منتدى الأسرة العربية لصيد الفوائد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الأسرة العربية لصيد الفوائد

منتدى الأسرة العربية لصيد الفوائد نساعدك في الرجوع لطريق المستقيم بعون لله
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
دليل مواقع

 

 أَيْنَ الَّذينَ زَعَمُوا أنَّهُم الرَّاسِخُونَ في العِلْمِ دُونَنَا كَذبَاً وَبَغْيَاً عَلَينَا أَنْ رَفَعَنَا اللهُ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي
عضو نشيط
عضو نشيط
علي


عدد المساهمات عدد المساهمات : 38
نقاط التميز نقاط التميز : 112
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 27/06/2012

أَيْنَ الَّذينَ زَعَمُوا أنَّهُم الرَّاسِخُونَ في العِلْمِ دُونَنَا كَذبَاً وَبَغْيَاً عَلَينَا أَنْ رَفَعَنَا اللهُ Empty
مُساهمةموضوع: أَيْنَ الَّذينَ زَعَمُوا أنَّهُم الرَّاسِخُونَ في العِلْمِ دُونَنَا كَذبَاً وَبَغْيَاً عَلَينَا أَنْ رَفَعَنَا اللهُ   أَيْنَ الَّذينَ زَعَمُوا أنَّهُم الرَّاسِخُونَ في العِلْمِ دُونَنَا كَذبَاً وَبَغْيَاً عَلَينَا أَنْ رَفَعَنَا اللهُ I_icon_minitimeالأحد يوليو 22, 2012 12:44 am

بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ن. وَمِنْهَا قوله عَلَيْهِ السَّلام


أَيْنَ الَّذينَ زَعَمُوا أنَّهُم الرَّاسِخُونَ في العِلْمِ دُونَنَا كَذبَاً وَبَغْيَاً عَلَينَا أَنْ رَفَعَنَا اللهُ وَوَضَعَهَمُ وأَعْطَانَا وحَرَمَهُم وَأَدْخَلَنَا وَأَخْرَجَهُم. بِنَا يُسْتَعْطَى الهُدَى وَيُسْتَجْلَى العَمَى.
نهج البلاغة/ الخطبة/142

أَقولُ: الأداةُ (أنْ) في العبارَةِ سببيَّةٌ أي أنَّهُم ادَّعوا هَذا للأسبابِ الثلاثَةِ حَيْثُ وضعَهُم اللهُ وَرَفَعَ آلَ البيتِ وحَرَمَهُم وأَعْطَى آلَ البيتِ وأَخْرَجَهُم وأَدْخَلَ آلَ البيتِ.
والمفاعيلُ والمتعلِّقاتُ متروكَةٌ لتعدُّدِهَا وعَدَمِ إمكانيَّةِ إحصائِهَا في هَذا المُخْتَصَرِ. فَلَو جَاءَ بأحَدِ المتعلِّقَاتِ واقْتَصَرَ عَلَيْهِ فسَيَغمُطُهُم حقَّهم.
يُقالُ: مَاذَا أعطاهم؟. فيُقالُ: أعطاهُم عِلْمَ الكِتابِ وأعطاهُم الجودَ والحِلْمَ والشجاعَةَ وعِلْمَ المَنَايَا والبَلايَا وفَصْلَ الخِطابِ و.. و.. وَمَا لا يُحْصَى. وَلِذَلِكَ تَرَكَ ذِكْرَ المتعلِّقاتِ.
وَلَمَّا كانوا قَدْ حَسَدُوهُم عَلَى هَذِهِ الثلاثَةِ فقَدِ ابتَكَروا دَعْوى الرسوخِ في العِلْمِ مَعَهُم أو دونَهُم.
وَهَذا يَحْتَاجُ إلى تَفْسيرٍ وتوضيحٍ لأنَّ بقيَّةَ الصُّفاتِ لا يقَدِرونَ عَلَى ادِّعاءِها..
فَلَو ادَّعوا الجودَ والإنفاقَ كَذَبوا وانْكَشَفُوا لأنَّ عُمْراً دَفَنَ أصوعَةَ التَّمْرِ عِنْدَمَا أَمَرَهُ النبيُّ (ص) بالإنفاقِ.. وَلَمْ يَنْفِقْ لا هُوَ ولا أَحَدٌ سِواه درهَمَاً وَاحِدَاً لمناجاةِ النبيِّ (ص) حِينَمَا نَزَلَ قانونُ التَّصَدُّقِ قَبْلَ التقَدُّمِ بمناجاتِهِ، فَتَرَكوه عَشْرَةَ أيامٍ لا يَرَاهُ سِوَى علي بن أَبي طالب !!
