما مات أبو سلمة قلت: أي
المسلمين خير من أبي سلمة ؟! أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم . ثم إني قلتها، فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه
مسلم .
- وعن أم سلمة قالت: لما مات أبو سلمة قلت: غريب وفي أرض غربة لأبكينه بكاء
يُتحدث عنه. فكنت قد تهيأت للبكاء عليه، إذ أقبلت امرأة من الصعيد - أي
أطراف المدينة - تريد أن تسعدني، فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال: [ أتريدين أن تُدخلي الشيطان بيتاً أخرجه الله منه ؟! مرتين] فكففت
عن البكاء، فلم أبكِ . رواه مسلم .
.[/center]