هل
أنت من عائلة يهاجم الموت أفرادها في سن مبكرة؟ هل يعاني أفراد أسرتك من
نوع محدد من الأمراض المستعصية كمرض السكري، وتصلب الشرايين، أو ضغط
الدم؟
إن إصابة الشخص بمرض مستعص تبكر بموته، أما إذا عاش وجسمه خال من الأمراض
فلربما يطول عمره المقدر له أصلا، ويعيش حياة أطول, وهذا يتماشي مع سنن
الحياة قال الله تعالى عن ذي القرنين:"إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي
الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا، فَأَتْبَعَ سَبَبًا"
سورة الكهف، وبالتأكيد الأعمار كلها بيد الله،
وأما حالات الوفاة التي تحدث بلا سبب فهذه تعتبر حوادث نادرة وليست كثيرة الحدوث، وقد أمرنا الإسلام بالتدواي والاهتمام بالصحة.
الكل في العالم يتمنى العيش في الحياة لأطول فترة ممكنة، قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: "خيركم من طال عمره وحسن عمله" رواه الترمذي وصححه،
وصححه الألباني وغيره.
ويتمنى أن يتمتع طوال حياته بالصحة والعافية، ومع علم الجميع أن الحياة
والموت بيد الله سبحانه وتعالى وحده، إلا أن الله تبارك وتعالى وضع في
أيدينا مقومات من العلوم تمكن الإنسان التغلب
على بعض الأمراض، ويؤخر _بقدرة الله تبارك وتعالى_ فترة حياته. حيث نجح
عدد من الباحثين بجامعة جنوب الدنمارك في مركز أبحاث خاص بالصحة في رفع
معدل مستوى أعمار الناس لتصل لمدى متقدم بحيث تصل لنحو " 90عاما -100"
عام.
نظرا للتقدم العلمي والتقني الذي تنعم به دول العالم الغربي، فقد صار
متوسط معدل أعمار الناس في تزايد مما جعل متوسط أعمارهم تصل لنحو "70-80"
عاما، وهذا المجتمع إذا لم ينعم أفراده بالصحة والعافية فإن هذه الدول سوف
تشيخ وبالتالي تصاب بالتدهور، وبالتالي يحدث الفشل التام.
وبجامعة بوسطن بالولايات المتحدة الأميركية اجتمع عدد من العلماء لمناقشة
هذا الموضوع، وضرورة العمل الجاد لأجل الحفاظ على أهم مكتسبات الحضارة
الغربية ألا وهو الإنسان, فأخضعوا نحو ألف شخص للدراسة وباستخدامهم للنظام
الجيني المستحدث، وإخضاعه للتحويل والتحوير نجحوا في رفع معدل عمر العينة
المستخدمة ليصل عمرها لنحو " 100عام" وبنسبة تصل لنحو 77% من كمية العينة
المستخدمة في الدراسة.
وهذا يعني أن نحو " 770" شخصاً قد بلغ عمرهم نحو مائة عام ونيفا, حيث عمد
العلماء على دراسة الدانا "DNA" أي ما يعرف بسلسلة الموروثات الجينية لدى
أولئك الأشخاص.
وفي اليابان نجحت مجموعة من العلماء في عملية مد وبسط أعمار بعض النسوة،
وهذا ما كشفته الدكتورة نور يكو كاقوا مساعدة مدير معهد كاقو للنساء
بمدينة طوكيو ورئيسة المجموعة، وقالت: "إننا نجحنا في زرع أنسجة في مبيض
فأره وهذه الأنسجة نجحت في تزويد تلك الفأرة بالنشاط والطاقة والحيوية مما
جعلها تظهر في مظهر أقوى مما كانت عليه وبالتالي تصبح في عداد الشباب".
وشرحت نوريكو العملية بالقول: "إن عملية زرع الأنسجة في المبيض، تجعل
المبيض قادرا على إنتاج مادة الإستروجين وهي المادة المسؤولة عن ظهور
الدورة الشهرية لدى النساء" وبالتالي يكون لدى هؤلاء النسوة المقدرة على
الإنجاب في عمر متقدم. وأيضاً هذه المادة مسؤولة عن إعادة الرونق والجمال
لشعر المرأة، وتعمل على تقويته بجانب إنها تزيد من معدل قوة وصلابة العظام
وتعديل المزاج الخاص بالمرأة.
ومن هذا ندرك لماذا تصاب المرأة بالإحباط واليأس حينما تنقطع عنها الدورة
الشهرية؛ لأن جسمها قد فقد المقدرة على إنتاج مادة الإستروجين التي تعمل
على تعديل المزاج وإضفاء الرونق و الجمال لجسم وشعر المرأة.