وإن ادَّعوا الشجاعَةَ فَضَحَوا أنفسَهُم. فَهُمْ جبناءُ يَفِرُّونَ مِنْ أضْعَفِ المُقَاتلين.. ويُظْهِرونَ شُجاعتَهُم عَلَى الأسْرَى والنِسْوان فقط!
فَتَتَبَّعْ شُجَاعَةَ عُمَرَ في التاريخِ تَجِدَهُ كَمَا أَخْبَرْتُكَ وَلَن تَجِدَ قتيلاً وَاحِدَاً مِنَ الكُّفَارِ بسيفِهِ ولا بسيفِ عثمانَ ولا أَبي بكر .
وإنِ أدَّعو الحِلْمَ: فَمَا أفْضَحَهم وَمَا أَكْذَبَهم!
فَإِنَّهُم أَعْتى وأَطْغَى خَلْقِ اللهِ، وأكثَرُهُم إضماراً للانتقامِ ولو بَعْدَ عشرات السنين.
وإنِ ادَّعوا القوَّةَ البدنيَّةَ.. فكذبُهُم ظاهِرٌ عياناً، إِذْ وَلَّى عثمانُ هارباً حَتَّى قِيْلَ (ذَهَبَ بِهَا عريضَةً).. وغابَ ثلاثَةَ أيامٍ عَن معركةِ أُحد.. وفيهم نزلت آيةُ:
{لَو يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ} (57) سورة التوبة
وفرَّ الثلاثَةُ في حُنينٍ وفرُّوا في خَيْبَرَ وفرُّوا في أَكْثَرِ المواقِعِ الحربيَّةِ.
والتأويلُ اللغويُّ هُوَ الطريقُ الوحيدُ لهؤلاءِ لأنَّهُمْ يُحسنونَ تَبْديجَ الكلامِ وتخريجَ العباراتِ. قَالَ تَعَالَى في المنافقين:
{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (4) سورة المنافقون
وَقَالَ تَعَالَى:
{وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ}
(30) سورة محمد
وَهْوَ غَيْرُ اللَّحنِ في الاصطلاحِ اللغويِّ، بَلْ عَكْسُهُ تَمَامَاًَ، لأنَّ اللَّحْنَ عِنْدَ النحويين خِلافَ الفصاحَةِ. والمقصودُ القرآنيُّ هُوَ تنغيمُ الأصواتِ وتحزينُ النَّبَرَاتِ بِمَا يَخْدَعُ السامِعَ ويَظِنُّ أنَّ المتكلِّمَ صادِقٌ. وَهَذِهِ الصِّفَةُ موجودَةٌ في المنافقينَ في كُلِّ زمانٍ.
وَلِذَلِكَ حذَّرَ القرآنُ من المنافقين مَا لَنْ تَجِدَ مِثْلَهُ مِنْ تَحْذيرٍ بشأنِ المُشركينَ حَتَّى لَو كانوا دولاً وإمبراطورياتٍ ومَمَالكَ عظيمةً.
وَلكنَّ هَذِهِ الأمَّةَ لا زالَتْ تُنَافِقُ وتُوغِلُ في النفاقِ ولا تَتَدَّبَرُ كتابَ اللهِ الَّذي سَوفَ يَكْشِفُهَا لِكُلِّ الأُمَمِ.
بَلْ لَمْ يَخْشَ النبيُّ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّم) عَلَى أمته الشرْكَ فقَدْ قَالَ:
(إنِّي لا أَخَافُ عَلَى أُمَّتي مُؤمنَاً ولا مُشْرِكَاً أَمَّا المؤْمِنُ فَيَمْنَعُهُ اللهُ بأيمانِهِ وَأمَّا المُشْرِكُ فَيَقْمَعُهُ اللهُ بِشُرْكِهِ ولكنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم كُلَّ مُنَافِقِ الجِنَانِ عَالِمِ اللسانِ يقولُ مَا تعرِفونَ ويَفْعَلُ مَا تُنْكِرونَ
ذَكَرَهُ أميرُ المؤمنينَ عَلَيْهِ السَّلام في النهج أَيْضَاً ـ تحت رقم/226 من الطبعة الكاملة البيروتية لدار الاندلس.
