قصة إسلام القسيس \" انسيلم ترميدا \"
صاحب كتاب
[ تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب ][1/2]
للأسف الشديد أغلب المؤلفين لكُتب التراجم والتواريخ لم يُترجموا لـلقسيس \" انسيلم ترميدا \" المعروف بعبدالله الترجمان حتى أن السخاوي مع أنه اعتنى بتراجم علماء القرن التاسع في كتابه \" الضوء اللامع \" فلم يترجم له ! والسبب - والله أعلم – هو أن عبد الله الترجمان لم يكن متصدراً للتعليم بل كان من رجال أمير المؤمنين في تونس أبي العباس أحمد بن محمد الحفصي فقد ولاه ترجمة رسائل الأوروبيين في ديوانه حتى علق به أسم الترجمان ولهذا السبب أصبح الترجمان مجهول للعلماء إلا عند النزر اليسير من أهل العلم والعوام في تونس فلذا لا توجد له ترجمة وافية أكثر مما ترجم هو لنفسه في مقدمة كتابه .
ومما وصل إلينا من ترجمته أن أسمه عبد الله بن عبد الله الترجمان وفي بعض المصادر عبد الله بن شهر الترجمان أبو محمد ولد في جزيرة \" ميورقة \" من بلاد الأندلس – أسبانيا اليوم - في حدود سنة ( 756 هـ - 1355 م ) وكان أسمه بالمسيحية \" انسيلم ترميدا \" تعلم في صغره علوم الكهنوت في دير بوبليت ثم أخذ يتنقل في البلاد يتعلم المسيحية حتى أستقر به المقام في إيطاليا في مدينة بولونيا التي كانت عاصمة علم عند النصارى فتعلم على قس من كبار علماء النصارى في زمان يدعى القس \" نقلاو مرتيل \" فتلقى منه العلم خلال عشر سنوات أقامها عنده وهو الذي أرشده ونصحه باعتناق الإسلام فرحل من إيطاليا إلى تونس عن طريق البحر في حدود سنة ( 793 هـ - 1392 م ) أو في التي تليها وذلك في عهد أمير المؤمنين في تونس أبي العباس أحمد بن محمد الحفصي – رحمه الله – فأسلم على يديه وحسن إسلامه وبعد مدة تزوج ببنت الشيخ الحاج محمد الصفار فرزق منها أولاداً ذكوراً وإناثاً ، وخلال إقامته في تونس أجرى له السلطان مالاً يغنيه عن التجارة وطلب الرزق وبعد مدة عينه أمير المؤمنين بديوان البحر من أجل أن يتعلم اللغة العربية ويُتقنها ويترجم له ما يصله من رسائل الأوروبيين .
ولما مات الأمير أبي العباس – رحمه الله - تولى بعده ابنه أبي فارس عبد العزيز فقرّب منزلة الترجمان حتى ولاه ما يخص فكاك أسرى المسلمين في بلاد النصارى . ولم يزل محبوباً مبجلاً من قبل الخاصة والعامة في تونس حتى توفي مأسوف عليه في تونس سنة ( 837 هـ - 1433 م ) فرحمه الله تعالى رحمةً واسعة وأسكنه فسيح جناته بمنه وكرمه آمين[1] .
