Admin الإدارة العليا
المزاج : عدد المساهمات : 2924 نقاط التميز : 12030 السٌّمعَة : 665 تاريخ التسجيل : 12/06/2012 العمر : 28
| موضوع: وثيقة تاريخية تحرم دخول اليهود إلى باحات الحرم القدسي الشريف الأحد أغسطس 05, 2012 8:32 pm | |
| - اقتباس :
أكدت وثيقة تاريخية، عثر عليها في سجلات المحاكم الشرعية في القدس، على حرمة دخول اليهود إلى باحات المسجد الأقصى، وذلك على مدى العصور الإسلامية الطويلة. و قال د. إبراهيم ربايعة ، الباحث والمتخصص في التاريخ الإسلامي الحديث لـ"وفا"، إن هذه الوثائق والسجلات الغنية بالمعلومات، ضرورية وأساسية للتعرف على تاريخنا، ولمواجهة التحديات والهجمات المسعورة التي تتعرض لها المدينة المقدسة، رغم الصعوبة والمشقة التي يواجهها الباحثون في الحصول على المعلومات التاريخية والوصول إلى هذه الوثائق والسجلات، والتي تسببت في غالب الأحيان إلى عزوف الكثيرين عن الرجوع إليها كمصدر أساسي من مصادر الحضارة العربية الإسلامية.
وأضاف، أن الظروف والمتغيرات التي تعصف بالقدس، دفعته إلى كشف بعض القضايا التي تحدد وضعية اليهود في مدينة بيت المقدس، مشيراً إلى وثيقة تظهر حرص المسلمين على عدم دخول اليهود إلى الحرم القدسي. وتؤكد الوثيقة، على أن ذلك كان منهجاً خلال العصور الإسلامية الطويلة، موضحاً تعرفه إلى الوثيقة أثناء بحثه في ثنايا سجلات محكمة القدس الشرعية، حيث لفت انتباهه واحداً من الأحداث التي وقعت داخل المدينة في العام 1052هـ/ 1642م، والتي تتعلق باليهود وتحريم دخولهم للحرم القدسي. وتابع، من المعروف أن اليهود مُنعوا من دخول الحرم القدسي عبر مراحل التاريخ الإسلامي بأية صفةٍ كانت، إلا أنهم بدهائهم ومكرهم استعملوا وسائل عديدة لتساعدهم في تغيير هذا الواقع، و دخول أرض الحرم و تدنيسها. وقال، إن الشخص الذي كَشَفَ عن خطورة دخول اليهود إلى الحرم القدسي، هو الشيخ الجليل صاحب الشهرة في ذلك العصر، الشيخ منصور بن علي السطوحي الشافعي، الذي ولد في مدينة المحلَة بمصر، ونزل القاهرة وأخذ العلم عن كبار علمائها في الأزهر، ثم غادرها إلى القدس الشريف، فدرَّس وأصبح له جماعة كبيرة داخل الحرم، قبل أن يسافر إلى دمشق، ويقيم في جامع المدرسة الصابونية، وكان سبباً لنشر حفظ القرآن فيها إذ بلغ عدد من حفظ على يديه أربعمائة شخص، ومات في المدينة المنورة في سنة 1066هـ/1656م. وبين ربايعة، أن الوثيقة تشير إلى ثورة أتباع الشيخ منصور، إثر دخول طبيب يهودي إلى المدرسة القايتبائية من الباب الخارجي والذي تمَّ استدعاؤه لمعالجة جماعة من مرافقي علي آغا دار السعادة القادم من استنبول لزيارة الحرم القدسي، فقد تعرض للمرض جمع كبير من مرافقيه أثناء إقامتهم في المدرسة المذكورة، وما أن عَلِمَ الشيخ منصور بأمر دخول اليهودي المذكور حتى شرعت جماعته التي كانت تقيم في رواق المسجد الأقصى وبالتعاون مع أهل المدينة، بمحاصرة المدرسة غضباً من تدنيس أرض الحرم الشريف. و أكد، أن لهذه الحادثة الصغيرة في حجمها العظيمة في مدلولاتها، عبراً كثيرة تصلح لنا في أيامنا هذه، فقد تنبه المسلمون إلى حرمة دخول اليهود إلى الأقصى، ولم تغفل أعينهم يوماً عن ذلك، لأنهم يدركون مدى خطورة ذلك على مقدساتهم. واعتبر، أن الأمر لا يتعلق بطبيب يهودي أو صاحب حرفة، لكنه مربوط بقضايا تمس عقائد راسخة في الفكر الإسلامي. ولفت، إلى أن القدس كانت في ذلك العصر محط أنظار قاصديها من الحجاج وطالبي العلم من مختلف الأقاليم الإسلامية، وما الزوايا والمدارس التي تحمل أسماء هؤلاء إلا خير دليل على ذلك، وأن الذين وقفوا مع الشيخ منصور هم مسلمون بغض النظر عن أعراقهم، ودليل ذلك هو الشيخ نفسه الذي جاء من الأزهر لحماية الأرض المباركة من الأخطار، وكأن الشيخ أراد ببعد نظره الثاقب أن ينبه إلى حقيقة الخطر الكامن وراء اليهود وسعيهم للسيطرة على الأقصى بشكلٍ مبكرٍ، وأراد أن يقول، إن القدس مسؤولية أمة، وشعب في آنٍ واحد. وختم، أن أهمية مثل هذه الوثائق والسجلات، تزداد في ظل تواصل المحاولات الإسرائيلية لتهويد المدينة وطمس معالمها العربية والإسلامية والوطنية، مؤكداً أن القدس بمواقعها وعناصرها المعمارية جميعها، شواهد حية لحضارة عربية إسلامية عريقة.
| |
|