هَؤُلاءِ إِذَنْ هُمْ الَّذينَ يَخْشَى عَلَى الدِّينِ مِنْهُم. وَهْوَ مأخوذٌ من القرآنِ حَيْثُ قَالَ تَعَالَى:
{هُوَ الَّذي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} (7) سورة آل عمران
ومعلومٌ أنَّهُم (أي الراسخون في العِلْمِ) لا يَقُولُونَ ذَلِكَ وَهُم لا يعلمونَ تأويلَهُ، إِذْ لا مَعْنَى للعبارةِ، ولا مَعْنَى لامتداحِهِم. فتأويلُهُ الكلِّيُّ عِنْدَ اللهِ ويأتيهم مِنْهُ حَسَبَ الحاجَةِ، وَلِذَلِكَ ذَكَرَ قولَهُم دونَ عطفٍ عَلَى العِلْمِ بالتأويلِ لتجنُّبِ تساوي علمَهُم مَعَ عِلْمِ المتكلِّم عَزَّ وجلَّ لأنَّهُ مُحَالٌ. فاختلفوا في الآيَةِ والوَقْفِ، وَهْوَ اختلافٌ يُعَدُّ جزءاً من ابتغاءِ الفِتْنَةِ والتأويلِ.
إنَّ معركَةَ التأويلِ هِيَ بَيْنَ عليٍّ عَلَيْهِ السَّلام وعدُّوِهِ. وَلِذَلِكَ قَالَ النبي (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّم):
(فِيكُمْ مَنْ يُقَاتِلُ عَلَى تأويلِهِ كَمَا قَاتَلْتُ عَلَى تَنْزِيلِهِ)
وَهَذا النصُّ وَحْدُهُ كافٍ لإثباتِ الإمامَةِ بِكُلِّ أبعادِهَا.. وَلِذَلِكَ انْبَرَى أَبو بكرٍ مُسْرِعَاً وَهْوَ يقولُ للنبيِّ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّم): أنا هُوَ.. أنا هُوَ..؟!!
فَقَالَ النبيُّ: لا!.
واختلَطَ معَهُ صوتُ عُمَرَ وَهْوَ يقولُ: أنا هُوَ؟!
فَقَالَ النبيُّ: لا!.
وعليٌّ عَلَيْهِ السَّلام في البابِ يَحْمِلُ نِعْلَ رسولِ اللهِ لإصلاحِهَا وَهْوَ لا يَرْفَعُ رأسَهُ! فَقَالَ النبيُّ: هُوَ خاصِفُ النِّعْلِ!
وقِيلَ أنَّ النبيَّ قَالَ ذَلِكَ ثُمَّ دَخَلَ عليٌّ وبيدِهِ النِّعْلُ فأخبروهُ (فَلَمْ يرْفَعْ بِهَا رأسُهُ) حَسَبَ تعبيرِ الرواةِ.
قَالَ ابنُ حجر: (كأنَّهُ قَدْ سَمِعَهُ مِنْ رسولِ اللهِ قَبْلَ ذَلِكَ)!
يا لَهُ مِنْ نِعْلٍ! فدىً شراكه كُلُّ العَالَمِ.. نِعْلٌ مَشَى عَلَى بِسَاطِ الرَّحْمَةِ ودَخَلَ دهليزَ سرادَقِ المَلَكوتِ حَيْثُ لَمْ يَقْدِرْ جبريلُ عَلَى المرورِ!!
شَرَفٌ عظيمٌ لِمَن يُصْلِحُهُ!! ولا يُصْلِحُهُ سِوَى عليٍّ عَلَيْهِ السَّلام.
ذَكَرَ َهذا النصُّ أصْحَابُ الحديثِ من السُّنَةِ والمعتزلَةِ والشيعَةِ جميعاً مُقِرِّينَ بصحَّتِهِ وورودِهِ في عليٍّ عَلَيْهِ السَّلام وَهْوَ مِنْ أشْهَرِ الأحاديثِ.
