منتدى الأسرة العربية لصيد الفوائد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الأسرة العربية لصيد الفوائد

منتدى الأسرة العربية لصيد الفوائد نساعدك في الرجوع لطريق المستقيم بعون لله
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
دليل مواقع

 

 سلسلة الإيمان والكفر - المقدم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فارس الاقصى
عضو فعال
عضو فعال
فارس الاقصى


الدولة : غير معروف
المزاج : سلسلة الإيمان والكفر - المقدم  0512_md_13389397762
عدد المساهمات عدد المساهمات : 91
نقاط التميز نقاط التميز : 279
السٌّمعَة السٌّمعَة : 11
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 02/09/2012
العمر العمر : 54
ذكر

سلسلة الإيمان والكفر - المقدم  Empty
مُساهمةموضوع: سلسلة الإيمان والكفر - المقدم    سلسلة الإيمان والكفر - المقدم  I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 02, 2012 1:33 pm

سلسلة الإيمان والكفر - المقدم
أفضل الكلمات، وأثقلها في الميزان، وأعلاها قدراً عند الرحمن؛
هي كلمة لا إله إلا الله، فبها تفتح القلوب، ويعظم الأجر عند علام الغيوب،
ومن أجلها خلق الله الخلق، وأرسل الرسل، وسُفكت الدماء، وفرِّق بين الآباء
والأبناء، وخلق الله الجنة والنار.

فضل كلمة (لا إله إلا الله) وحقيقتها
بسم الله الرحمن الرحيم قال شيخ الإسلام مجدد
القرن الثاني عشر الهجري الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في
خطبة جمعة له: الحمد لله الذي فتح أبواب المشاهدات على أرباب المجاهدات
بمفتاح لا إله إلا الله، وأحيا نفوس العارفين وملأ كئوس الذاكرين من أقداح
لا إله إلا الله، وأبدع المصنوعات، وأوجد المخلوقات ووسمها بميسم لا إله
إلا الله، خلق الجنين من ماء مهين ليعبده بلا إله إلا الله، أرسل الرسل
لأجلها مبشرين، وعن ضدها محذرين، فدعوا الناس كلهم إلى العمل بلا إله إلا
الله، فهي رأس الملة والدين، وهي حبل الله المتين، فما خاب من تعلق بحبل لا
إله إلا الله، غويت أحلام الجاهلين، وضلت أفئدة المعاندين حيث جعلوا إلهين
اثنين بعدما طلع بدر لا إله إلا الله.

أحمده سبحانه وأشكره إذ جعلنا من أهل لا إله إلا
الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنجي قائلها إذا خاب
أهل الشرك ونجا أهل لا إله إلا الله.

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي جدد الله به ما
درس من معالم لا إله إلا الله، ومع ذلك قال له: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد:19] فصدع بها ونادى، ووالى عليها وعادى،
وقال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها
عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق لا إله إلا الله)، فدعا إلى الله سراً
وجهاراً، ليلاً ونهاراً، حتى انكشف الغطاء عن وجه لا إله إلا الله.

اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه
الذين حموا بمرهفاتهم حوزة لا إله إلا الله -والمرهفات: هي السيوف- وسلم
تسليماً كثيراً.

أما بعد: فيا أيها الناس! اتقوا الله تعالى،
وجددوا إيمانكم في المساء والصباح بتأمل معنى لا إله إلا الله، فيا ذوي
العقول الصحاح! ويا ذوي البصائر والفلاح! نادوا بالفلاح، فلا فلاح إلا لأهل
لا إله إلا الله.

فكلمة الإسلام ومفتاح دار السلام: لا إله إلا
الله، فلا قامت السماوات والأرض، ولا صحت السنة والفرض، ولا نجا أحد يوم
العرض إلا بلا إله إلا الله، ولا جردت سيوف الجهاد، وأرسلت الرسل إلى
العباد إلا ليعلموهم العمل بلا إله إلا الله؛ فانقسم الناس عند ذلك فريقين،
وسلكوا طريقين.

فريق انقاد للعمل بلا إله إلا الله، والآخر حاد لعلمه أن دين آبائه تبطله لا إله إلا الله.
فسبحان من فاوت بين عباده بمقتضى حكمته ومراده، وذلك من أدلة لا إله إلا الله.
فطوبى لمن عرف معناها فارتضاها، وعمل باطناً
وظاهراً بمقتضاها، فيكون قد حقق لا إله إلا الله، وويل لمن صاده الشيطان
بالأشراك، فرماه في هوة الإشراك، فأبى واستكبر عن الانقياد للا إله إلا
الله.

ألم تسمعوا قول الله: {وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ
يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ
يَعْلَمُونَ} [الزخرف:86].

