منتدى الأسرة العربية لصيد الفوائد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الأسرة العربية لصيد الفوائد

منتدى الأسرة العربية لصيد الفوائد نساعدك في الرجوع لطريق المستقيم بعون لله
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
دليل مواقع

 

 فَقُمْتُ بِالأَمْرِ حِيْنَ فَشَلوا، وَتَطَلَّعْتُ حِيْنَ تَقَبَّعُوا، ونَطَقْتُ حِينَ تَعْتَعُوا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي
عضو نشيط
عضو نشيط
علي


عدد المساهمات عدد المساهمات : 38
نقاط التميز نقاط التميز : 112
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 27/06/2012

فَقُمْتُ بِالأَمْرِ حِيْنَ فَشَلوا، وَتَطَلَّعْتُ حِيْنَ تَقَبَّعُوا، ونَطَقْتُ حِينَ تَعْتَعُوا Empty
مُساهمةموضوع: فَقُمْتُ بِالأَمْرِ حِيْنَ فَشَلوا، وَتَطَلَّعْتُ حِيْنَ تَقَبَّعُوا، ونَطَقْتُ حِينَ تَعْتَعُوا   فَقُمْتُ بِالأَمْرِ حِيْنَ فَشَلوا، وَتَطَلَّعْتُ حِيْنَ تَقَبَّعُوا، ونَطَقْتُ حِينَ تَعْتَعُوا I_icon_minitimeالأحد يوليو 22, 2012 12:46 am

بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

ع. وَمِنْهَا قوله عَلَيْهِ السَّلام

فَقُمْتُ بِالأَمْرِ حِيْنَ فَشَلوا، وَتَطَلَّعْتُ حِيْنَ تَقَبَّعُوا، ونَطَقْتُ حِينَ تَعْتَعُوا، وَمَضَيْتُ بِنُوْرِ اللهِ حِيْنَ وَقَفُوا، وكُنْتُ أَخْفَضُهُمْ صَوْتَاً وأَعْلاهُمُ فَوْتَا، فَطِرْتُ بِعَنَانِهَا، واسْتَبْدَدْتُ بِرِهَانِهَا كَالجَّبَلِ لا تُحَرِّكُهُ القَوَاصِفٌُ ولا تُزِيلُهُ العَواصِفُ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ فِيَّ مِنْ مَهْمَزٍ ولا لِقَاِئلٍ فِيَّ مَغْمَزٌ..

صَدَقْتَ يا عليٌّ العَلِي وكَذَبَ عَلَيْكَ الكاتِبُ المفتري.
أخي القارئ: أَلا تَرَى في هَذا النصِّ أنَّهُ يَحْصِرُ حَقَّ الخِلافَةِ والإمامَةِ فِيهِ ويُشيرُ إلى كُفْرِ ونِفَاِق مِنْ سَبَقَه؟.
وَهَذا هُوَ كلامُهُ في الخطبة (37) مِنَ النهج. والأفَّاكُ يقولُ: (لَمْ يَرِدْ شيءٌ عَنْ عَلِيٍّ يُشيرُ إلى أَنَّهُ يُؤْمِنُ بالإمَامَةِ، بَلْ كَانَ يُؤْمِنُ بالشُّورى) عَلَى زَعْمِهِ.
وألفَاظُ النصِّ كلُّهَا قُرآنيَّةٌ، وَلكنْ عَلَى القُلوبِ أقفالُهَا.
فَتَعَالَ مَعِي وانْظُرْ عِلاقَةَ هَذِهِ المَقاطِعِ بالقُرْآنِ:

/1/ فَقَولُهُ عَلَيْهِ السَّلام: (فَقُمْتُ بالأَمْرِ حِينَ فَشَلوا..) فِيهِ إشارَةٌ إلى قَولِهِ تَعَالَى:
{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}
(46) سورة الأنفال
ومُحَالٌ عَدَمُ التَنازُعِ إذا كَانَتِ الخِلافَةُ باختيارِ الخَلْقِ، وَإنَّمَا أَمَرَ اللهُ بطاعَةِ اللهِ ورَسولِهِ..
ومُحَالٌ أنْ يُنَظِّمَ الدِّينُ كُلَّ شُؤونِ الحَياةِ حَتَّى كيفيَّةَ الغَسْلِ والطَّهَارَةِ وعِيادَةِ المَريضِ والنَّومِ.. وسِوَاهَا مِنَ الأُمورِ، ويَتْرُكَ الإمامَةَ والرئاسَةَ العامَّةَ المَنوطُ بِهَا تَطبيقُ الشَّرْعِ لاختيارِ الخَلْقِ. وقَدْ وَقَعَ النِّزاعُ فِعْلاً حِينَمَا أَنْكَروا الإمامَةَ فَفَشَلوا وَكَانَ عاقِبَةُ أَمْرِهِمْ خُسْرَا. ثمَّ اضْطَرُّوا للرِّجوعِ إليه، ونَسَبَ الفَشَلَ إليهِمِ.
فَهَلْ هُنَاكَ وضوحٌ أَكْثَرُ مِنْ هَذا؟
والمعنى: أنَّهُم لَمْ يُطِيعُوا اللهَ ورسولَهُ فَفَشَلوا.. فالَّذِينَ سَبَقُوهُ فِيْهَا عَصَوا اللهَ ورَسُولَهُ.