فيما يلي النصُّ الكامِلُ للحديثِ وأمثالِهِ من طُرُقِ أصحابِ الحديثِ، وَهْوَ مشهورٌ عندهم بحديثِ (خاصف النعل):
قَالَ رسول الله (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّم):
إنَّ مِنْكُم مَنْ يُقَاتِلُ عَلَى تأويلِهِ كَمَا قَاتَلْتُ عَلَى تَنْزِيلِهِ فاسْتَشْرَفَ لَهَا أَبو بكرٍ وعمر قَالَ أَبو بكر: أنا هُوَ؟ قَالَ: لا. قَالَ عمر: أنا هُوَ؟ قَالَ: لا وَلكنْ خاصف النعل. قَالَ أَبو سعيد الخدري فأتيناه فَبَشَّرْنَاهُ فَلَمْ يرفَعْ بِهَا رأسَهُ كأنَّهُ قَدْ سمِعَهُ من رسولِ اللهِ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّم).. انتهى.
مصادر النصّ:
مستدرك الحاكم/ ج 3/ 122 قَالَ: هَذا الحديث صحيحٌ عَلَى شَرْطِ الشيخين (يَعْنِي البخاري ومسلم) وَلَمْ يخرِّجاه.
مسند أحمد بن حنبل/ ج 3/ 82 و 33.
حلية الأولياء في ترجمة أَبي سعيد.
كنز العمال/ الحديث رقم 2585.
فَتَعالَ أيُّها الأفَّاكُ وأَخْبِرْ:
أَهذا الكلامُ من وَضْعِ متكلّمي الشيعَةِ أَمْ هُوَ كلامُ رسولِ اللهِ أَخْرَجَهُ مَنْ هُمْ في عِدادِ خصومِ الشيعَةِ بالمعنى الطائفي؟. وَهْوَ المَعْنَى الَّذي لا قِيمةَ لَهُ عِنْدَ اللهِ. فَكَمْ في طائفةِ الشيعة مِنْ منافِقٍ؟‍ وكَمْ في طائفَةِ السنَّةِ من مؤمِنٍ يكتُمُ إيمانَهُ؟‍. فَأَخْرَجَ المؤمنونَ بولايَةِ عليٍّ عَلَيْهِ السَّلام هَذِهِ الأحاديثَ لِهَذِهِ الغايَةِ لا لِسواها.
ومن هُوَ الَّذي يكونُ قتالُهُ عَلَى التأويلِ مُشابهاً لقتالِ صاحِبِ الرسالَةِ عَلَى التنزيل سِوَى الخليفة بالحَقِّ والإمام بالنصِّ؟
فالفقهاءُ أجمَعَوا عَلَى أنَّ الدفاعَ هُوَ من حَقِّ الخلفاءِ. وَلكنَّ صفحَةَ الهجومِ لَيْسَتْ إلاَّ للنبيِّ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّم)، إِذْ أنَّهُ هُوَ المعصومُ..
وَهَذا النصُّ يثبتُ أنَّ عصمتَهُ مِثْلُ عصمَةِ النبيِّ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّم) لأنَّ قِتَالَهُ كَقِتَالِ النبيِّ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّم).
وكَيفَ تقولُ أيُّها المُتْخَمُ من موائِدِ الطُغَاةِ: إنَّ عِصْمَةَ عليٍّ وإمامتَهُ لا تَثْبِتُ بالأحاديثِ وإنْ صَحَّتْ لأنَّها أحاديثُ فضائلٍ!.
فهلاَّ جِئْتَنَا بفضيلةٍ مشابهةٍ لِهَذِهِ أَقَرَّ بِهَا أصحابُ الحديثِ سُنَّةً كانوا أَمْ خوارجَ أَمْ مرجئةً لأحَدِ أصنامِكَ أصنامِ الشُّورَى؟.
وَمَا الَّذي يَدْعوهُ للقتالِ عَلَى التأويلِ لَولا الأَمْر الإلهي؟.. كَمَا في اللفظِ الآتي:
(عَن أَبي أيوبٍ قَالَ: أَمَرَ رسولُ اللهِ عليَّ بن أَبي طالبٍ بِقِتَالِ الناكثينَ والقاسِطينَ والمَارقين)
مصادر الحديث: أَخْرَجَهُ ابن عساكر وَهْوَ الحديث 2588/ ج 6/ من كنز العمال. ونَقَلْتَهُ عَجِلاً مِنَ المُراجعاتِ وَلَمْ أتتبَّعْ بقيَّةَ مصادِرِهِ.