حقيقة لا إله إلا الله
حقيقة لا إله إلا الله الذي هو إفراده بجميع
العبادات، وتخصيصه بالقصد والإرادات، ونفيها عما سواه من جميع المعبودات
التي نفتها لا إله إلا الله، وذلك هو الكفر بالطاغوت والإيمان بالله الذي
لا يبقي في القلب شيئاً لغير الله، ولا إرادة لما حرم الله، ولا كراهة لما
به أمر الله.

هذا والله هو حقيقة لا إله إلا الله.
وأما من قالها بلسانه ونقضها بفعاله فلا ينفعه
قول لا إله إلا الله، فمن صرف لغير الله شيئاً من العبادات، وأشرك به أحداً
من المخلوقات، فهو كافر ولو نطق ألف مرة بلا إله إلا الله.

قيل للحسن رحمه الله تعالى: إن ناساً يقولون: من
قال: لا إله إلا الله دخل الجنة، فقال: من قالها وأدى حقها وفرضها أدخلته
الجنة لا إله إلا الله.

وقال ابن منبه لمن قال له: أليس مفتاح الجنة لا
إله إلا الله؟ قال: بلى، ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان، فإن جئت بمفتاح
له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك؛ لأنك في الحقيقة لم تقل: لا إله إلا
الله.

فيا ذوي الأسماء العتيدة! لا تظنوا أمور الشرك منكم بعيدة، فإن هاهنا مهاوياً شديدة تقدح في لا إله إلا الله.
أين من وحد الله بالحب والخوف والرجاء والعبادة؟
أين من خصه بالذل والخضوع والتعظيم والقصد وأفرده بالتوكل فجعل عليه
اعتماده؟ كل هذا من معاني لا إله إلا الله.

فسارعوا عباد الله إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها
كعرض السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين قاموا بواجبات لا إله إلا الله،
{وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ
مُبِينٌ} [الذاريات:51]، وتمسكوا بعرى لا إله إلا الله، فمن نفى ما نفته،
وأثبت ما أثبتته، ووالى عليها وعادى؛ رفعته إلى أعلى عليين منازل أهل لا
إله إلا الله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ
وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ
الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} [النبأ:38].

هذه خطبة جمعة كاملة لشيخ الإسلام محمد بن عبد
الوهاب رحمه الله تعالى تدور حول كلمة النجاة وكلمة الشهادة لا إله إلا
الله، وقد أثبت فضائل عظيمة جداً لكلمة الشهادة وكلمة النجاة، وقبل أن
نستطرد في الكلام في متعلقاتها، وما ينقضها، وما يصلح فيها وينحرف عن
معانيها؛ نتحدث اليوم إن شاء الله في فضائل هذه الكلمة العظيمة.

لا إله إلا الله أفضل الذكر والدعاء
إن أفضل الذكر على الإطلاق، وأفضل ما ينطق به
الإنسان من الأذكار هو أن يقول: لا إله إلا الله، وبقول هذه الكلمة تحقن
الدماء، ويعصم المال، ويصبح الإنسان من أهل السعادة بإذن الله.

إن لا إله إلا الله هي أفضل ما يذكر الله تبارك
وتعالى به، كما قال عليه الصلاة والسلام: (أفضل ما قلت أنا والنبيون من
قبلي: لا إله إلا الله).

لقد فزع إليها الولي لما جاءته المحنة، وكذلك العدو لما جاءته المحنة فزع إليها.
أما العدو فهو فرعون لما قرب منه الغرق هرب منه
وقال: {آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا
إِسْرَائِيلَ} [يونس:90]، ففزع إليها؛ لأنه يعلم أنها منجية، وأما الولي
فكما في حق يونس عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: {فَنَادَى فِي
الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ
الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ
وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء:87 - 88].

ولذلك قيل: أعظم الدعاء هو دعاء القرآن؛ لأنه ليس
هناك كلام أفضل من كلام الله، وأعظم ما في القرآن من الدعاء هو الذي تعقبه
الإجابة، ولذلك أعقب الله عز وجل دعاء يونس بقوله تبارك وتعالى:
{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي
الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء:88]، وفرق شديد بين حال يونس عليه السلام النبي
وهو يفزع إلى كلمة النجاة، وبين حال فرعون العدو المتأله المتكبر حين فزع
إلى كلمة النجاة؛ إذ كلاهما فزع إليها عند المحنة، لكن لم تنفع إلا الولي
وحرم منها العدو، ومن الفروق بين يونس عليه السلام وفرعون: الفرق الأول: أن
يونس عليه السلام لما قال وهو في ظلمة بطن الحوت وفي ظلمة البحر وفي ظلمة
الليل: {لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ
الظَّالِمِينَ} [الأنبياء:87]، كان يحقق قول النبي عليه الصلاة والسلام:
(تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة)، فيونس سبقت له المعرفة بالله
تبارك وتعالى، وكان يكثر تسبيح الله وعبادته وتوحيده، فكان ينادي الله كما
قال عز وجل: {إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ} [القلم:48]، ثم قال تبارك
وتعالى: {فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} [الصافات:143]،
الذين يسبحون الله، ويصلون لله، ويعبدون الله، {فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ
مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}
[الصافات:143 - 144]، لذلك على الإنسان أن يفزع إلى التسبيح إذا وقعت
الكربة، وإذا تأزم عليك أي حال من الأحوال فافزع إلى التسبيح أو الصلاة،
فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه شيء فزع إلى الصلاة، فمن حفظ الله في
الخلوات يحفظه الله في الفلوات: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك)،
وكما جاء في الحديث: (تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة)، فيونس سبق
له المعرفة بالله، فلذلك عرفه الله في الشدة.