/2/ قَولُهُ عَلَيْهِ السَّلام: (وَتَطَلَّعْتُ حِينَ تَقَبَّعُوا..)، القَابِعُ مِنْ أَسْمَاءِ القُنْفِذِ إِذْ يختفي، فَهْوَ يَحْمي نَفْسَهُ بالشَّوكِ ويُخْفي رَأْسَهُ. وفي هَذا إشارةٌ إلى نِفَاقِهِم.
والمُتَطَلِّعُ مِنْ أسماءِ المُؤْمِنِ الَّذي يُواجِهُ المَصَائِبَ، ويَقومُ بواجباتِهِ مُعَرِّضَاً نَفْسَهُ للمَخَاطِرِ.
وَهْوَ عَلَيْهِ السَّلام يَتَّهُمُ المَجْموعَ حَيْثُ حَرَّفوا الرِّسَالَةَ، وقَلَبُوا الدِّينَ كَمَا هُوَ واضِحٌ مِنْ بَقيَّةِ كلامِهِ في خُطَبِهِ الأُخْرَى.
والمُؤْمِنُ يتطلَّعُ حَتَّى في الجَنَّةِ:
{قَالَ هَلْ أَنْتُم مُّطَّلِعُونَ  فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ} (54 ـ 55) سورة الصافات
فَهَذَا مُؤْمِنٌ كَادَ أنْ يَهْلَكَ لَولا رَحْمَةُ اللهِ، وَلَمْ يَعْتَدْ عَلَى التَطَلُّعِ. فَقَالَ لَهُ القَائِلُ أو الوَليُّ أو الملائِكَةُ: (اطَّلِعْ لِتَرَى مَوْضِعَ صَاحِبِكَ!)، فاطَّلَعَ فَرَآهُ في سَواءِ الجَّحيمِ، فَقَالَ:
{قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ  وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} (56 ـ 57) سورة الصافات

/3/ قَولُهُ عَلَيْهِ السَّلام: (وَنَطَقْتُ حِينَ تَعْتَعوا..) إشارَةٌ إلى أنَّهُم ظَلَمَةٌ هُمْ وأَصْنَامُهُم المعبودَةُ الَّتي لا تَنْطِقُ حِينَ يَتَوَجَّبُ النَطْقُ. فَإِنَّهُم بَعْدَ حصولِ الفِتْنَةِ خَرِسوا فَلا يَنْطَقُون إلاّ تِلْكَ التَعْتَعَةَ المعهودَةَ وتوقَّفَتْ صفَتُهُم الأولى وَهْيَ رَفْعُ الأصواتِ واللَّحْنِ في القَولِ كَمَا قَالَ تَعَالَى:
{وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ} (85) سورة النمل