أَلا ترَى أنَّهُ أَمْرٌ إلهيٌّ عَلَى لِسانِ الرسول (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّم) بِأنْ يُقاتِلَ هَذِهِ الفئاتِ؟ وَهَلْ يُؤْمَرُ شَخْصٌ عاديٌّ بِمِثْلِ هَذا الأَمْرِ؟
عَن رسول الله (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّم) قَالَ لعليٍّ عَلَيْهِ السَّلام:
(إنَّ الأمَّةَ سَتَغْدِرُ بِكَ بَعْدي وَآَنْتَ تعيشُ عَلَى مُلَّتي وتُقْتَلُ عَلَى سُنَّتي مَنْ أحبَّكَ أَحَبَّني وَمَنْ أَبْغَضَكَ أبْغَضَني)
مصادر الحديث: مستدرك الحاكم عَلَى الصحيحين/ ج3/ 147. وأورده الذهبي في التلخيصِ معترِفاً بصحّته عَلَى مَا نقله السيّد شرف الدِّين الموسوي أعلى الله مقامه.
ونحن نَذْكِرُ ذَلِكَ عَلَى عادتِهِم وألاَّ فعِلْمُ الرِّجَالِ لا قيمة لَهُ بالمرَّةِ، لأنَّ الأَمْرَ النبويَّ هُوَ في عَرْضِ الحديثِ عَلَى القُرآنِ. وَإنَّمَا خالفوهُ لأنَّهُمْ لَو فَعَلَوا لاضطرُّوا إلى تحديدِ معانيَ القرآنِ، إِذْ لا يُعْقَلُ أنْ يُحْكَمَ بِهِ عَلَى الحديثِ مَعَ الاختلافِ في التفسيرِ. وهم لا يريدونَ الحصولَ عَلَى التفسيرِ الصحيحِ، بَلْ يريدونَ المَنْعَ من ظهورِ التفسيرِ الحَقِّ للقرآنِ، لأنَّهُ سيكشِفُ المؤامرَةَ كلَّها عَلَى قرينِهِ (العترة)!.
فافْهَمْ ذَلِكَ فَهَذَا هُوَ السببُ الوحيدُ والأوَّلُ والأخيرُ لظهورِ عِلْمِ الرِّجَال والتضعيفِ للأحاديثِ.. وخاصَّةً أخبار أهلِ البيتِ عليهم السَّلام لأنَّها جميعاً أَخْبَاُر آحادٍ بِسَبَبِ الاضطهاد!.
وَهَذا الكاتبُ الأفَّاكُ يستخدِمُ هَذِهِ الطرائقَ عينَهَا لتضعيفِ الأحاديثِ الَّتي لا تعجبُهُ وتقويَةَ الَّتي يُريدُها!.
وعمَلُهُ هَذا وإنْ فَعَلَهُ أقوامٌ من طائفةِ الشيعةِ فَإنَّهُ لا يَمِتُ إلى الدِّينِ بِصَلَةٍ، وَهْوَ خلافُ الأوامِرِ النبويَّةِ والمنطقِ والعَقْلِ! فَلا حُجَّةَ فِيهِ، إِذْ أَكْثَرُ السُنَّةِ والشيعَةِ خلافُهُ .
ذَلِكَ لأنَّ الرِّجَالَ هُمْ الَّذينَ يحْكمونَ عَلَى وثاقَةِ الرِّجَالِ فيبقى الاختلافُ قائماً بَيْنَ الرِّجَالِ!
والطريقُ الوحيدُ لتصحيحِ الأحاديثِ هُوَ قانونٌ لا يأتيه الباطِلُ مِنْ بَيْنِ يديهِ ولا مِنْ خلْفِهِ.
وَلَيْسَ هُنَاكَ سِوَى القرآن أو الإمام المنصوص عَلَيْهِ من الرسولِ.
أمّا الإمامُ فَقَتَلُوهُ بالسيفِ، وَأمَّا القرآنُ فَقَتَلُوه بِتَعَدُّدِ التأويلِ وابتداعِ المرادَفاتِ والمجازِ لتوجيهِ النصوصِ بحَسَبِ الشهيَّةِ!.