والآن نبقى مع عبد الله الترجمان يحدثنا عن قصة حياته وإسلامه من مقدمة كتابه \" تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب \" فيقول :
(( أعلموا رحمكم الله أن أصلي من مدينة \" ميورقة \"[2] أعادها الله للإسلام وهي مدينة كبيرة على البحر بين جبلين يشقّها ودٍ صغير وهي مدينة متجر ولها مرسيان اثنان ترسي بهما السّفن الكبيرة للمتاجر الجليلة والمدينة تسمى باسم الجزيرة \" ميورقة \" وأكثر غابتها زيتون وتين ويحمل منها في العام خصابة زيتونها أزيد من عشرين ألف بتيان[3] زيت لبلاد \" مصر \" و\" الإسكندرية \" وجزيرة \" ميورقة \" المذكورة أزيد من مئة وعشرين حصناً مسورة عامرة وكان والدي محسوباً من أهل الحاضرة \" ميورقة \" ولم يكن لهُ ولد غيري ولمَّا بلغت ستة سنين من عمري سلّمني إلى معلّم من القسيسين فقرأت عليه الإنجيل حتى حفظة أكثر من شطره من مدة سنتين ثم أخذت في تعلم لغة الإنجيل وعلم المنطق مدة ستة سنين ثم ارتحلت من بلدي إلى مدينة \" لارده \" من أرض القطلان[4] وهي مدينة العلم عند النصارى في ذلك القطر ولها وداً كبير شقّها ورأيت التبر[5] مخلوطاً برملها إلاَّ أنه صح عند جميع أهلها ذلك القطر أنَّ النفقة في تحصيله لا تفي بقدر فائدته فلذلك تُرك وبهذه المدينة فواكه كثيرة رأيت الفلاحين يقسمون الخوخة على أربعة أفلاق ويمقرونها في الشمس وكذلك يمقرون القرع والجزر فإذا أرادوا أكلها في الشتاء نقعوها في الليل بالماء وطبخوها كأنها طريّة في أوانها وبهذه المدينة يجتمع طلبة العلم من النصارى وينتهون إلى ألف راجل أو ألف وخمسمائة ولا يحكم إلاَّ القسيس الذي يقرؤن عليه وأكثر نبات أوطانها الزعفران فقرأت فيها علم الطبيَّات والنجامة مدة ستة سنين ثم تصدرت فيها نقرئ الإنجيل ولغته ملازماً ذلك مدة أربع سنين ثم ارتحلت إلى مدينة \" نبؤنية \" من الأبزدية[6] وهي مدينة كبيرة جداً بنيانها بالآجر الأحمر الجيد لعدم معدن الحجر عندهم ولكن لكل معلم من أهل صناعة الآجر له طابع يخصه وعليه أمين مقدم يحتسب عليهم في طيب طين الآجر وطبخه فإذا تفلّح أو تفرّك منه شيء غرم الذي صنعه قيمته وعوقب بالضرب وهذه مدينة علم عند جميع أهل ذلك القطر ويجتمع بها كل عام من الأفاق أزيد من ألفين رجل يطلبون العلم ولا يلبسون إلاَّ الملف الذي هو صباغ الله[7] ولو يكون منهم طالب العلم سلطان أو ابن سلطان فلا يلبس إلاَّ ذلك ليمتار الطلبة من الغير ولا يحكم فيهم إلاَّ القسيس الذي يقرؤن عليه .
فسكنت بها كنيسة لقسيس كبير السن وعندهم كبير القدر أسمه \" نقلاومرتيل \" وكانت منزلته بينهم بالعلم والدّين والزهد رفيعة جداً أنفرد بها في زمنه عن جميع أهل دين النصرانية فكانت الأسئلة مخصوصاً في دينهم ترد عليه من الأفاق من جهة الملوك وصُحبة الأسئلة من الهدايا الضخمة ما هو الغاية في بابه ويرغبون في التبرّك به وفي قبولهم لهُ لهداياهم فيتشرفون بذلك فقرأت على هذا القسيس علم أصول دين النصرانية وأحكامه ولم أزل أتقرب إليه بخدمتي والقيام بكثير من وظائفه حتى صيرّني أخص خواصه وانتهيت في خدمتي والتقربي إليه إلى أن دفع مفاتيح مسكنه وخزائن مأكله على يدي ولم يستثني من ذلك سوى مفاتيح بيت صغير بداخل مسكنه كان يخلوا فيه بنفسه الظاهر أنه بيت خزانة أمواله التي تهدى إليه والله أعلم بحقيقته فلازمته على ما ذكرنا من القراءة عليه والخدمة له عشر سنين ثم أصابه مرض يوماً من الدّهر فتخلّف عن القراءة وأنتظره أهل المجلس وهم يتذاكرون مسائل من العلوم إلى أن أفضى بهم الكلام إلى قول الله تعالى على نبيه عيسى عليه السلام أنه يأتي من بعده نبي أسمه \" البارقليط \"[8] فعظم بينهم في ذلك مقالهم وكثر جدالهم ثم انصرفوا عن غير تحصيل فائدة عن تلك المسألة فأتيت مسكن الشيخ صاحب الدرس المذكور فقال لي ما الذي كان عندكم اليوم من البحث في غيبتي عنكم فأخبرته باختلاف القوم في أسم \" البارقليط \" وأن فلان قد أجاب بكذا وأجاب فلان بكذا وسردت لهُ أجوبتهم فقال لي : وبما ذا أجبت أنت فقلت : بجواب القاضي فلان في تفسيره للإنجيل فقال لي : ما قصّرت وقربت وفلان أخطأ وكاد فلان أن يقارب ولكن الحق خلاف هذا كله لأن تفسير هذا الاسم الشريف لا يعلمه إلا العلماء الرَّاسخون في العلم وأنتم لم يحصل لكم من العلم إلاَّ القليل ؛ فبادرت إلى قدميه أقبلها وقلت لهُ : يا سيدي قد علمت أني ارتحلت أليك من بلاد بعيدة ولي في خدمتك عشر سنين حصّلت عنك فيها من العلوم جملة لا أحصيها فلعل من جميل إحسانكم أن تكمل عليّ بمعرفة هذا الاسم الشريف فبكى الشيخ وقال لي : يا ولدي والله إنك لتعز عليّ كثيراً من أجل خدمتك لي وانقطاعك إلي وإن في معرفة هذا الاسم الشريف فائدة عظيمة لكن أخاف عليك أن تظهر فتقتلك عامة النصارى في الحين فقلت : يا سيدي والله العلي العظيم وحق الإنجيل ومن جاء به لا أتكلم بشيء ممَّا تُسرّه إلي عن أمرك فقال : يا ولدي إني سألتك في أول قدومك إلي عن بلدك وهل هو قريب من المسلمين وهل يغزونكم أو تغزونهم لأستخبر به ما عندك من المنافرة للإسلام فاعلم يا ولدي أن \" البارقليط \" هو أسم من أسماء نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم , وعليه أنزل الكتاب الرَّابع المذكور على لسان دانيال عليه السلام وأخبر أنه سينزل هذا الكتاب عليه وأن دينه دين حق وملته هي الملة البيضاء المذكورة في الإنجيل فقلت لهُ : يا سيدي ما تقول في دين النصارى ؟ فقال لي : يا ولدي لو أنَّ النصارى قاموا على دين عيسى عليه السلام لكانوا على دين الله لأن عيسى وجميع الأنبياء دينهم دين الله تعالى , فقلت لهُ : وكيف الخلاص من هذا الأمر ؟ فقال : بالدخول في دين الإسلام ، فقلت لهُ : هل ينجوا الدَّخل فيه ؟ قال لي : نعم ينجوا في الدنيا والآخرة , فقلت لهُ : يا سيدي إنَّ العاقل لا يختار لنفسه إلاَّ فضل ما يعلم فإذا علمت فضل دين الإسلام فما يمنعك عنه ؟ فقال لي : يا ولدي إنَّ الله تعالى لم يطلعني على حقيقة ما أخبرتك به من فضل الإسلام وشرف نبي الإسلام إلاَّ بعد كبر سني ووهن جسمي ولا عذر لنا فيه بل حجة الله علينا قائمة ولو هداني الله لذلك وأنا في سنك لتركت كل شيء ودخلت في دين الحق و \" حب الدنيا رأس كل خطيئة \"[9] فأنت ترى ما أنا فيه عند النصارى من رفعة الجاه والعز والترقَّي وكثرة عرض الدنيا ولو أني ظهر علىّ شي من الميل إلى دين الإسلام لقتلتني العامة في أسرع وقت وهب أني نجوت منهم وخلصت إلى المسلمين فأقول أني جئتكم مسلماً فيقولون لي قد نفعت نفسك من عذاب الله فأبقى بينهم شيخاً فقيراً أبن تسعين سنة لا أفقه لسانهم ولا يعرفون حقي فأموت بينهم بالجوع[10] وأنا الحمد لله على دين عيسى وعلى ما جاء به يعلم الله ذلك منّي[11] . فقلت لهُ : يا سيدي أفتدلني أنا أمشي إلى بلاد المسلمين وأدخل ؟ فقال لي : إن كنت عاقلاً طالباً للنجاة فبادر إلى ذلك تحصل لك الدنيا والآخرة ولكن يا ولدي هذا الأمر لم يحضره أحد معنا الآن فأكتمه بغاية جهدك وإن ظهر عليك شيء منه تقتلك العامة لحينك ولا أقدر على نفعك ولا ينفعك أن تنقل ذلك عنّي فإني أجحده ! وقولي مصدق عليك وقولك غير مصدق علي وأنا براء من دمك إن فهت بشيء من هذا , فقلت لهُ : يا سيدي أعوذ بالله من سريان الوهم لهذا وعاهدته بما أرضاه .