/4/ قَولُهُ عَلَيْهِ السَّلام: (وَمَضَيتُ بِنُوْرِ اللهِ حِينَ وَقَفُوا..) دليلٌ متكامِلٌ عَلَى كَوْنِهِ عَلَيْهِ السَّلام يَعْلَمُ نفاقهم ويشير إليه بِكُلِّ وضوحٍ لأنَّ الألفاظ هُنَا قرآنية كلّها. فهؤلاء لا نور لَهُم وَلِذَلِكَ يتوقّفون عَن الحركة. وَهْيَ إشاراتٌ متلاحقةٌ لما وَرَدَ في القرآن. قَالَ تَعَالَى:
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنْتُم تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ} (15) سورة المائدة
فالكتابُ هُوَ القُرآنٌ، والنُّورُ هُوَ حامِلُ الكِتابِ (مُحَمَّدٌ وعليٌّ والأئِمَّةُ) كَمَا قَالَ في آيَةِ المُشكاةِ: نُوْرٌ عَلَى نُوْرٍ. قَالَ الصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلام: (إمَامٌ عَلَى رَأْسِ إمَامٍ) أو (إِمَامٌ عَلَى أثْرِ إمَامٍ).
وقَدْ تَوَقَّفَ الثلاثَةُ وأَتْبَاعُهُم مِنْ قَبْلِهِ عَلَيْهِ السَّلام لأنَّهُمْ بِلا نُورٍ، ولأنَُّهُم بِلا عِلْمٍ بالكِتَابِ، وبِلا طاعَةٍ لِمُنَزِّلِ الكتابِ.. فَمِنْ أَيْنَ يأتيهُمُ النُّورُ؟.
فالنُّورُ هَذا مَجْعُولٌ مِنَ اللهِ لا مِنْ قِبَلِ الخَلْقِ. فَلَيْسَ لِهَذا المفتري أنْ يقولَ: (النُّورُ عِنْدَ فُلانٍ) فَنُصَدِّقُهُ، بَلْ هُوَ مِنْ شُؤونِ المُشَرِّعِ نَفْسِهِ. قَالَ تَعَالَى:
{..وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ} (40) سورة النــور
وَمِنْ صُفَاتِ المُنَافِقينَ أنَّهُم يَدورونَ في موضِعِهِم لانعدامِ النُّورِ، فإذا بَرَقَ شيءٌ مِنَ الإمَامِ مَشُوا، وإذا أَعْرَضَ الإمامُ عَنْهُم تَوَقَّفُوا:
{يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاءَ اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (20) سورة البقرة
وَلِذَلِكَ نَصَحَهُم الإمامُ عليٌّ عَلَيْهِ السَّلام وَمَحَضَ لَهُم النَّصيحَةَ. وَلكنْ لا يَمْكن أنْ يَجْعَلَهُم يَحِلُّونَ مَحَلَّهُ في كُلِّ شيءٍ لأنَّ مَسِيرَةَ الدِّينِ هِيَ مَسيرَتُهُ، وَهْوَ مَعْدومُ الأنانيَّةِ، وَلَيْسَ في قَلْبِهِ شيءٌ مِنَ الحَسَدِ. فإذا قَدَرَ عَلَى الإضاءَةِ أضَاءَ.
وَلَكِنَّهُم يُريدونَ الإضاءَةَ حَيْثمَا احتاجوا ويترِكونَها حَيْثُ لا يُريدون. وَهْوَ عَمَلٌ متناقِضٌ. فَلا يَجْتَمِعُ النورُ والظُّلُماتُ، وَإنَّمَا هِيَ خَطَفَاتُ بَرْقٍ.
ومِنْ هُنَا نُلاحِظُ أنَّهُم سَألوهُ واستَعَانوا بِهِ حَيْثُ احتاجوا إليه، فَبَالَغَ في المَعُونَةِ والنُصْحِ وأَعْطى غايَةَ المَجْهودِ. وَهَذا مِنْ طَبيعَةِ عَمَلِ الوَليِّ.
وَلكنَّ الأغبياءَ والحَمْقَى يَبْقونَ أغبياءَ وحَمْقَى، حَيْثُ مَا فَتَأوا يَعْقِدُونَ الندَواتِ ويؤَلِّفونَ الكراريسَ الصفْرَاءَ ويُوحُونَ إلى أَقْرَانِهِم أنَّ عليِّاً كَانَ يُحِبُّ هَؤُلاءِ، وَكَانَ يَرَى رأْيَهُم وألاَّ فَكَيفَ أَعَانَهُم ونَصَحَهُم وَلَمْ يَخْرُجْ عليهم بالسيفِ؟.