وجَعَلوا مكانَهُما أنفسَهُم من خلالِ عِِْلم الرِّجَالِ فَحَلُّوا مَحَلَّ الثقلين كليهما. فلعنَةُ اللهِ عَلَى الظالمين. ثُمَّ وَضَعُوا شروطاً قاسيَّةً جِدَّاً للرجالِ، قاسيَةً ضِدَّ الخصوم ِلا ضِدَّ الانتحالِ والوَضْعِ، فَمَرَّتْ مِنْهَا الموضوعاتُ وَلَمْ تَمُرْ مِنْهَا الصِحَاحُ، لأنَّها تَتَحَدَّثُ عَن كُلّ مَا يُدَمِّرُ المؤامرةَ وأصحابَها مشمولين كأسانيدٍ بشروطِ الاستبعادِ.
وَمَعَ ذَلِكَ فقَدْ تَحَامَلوا أَكْثَرَ مِمَّا هُوَ مذكورٌ في الشروطِ ومَنَعَوا من تسجيلِ الأحاديثِ بأقسى مِمَّا هُوَ مشروطٌ، فانبرى بَعْضٌ من بَقِيَ عندهم ضَمِيرٌ حيٌّ واستَدْرَكوا عَلَى الأحاديثِ المارَّةِ بِنَفسِ الشروطِ. وَكَأنَّ لسانَ حالِهِم يقولُ: اظلموا وَلكنْ بالقانونِ الموضوعِ عِنْدكُم للظُلْمِ! .. فيا لبؤس هَذِهِ الأمَّةِ إذا انْكَشَفَ المستورُ!.
وَعَلَى هَذا فالكاتبُ يستخدِمُ الأسلوبَ الانتقائيَّ للحديثِ. فللمِرْءِ أنْ يقولَ لَهُ: إنَّ كُلَّ مَا تَسْتَشْهِدُ بِهِ موضوعٌ ومزيَّفٌ!. فيبقى كُلُّ واحِدٍ عَلَى مَا أَرَاد.
أهذا هُوَ الدِّينُ الَّذي تَدْعو لَهُ أيُّها الكذوب؟.
ألا تَعْلَم أنَّ الحديثَ النبويَّ مُحَارَبٌ بُعَيْدَ رحيلِ النبيِّ وأنَّ الشيخينِ جَمَعَا الحديثَ الشريفَ وأحْرَقَاهُ مرَّتينِ وَلَمْ يقْدِرْ أَبو بكر أنْ ينامَ الليلَ بَعْدَ جَمْعِهِ الحَديثَ فَأَمَرَ بإحْراقِهِ عِنْدَ طلوعِ الشَّمْسِ؟
فَلِمَاذَا يقولُ الرسولُ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّم) لعليٍّ عَلَيْهِ السَّلام ستغْدِرُ بِكَ الأمَّةُ من بعدي؟.
فإذا كَانَ مُرَشَّحاً للخلافَةِ أسوةً بِكُلِّ المُرَشَّحينَ فَلا مغدورَ فيهم فَازَ مَنْ فَازَ بِهَا، بَلْ هُمْ أخوةٌ في الأيمانِ يَحْكُمُهُم واحِدٌ مِنْهُم يَرونَهُ بِحَسَبِ عقولِهِم هُوَ الأكفأَ بَيْنَ الجميعِ.
أليست هَذِهِ هِيَ أحسنُ صورةٍ للشورى؟
يا لِلْعَجَبِ وَكَأنَّ هَؤُلاءِ ملائكةٌ!
وَكَأنَّ هَؤُلاءِ لَمْ تَنْزِلْ في أكْثَرِهِم آياتُ النفاقِ المبثوثَةِ في سورِ التوبَةِ والنساءِ والتحريمِ والأحزابِ والحديدِ وغيرِهَا!
وإذا صَحَّ مَا تقولُ فَلا مَغْدورَ.. فَلِمَاذَا تَغْدِرُ بِهِ الأمَّةٌ؟.