ثم أخذت من أسباب الرحلة وودعته فدعا لي بخير وزودني بخمسين ديناراً ذهباً وركبت البحر منصرفاً إلى بلادي \" ميورقة \" فأقمت بها ستة أشهر ثم سافرت منها إلى جزيرة \" صقلية \" وأقمت بها خمسة أشهر وأنا أنتظر مركباً يتوجه إلى أرض المسلمين فحضر مركب يُسافر إلى مدينة \" تُونس \" فسافرت فيه من صقلية وأقلعنا عنها قرب مغيب الشفق فوردنا مرسى \" تُونس \" قرب الزوال بحكم الله تعالى فلما نزلت بديوان \" تُونس \" وسمع بي الذين بها من أجناد النصارى أتوا بمركوب وحملوني معهم إلى ديارهم وصحبتهم بعض التجار الساكنين أيضاً \" بتُونس \" فأقمت عندهم في ضيافتهم على أرغد عيش أربعة أشهر وبعد ذلك سألتهم هل بدار السلطنة أحد يحفظ لسان النصارى ؟ وكان السلطان رجلاً فاضلاً من كبراء خدَّامه أسمه يوسف الطبيب وكان طبيبه ومن خواصه ففرحت بذلك فرحاً شديداً وسألت عن مسكن هذا الرجل الطبيب فدللت عليه واجتمعت به وذكرت له ُ شرح حالي وسبب قدومي للدخول في الإسلام فسرّ الرجل بذلك سروراً عظيماً بأن يكون هذا الخير على يده ثم ركب فرسه واحتملني معه لدار السّلطان ودخل عليه فأخبره بحديثي واستأذنه علي فأذن لي فتمثلت بين يديه فأول ما سألني السلطان عن عمري , فقلت له : خمسة وثلاثون عاماً ثم سألني كذلك عمّا قرأت من العلوم فأخبرته فقال لي : قدمت خير قدوم فأسلم على بركة الله تعالى فقلت للترجمان وهو الطبيب المرقوم : قل لمولانا السلطان أنه لا يخرج أحد من دين إلا ويكثر أهل القول فيه والطعن عليه فأرغب من إحسانكم أن تبعثوا إلى الذين بحضرتكم من تجار النصارى وأجنادهم وتسألوهم عنّي وتسمع ما يقولون في جنابي وحين إذ أسلم فقال لي : بواسطة الترجمان أنت طلبت كما طلب عبد الله بن سلام من النبي صلى الله عليه وسلم حين أسلم ثم أرسل إلى أجناد النصارى وبعض تجارهم وأدخلني في بيت قريب من مجلسه فلمّا دخل النصارى عليه قال لهم : ما تقولون في هذا القسيس الجديد الذي قدم في هذا المركب ؟ قالوا : يا مولانا هو عالم كبير في ديننا وقالوا شيوخنا ما رأوا أعلى منه درجة في العلم والدين في ديننا , فقال لهم : إذا أسلم فقالوا : نعوذ بالله من ذلك هو ما يفعل هذا أبداً فلما سمع ما عند النصارى بعث إلي فحضرت بين يديه وتشهدت بشهادة الحق بمحضر النصارى فصلّبوا على وجوههم وقالوا : ما حمله على هذا إلا حب التزويج فإن القسيس عندنا لا يتزوج[12] فخرجوا مكروبين محزونيين فرتَّب لي السلطان - رحمه الله – كل يوم ربع دينار وأسكنني في دار المختص وزوجني ببنت الحاج محمد الصفار فلما عزمت على البناء بها أعطاني مئة دينار ذهباً وكسوة جديدة كاملة فابتنيت بها وولد لي منها ولداً أسمه محمداً .. )) .