أما فرعون فتقدم له سبق الكفر؛ بل كان ينادي كما
قال عز وجل عنه: {فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى}
[النازعات:23 - 24]، وقال: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي)
[القصص:38]، فسبق له قبل الغرغرة وقبل نزول الهلاك والغرق أن ادعى
الألوهية، ونازع الله تبارك وتعالى في كبريائه وتوحيده جل وعلا.

بل كان كما جاء في معنى الحديث: أن فرعون لما
أدركه الغرق والهلكة كان يقول: لا إله إلا الله، يقول جبريل مخاطباً النبي
صلى الله عليه وسلم: (فلو رأيتني يا محمد وأنا أدس من وحل البحر في فيه
مخافة أن تدركه الرحمة)، خشي جبريل أن تنفعه هذه الكلمة في ذلك الوقت،
ولشدة عداوة جبريل لهذا المتأله الكذاب كان يأخذ من طين البحر فيدسه في فيه
حتى لا يعود إلى قول لا إله إلا الله؛ مخافة أن تدركه الرحمة.

الفرق الثاني: أن يونس عليه السلام ذكرها مع
الحضور والشهادة؛ فقد كان حاضراً مع الله تبارك وتعالى، شاهداً لقوة الله
وبأسه وقدرته على إنجائه، ومحبته لله، فقال: لا إله إلا أنت.

أما عدو الله فرعون فقد قالها في صيغة الغيبة،
قال تعالى: {فَلَمَّا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا
إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرَائِيلَ} [يونس:90]، ما
قالها في الحضور، وما خاف بها ربه، لكنه قالها على سبيل التقليد لبني
إسرائيل في ذلك الوقت: ((آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ
بِهِ بَنُوا إِسْرَائِيلَ))، وكأنه أحال العلم بحقيقتها على غيره، لكن هو
لا يعرفها ولا يعلم حقيقتها.

الفرق الثالث: أن يونس عليه السلام ذكرها على
سبيل الاستذلال مع العجز والانكسار: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا
إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ} [الأنبياء:87]، ثم قال بعدها: {إِنِّي
كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء:87]، فجمع بين توحيد ربه تبارك
وتعالى، وتنزيهه ووصفه بالكمال وجمع إلى ذلك ذم نفسه فقال: ((إِنِّي كُنتُ
مِنَ الظَّالِمِينَ))، وهذان هما جناحا العبودية: غاية الحب وغاية الذل
معاً، فلذلك كان يقول: (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ
مِنَ الظَّالِمِينَ)، يقولها عاجزاً ذليلاً لربه، منكسراً لما ألم به،
ولذلك صارت مقبولة؛ لأن الله تبارك وتعالى من شأنه أن يجيب المضطر إذا
دعاه، ويونس كان مضطراً عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.

الفرق الرابع: أن يونس عليه السلام قالها لما حصل
له الانكسار بسبب التقصير في الطاعة والعبودية: {سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ
مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء:87]، أما فرعون فذكرها لا للعبودية بل لطلب
الخلاص من الغرق، بدليل قوله تبارك وتعالى عنه: {حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ
الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ
بَنُوا إِسْرَائِيلَ} [يونس:90]، لما أدركه الغرق أراد فقط أن يستعمل لا
إله إلا الله لينجو من الهلكة، كما حكى الله تبارك وتعالى عنه.

وعلى كل حال: هذه تأملات في هذه الفضيلة الأولى
لكلمة النجاة لا إله إلا الله، وهي: أنها أفضل ما يذكر به الله تبارك
وتعالى، والدليل على أفضليتها أن العدو والولي كلاهما فزع إليها عند
المحنة، وقالها في الوقت الضيق الذي لا يتسع لغيره، فلا شك أنه ينتقي أعظم
طوق للنجاة، ويتمسك بأعظم حبل ينجيه من الهلكة، فمن هنا كانت هذه الكلمة
أفضل الأذكار، وأفضل ما ينطق به اللسان من ذكر الله تبارك وتعالى.