إنَّما بلى.. فَلا شَأْنَ لَكُم بكتابِ اللهِ، بَلْ هُوَ عدوُّكُم اللدودُ شأْنُهُ شَأْنُ قرينِهِ.. وَهَذا مَا أَخْبَرَ بِهِ عليٌّ عَلَيْهِ السَّلام أَيْضَاً حَيْثُ قَالَ:
(إنَّهُ سيأتي عَلَيْكُم مِنْ بَعْدي زَمَانٌ لَيْسَ فِيهِ شيءٌ أَخْفَى من الحَقِّ، ولا أَظْهَرَ مِنَ الباطِلِ، ولا أَكْثَرَ من الكَذِبِ عَلَى اللهِ ورسولِهِ، وَلَيْسَ عِنْدَ أهْلِ ذَلِكَ الزمانِ سلعةٌ أبْوَرُ مِنَ الكِتَابِ إذا تُليَ حَقَّ تلاوتِهِ (لاحِظْ‍!.. مُنْتَهى صفْحَةِ التأويلِ اللغويِّ!) ولا شيءَ في البِلادِ أَنْكَرَ مِنَ المَعروفِ ولا أَعْرَفَ مِنَ المُنكَرِ، فقَدْ نَبَذَ الكتابَ حَمَلَتُهُ، وَتَنَاسَاه حَفَظَتُهُ، فالكتابُ يومئِذٍ وأهلُهُ طريدانِ منفيانِ، وصاحبانِ مصطحَبانِ في طريقٍ واحِدٍ لا يؤويهُمَا مؤوٍ، فالكتابُ وأهلُهُ في ذَلِكَ الزمانِ في الناسِ ولَيسَا فيهِم، ومَعَهُم ولَيسَا مَعَهُم، لأنَّ الضلالةَ لا تُوافِقُ الهُدَى وإنِ اجْتَمَعَا، فاجْتَمَعَ القومُ عَلَى الفُرْقَةِ وافْتَرَقوا عَنِ الجَمَاعَةِ كأنَّهُم أئِمَّةُ الكِتَابِ وَلَيْسَ الكتابُ إمامَهُم)
نهج البلاغة – الخطبة/145
واللهِ لَو وُزِنَتْ هَذِهِ السطورُ بِكُلِّ مَا أنْتَجَتْهُ الأمَّةُ من أبْحَاثٍ لأصبَحَتْ أبحاثُهُم هُبَاءاً ولرَجَحَتْ هَذِهِ الكلماتُ عَلَيْهَا رُجْحَانَ الجبالِ عَلَى الدُخَان ِوَلكنَّ أَكْثَرَ الناسِ لا يَعْلَمُون.
نَعَمْ.. إنَّ القرآنَ مَعَهُم وَلَيْسَ مَعَهُم.
فهذِهِ نتيجةُ التأويلِ: أنْ يَكُونَ القرآنُ تابعاً للأهواءِ وَلَيْسَ متبوعاً. وَهْوَ مَعَهُم يسمَعُونَهُ من الإذاعاتِ ومُحطاتِ التلفزيونِ ومجالسِ الفاتحَةِ ويضَعُونَهُ في المكاتبِ والسياراتِ ليدرَّ عليهم المَالَ ويحفظهم من الشياطين!
يا لبؤس أهلِ هَذِهِ الأمَّةِ!.
فهم لا يسمعونَهُ وإذا سَمِعوهُ لا يَقُولُونَ: (مَاذَا يَعْنِي؟). وإذا قالوا: (مَاذَا يَعْنِي؟). قالوا قَبْلَهُ ومِنْ عنْدِهِم لا مِنْ عندِهِ: (يَعْنِي كذا وكذا).
وإذا قِيلَ لَهُم: تدبَّروا لا يتدبَّرونَ، وإذا حاولوا لا يَعْلَمونَ.. وإذا أَجْبَرْتَهُم أنْ يعْلَمُوا لا يُصَدِّقون، وإذا صَدَّقوا لا يُؤْمِنون، وإذا آمَنوا لا يَعْمَلُون..
فَمِنْ أَيْنَ تَأْتيهِم بَرَكَةُ الكِتَابِ؟ أو كَمَا قَالَ صَديقي نَثْرَاً:
(عَلَى المَكْتَبِ قرآنٌ والجالِسُ شيطانٌ)!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أَيْنَ الَّذينَ زَعَمُوا أنَّهُم الرَّاسِخُونَ في العِلْمِ دُونَنَا كَذبَاً وَبَغْيَاً عَلَينَا أَنْ رَفَعَنَا اللهُ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» توضيح معاني أسمائه (صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ)
»  أَخْرَجَ ابنُ عَسَاكِرَ عَنْ عائشَةَ عَنِ النبيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّم)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأسرة العربية لصيد الفوائد :: إسلاميات :: المنتدى الإسلامي العام-
انتقل الى:  
مواقع صديقة
الأسرة الشامل | صور و خلفيات – قنوات فضائية