تــابـــع
---------------------
1/ هذه الترجمة اختصرتها من \" كتاب العُمر في المصنفات والمؤلفين التونسيين \" تأليف : حسن حسني عبد الوهاب .
2/ ميورقة : جزيرة قريبة من السواحل الشرقية لأسبانيا وهي تابعة لها .
3/ البتيان : لم أقف على حاله في كُتب الموازين الإسلامية ولعلها كلمة عامية كانت عند أهل تونس في وقته وتطلق على نوع معين من الموازين .
4/ القطلان : منطقة كبيرة من بلاد الثغر الأعلى شمال شرق الأندلس ، ولاردة : من مدنها .
5/ التبر : هو الذهب قبل صياغته , مختار الصحاح , المصباح المنير .
6/ الأبزدية : لم أقف عليها في كتب معاجم البلدان والرحلات .
7/ هذا في معتقدات النصارى وهو من الخرافات والكذب على الله .
8/ البارقليط أو الفارقليط : كلمة كانت موجودة في نسخ إنجيل يوحنا إصحاح 15 عدد 26 وأيضاً في بعض الطبعات القديمة مثل طبعة لندن سنة 1821وسنة 1831 وسنة 1844 لكنها حُرفة في الطبعات الحديثة إلى كلمة \" المعزي \" وهذا نص الآية المحرفة : ( ومتى جاء المعزي الذي أرسله أنا إليكم من الأب روح الحق الذي من عند الأب ينبثق فهو يشهد لي ) . راجع الرسل والرسالات ، أ.د/ عمر سليمان الأشقر .
9/ هذا الأثر مروي عن الحسن البصري كما ذكر السخاوي في \" المقاصد الحسنة \" .
10/ هذا الكلام غير صحيح بأن من يُسلم يعاني الفقر والتشرد والدليل على ذلك ما حدث لعبدالله الترجمان كما سوف يأتي في باقي ترجمته . وكلام هذا القس أيضاً يذكرنا بقصة حدثت لابن القيم الجوزية كما ذكر في كتابه \" هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى \" مع بعض القساوسة بعد أن أعترف بصحة نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : \" إذا قدمت على هؤلاء الحمير فرشوا الشقاق تحت حوافر دابتي وحكموني في أموالهم ونسائهم ولم يعصوني فيما آمرهم به وأنا لا أعرف صنعة ولا أحفظ قرآناً ولا نحواً ولا فقهاً فلو أسلمت لدرت في السوق أتكفف الناس فمن الذي يطيب نفساً بهذا ؟ \"[والشقاق : الخزف المكسور . وقيل قطع الثياب المستطيلة . لسان العرب].
11/ في هذا القول من هذا القس فيه نظر فهو لم يأتي بالشهادتين ويسلم ثم هذه أيضاً ذريعة لأن يبقى اليهودي أو النصراني على دينه ولا يُشهر إسلامه كما أن هذا العمل لم يفعله أحد من الصحابة ومن بعدهم ممن كان على النصرانية أو اليهودية واسلم .
12/ من عجائب النصارى أن القس لا يتزوج ويرون أنه نقيصة في حقه وفي نفس الوقت ينسبون الولد والزوجة إلى الله ! وفي هذا يقول بعض العلماء متهكماً وساخراً من بعض البطاركة :
أنت الذي زعم الزواج نقيصةً *** ممن حماه الله عن النقصانِ
ونسيت تزويج الإله بمريمٍ *** في زعم كل مثلث نصراني !!