يا لِحُمْقِ العقولِ ورَينِ القُلوبِ وغِلْظَةِ الكِلَى وعَمَى الأَبْصَارِ!!
تَبَّاً لِحَياةٍ أَعيشُ فِيْهَا بَيْنَ قَوْمٍ بَهَائِمٍ لا يَفْقَهونَ شيئاً ولا يَهْتَدون!
واللهِ لَولا حُرْمَة التَعَرُّبِ بَعْدَ الهِجْرَةِ.. لَعِشْتُ في البَيْدَاءِ. فإنَّ رَعْيَ بَعيرَينِ أَجْرَبينِ مَعَ كَلْب صَيْدٍ لَهُوَ خَيْرٌ مِنْ مُرَاعَاةِ هَذِهِ العُقولِ فيما تَقولُ!!
يا قَومُ أَنَّكُم لَمْ تَفْهَموا الإمامَ بَعْدُ!
أَنَّكُم تَتَحدَّثون عَنْ غَيرِهِ وتَجْعلونَ كلامَكُم فِيهِ!
وَهَذا افْتِرَاءٌ عَلَى اللهِ الحَقِّ المُبين!
يا قَوْمُ لا تُقَارِنوا الإمَامَ بالحُكَّامِ، إِذْ مِنْ هُنَا جَاءَكُمُ الالتِبَاسُ في الأَمْرِ!
كأنَّكُمْ تَقُولُونَ لَو كَانَ الإمامُ هُوَ الوصيَّ بِحَقٍّ منصوصٍ مِنَ اللهِ لحَرََّّكَ الدِّروعَ والمُشَاةَ وسَيْطَرَ عَلَى قَصْرِ الخِلافَةِ!!
وَهَذا هُوَ الوَهْمُ المَحْضُ.
فإنَّكُم تَتَحدَّثونَ عَنْ شَخْصٍ آخَرٍ غَيِرِ الإمامِ، لأنَّ الَّذي يَفْعَلُ ذَلِكَ لَيْسَ إمَامَاً مَنْصوصَاً عَلَيْهِ قطعاً!
الإمامُ المَنْصوصُ عَلَيْهِ لا يَفْعَلُ هَذا مُطْلَقَاً وإذا فَعَلَهُ وقَهَرض العِبادَ عَلَى حُكومَتِهِ فقَدْ كَفَرض!
الإمامُ مُنَفِّذٌ لِمَشيئَةِ الله تعالى.. الإمامُ لا يُريدُ أنْ يَحْكُمَ الناسَ، فَهَذَا لَيْسَ هُوَ الإمامُ المَعْصومُ.. الإمامُ يُريدُ للناسِ أنْ يَطْلِبوا حُكْمَ اللهِ. فإذا طَلَبوا حُكْمَ اللهِ لَمْ يَعِدُّوهُ في اختيارِهِم لأنَّهُمْ لَنْ يَخْتارُوا سواه!. وإذا وَجَدَهُمْ لا يريدونَ حُكْمَ اللهِ فَهْوَ لا يُريدُ حُكْمَهُم لأنَّهُ سَيَفْشَلُ حَتْمَاً فَهْوَ يَتَطَلَّعُ ويَنْصَحُ ويَنْتَظِرُ ويُعَاوِنُ!
إنَّهٌُ لا يَغْدِرُ ولا يَفْجُرُ ولا يَتَآمَرُ ولا يَتَّفِقُ مَعَ جَمَاعَةٍ عَلَى الثَّورَةِ ولا يُؤَسِّسُ حِزْبَاً ولا يُشَكِّلُ جَمْعِيَاتٍ سِرِّيةٍ!.
يا قَوْمُ افْهَمُوا مَنْ هُوَ الإمامُ المَعْصومُ أولاً!
فإنَّ اللهَ لَو شَاءَ أنْ يَقهرَ العَبادَ لَقَهَرَهُم بِلا إمامٍ!
يا قَوْمُ إنَّ الإمامَ هُوَ حُرِّيَةُ الإنسانِ، إنَّهُ نَفْحَةُ اللهِ في الخَلْقِ.. إنَّهُ النورُ الإلهيُّ.. إنَّ الطُغَاةَ يطْفِئونَ نورَ اللهِ باستلابِ الحُرِّيةِ، والإمامُ حارِسٌ لحُرِّيةِ الاختيارِ.. إنَّهُ لا يَقِفُ ضدَّهَا أبداً..
إفْهَمُوا خَلْقَ الإنسانِ قَبْلَ خَلْقِ الإمامِ!
فإنَّ اللهَ خَلَقًَ الإنسانَ لِيَختارَ.. وَمَا القَولُ بالجَبْرِ والاختيارِ إلاَّ مَظْهَرٌ آخَرٌ مِنْ مَظاهِرِ مُحَارَبَةِ الطُغَاةِ للإمامِ!
فَفي الجبْريةِ تِسْقِطُ الإمامَةَ، والبَحْثُ في الأقْدَارِ تَزِلُّ بِهِ الأقْدَامُ، والقَدريةُ أَلْعَنُ الفُرَقِ لأنَّها تُريدُ استِلابَ حرِّيةِ الإنسانِ في الاختيارِ، وتُوحِي للخَلْقِ أنَّ مَا يَجْري مِنَ الوَقَائِعِ مُثَبَّتٌ في لَوحِ الأَزْلِ ولا مَحيصَ عَنْهُ لِيَسْتَعْبدوا الخَلْقَ ويَجْعَلوهُم مِثْلَ الأَنْعامِ.