شهادة الله تعالى أنه لا إله إلا هو
أمرنا الله تبارك وتعالى بطاعات كثيرة: بالصلاة،
وبالصيام، وبالحج، وبالزكاة إلى آخر هذه الطاعات، ويستحيل أن يوافقك الله
تبارك وتعالى في شيء من هذه الطاعات، فأنت تصلي، لكن الله مستحيل أن يفعل
ذلك أنت تصوم، تزكي، تحج؛ لكن الله عز وجل هو المعبود الغني عن عباده،
ويستحيل أن يوافقنا في شيء من هذه العبادات، لكن الله أمرنا أن نقول: لا
إله إلا الله، ثم إنه وافقنا فيها، فهي الذكر الذي يوافقنا الله تبارك
وتعالى فيه، وكما نشهد نحن له بها تبارك وتعالى، فهو يقول عز وجل: {شَهِدَ
اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا
الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ} [آل عمران:18]، فكررها في أول الكلام وفي آخره، كررها ليواظب
العبد على تكرارها طوال عمره، قال صلى الله عليه وسلم: (أكثروا من شهادة أن
لا إله إلا الله قبل أن يحال بينكم وبينها، ولقنوها موتاكم)، فلذلك نندب
إلى الإكثار من شهادة أن لا إله إلا الله، فلا تزهد في هذا الثواب العظيم،
فهي كلما سهلت على لسانك في الدنيا كلما سهلت عليك عند الموت، حتى توفق إلى
أن تختم حياتك بلا إله إلا الله.

كذلك أيضاً كررها في أول الآية وآخرها ليجعلها
العبد أول عمره وآخره حتى ينجو ويفوز، فكما تستقبل الدنيا بسماع الأذان،
كذلك يندب للإنسان أن يختم حياته بلا إله إلا الله، قال عليه الصلاة
والسلام: (من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة).

فضائل يكتسبها العبد بلا إله إلا الله
هذه الشهادة العظيمة (لا إله إلا الله) تمزج
المؤمن بأنواع من القرابة المطهرة بأشرف نسب في هذه الدنيا، فلا إله إلا
الله هي نسبة ينتسب الإنسان بها إلى طائفة من أكرم الخلق على الله تبارك
وتعالى، فأنت إذا قلت: لا إله إلا الله، أصبح أباك إبراهيم عليه السلام،
والدليل قوله تبارك وتعالى: {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} [الحج:78]،
فلا إله إلا الله تمنحك أبوة إبراهيم، وتجعل أزواج النبي صلى الله عليه
وسلم أمهاتك: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ
وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب:6].

أيضاً هذه الكلمة تمنحك أخوة المؤمنين، يقول تبارك وتعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10].
أيضاً تدخلك تحت استغفار النبي صلى الله عليه
وآله وسلم الذي أمره الله به في قوله: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا
اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}
[محمد:19].

وأيضاً تسبب لك استغفار الملائكة كما قال تبارك
وتعالى: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ
لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}
[غافر:7] وأيضاً تعطيك شفاعة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم كما
جاء في الشفاعة لأهل الكبائر من أمته.

أيضاً تصبح أنت مؤمناً فتنال هذا الشرف، وكل ما يترتب على هذا الوصف العظيم الذي تحوزه بنطقك لكلمة التوحيد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
الإدارة العليا
الإدارة العليا
Admin


الدولة : المغرب
المزاج : سلسلة الإيمان والكفر - المقدم  0512_md_13389403801
عدد المساهمات عدد المساهمات : 2924
نقاط التميز نقاط التميز : 12030
السٌّمعَة السٌّمعَة : 665
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 12/06/2012
العمر العمر : 27
ذكر

سلسلة الإيمان والكفر - المقدم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة الإيمان والكفر - المقدم    سلسلة الإيمان والكفر - المقدم  I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 02, 2012 1:47 pm

موضوع قييم بارك لله فيك

وجعله لله في مزان حسناتك


لا تحرمنى من مواضيعك الجميلة و الرائعة


-*E*- -*U*-
-*QQ*-
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jana.canadaboard.net
 
سلسلة الإيمان والكفر - المقدم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حلاوة الإيمان
» الإيمان بالملائكة
» أحاديث لها قصة (2) الحياء من الإيمان
»  هل يجتمع الإيمان بالله والشرك به
» سلسلة .: عصر الاستيقاظ :. (الحلقة1) مقدمة شكر.

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأسرة العربية لصيد الفوائد :: إسلاميات :: المنتدى الإسلامي العام-
انتقل الى:  
مواقع صديقة
الأسرة الشامل | صور و خلفيات – قنوات فضائية