أَمَامَكُمُ الكَثيرُ لِتَعْلَمُوا الفَرَقَ بَيْنَ الظُلُماتِ والنورِ. والطاغوتُ عدوٌّ للنورِ يُخْرِجُ الناسَ مِنْ النورِ إلى الظُلُماتِ. فإنْ كُنْتُم لا تُدْرِكونَ الفَرَقَ للآنِ فَتمَهّلوا وافْهَموا مَنْ هُوَ الإمامُ.
فواللهِ إنِي لَكُم مِنَ الناصِحينَ وإنِّي لَمُشْفِقٌ عَلَيْكُم.
تَحرَّروا مِنْ كُلِّ عبوديَّةٍ أوَّلاً ثُمَّ اختاروا مُجَدَّداً.. إذا فَعَلْتُم ذَلِكَ اكْتَشَفْتُم الحَقَائِقَ، ولا تَغُرَّنَّكُم الظواهِرُ. فَكُلُّ مَا تُريدونَهُ سيَتَحَقَّقُ لَكُم في هَذِهِ الدُّنْيَا أَكْثَر مِمَّا كُنْتُم تَحْلِمون..
إنَّ العلاقَةَ مَعَ اللهِ تَجْرِبَةٌ فَطَهِّروا أنْفُسَكُم وجَرِّبوا!
كَذَبَ الَّذينَ يَقُولُونَ أنَّ العِلاقَةَ مَعَ اللهِ هِيَ مِنَ الغيبِ!
جَرِّبُوا طَهَارَةَ النفوسِ والتَّحَرُّرَ مِنَ الطاغوتِ فَهَذِهِ التجرِبَةُ أَوَّلُ دَرَجَةٍ في سُلَّمِ مَحَبَّةِ اللهِ الَّذي يُعطي أَكْثَر مِمَّا يُعْطي الطاغوتُ بِمَا لا يُقَاسُ ولا يَسْلِبُ مِنْكُم شيئاً.
إنَّ مَنْ لا يَتَحرَّرُ مِنَ الطاغوتِ يَتَوَقَّفُ ولا يَمْضي لأنَّهُ بِلا نُورٍ.
/5/ قَولُهُ عَلَيْهِ السَّلام: (وكُنْتُ أَخْفَضُهُم صَوْتَاً وأَعْلاهُمْ فَوتَاً)
فارقٌ آخرٌ بَيْنَهُ وبَيْنَهُم وفيهِ التَّعريضُ بنفاقِهِم. لأنَّ المُنافِقَ عاليّ الصَّوتِ خَفِيضُ الفَوتِ عَلَى عَكْسِ مَا تَقَدَّمَ مِنْ صِفَتِهِ عَلَيْهِ السَّلام. وَلَيْسَ المَقصودُ بِهِ صَوتَ الكَلامِ العاديِّ. فالكَثيرُ مِنَ الناسِ يَجْهَرونَ بالقَوْلِ، وبَعْضُهُم هَذا هُوَ طَبْعُهُ، وَهْوَ قَدْ يُحْسِنُ في قَولِ الحَقِّ خصوصاً. وَإنَّمَا المَقصودُ أصواتُ الاعتراضِ والمُطَالَبَةِ والدِّعَايَةِ. فالمُنافِقُ يُعْلي صَوتَهُ عِنْدَ الاعترَاضِ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ عُمَرُ وأبو بَكْرٍ مَعَ النبيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّم)، وفيهِ حَوَادِثٌ كَثيرَةٌ في التاريخِ، مِنْهَا مَا حَدَثَ في صُلْحِ الحديبية. وَكَذَلِكَ في حَادِثِ البَشَارِةِ بِقولِ لا إلهَ إلاَّ اللهَ مُحَمَّدٌ رسولُ الله. وَأَيْضَاً عِنْدَ شَكْوى قُرَيشٍ حَيْثُ قالوا (جِيرانَكَ وحُلَفَاءَكَ)، وفي حَوَادِثِ النصوصِ الخاصَّةِ بِفَضائِلِ العترَةِ حَيْثُ كَانَ عُمَرَ يَعْتَرِضُ رَافِعَاً صوتَهُ: (أَكُلُّ آلِ بَيْتِكَ عَلَى هَذا؟). وعِنْدَ أَسْرَى بَدْرٍ وغيرَهَا بالعَشَرَاتِ يَعْلَمُها كُلُّ قارئ للتاريخِ.
وَمَعَ ذَلِكَ كَانَتْ تَفوتُهُم كُلُّ الفَضَائِلِ ولا تَفوتُهُم الموبقاتُ والمخازي. فالفَوتُ مِنَ المُضَاداتِ في المَعْنَى.
قَالَ بَعْضُ الشُّرَّاحِ: (الفَوْتُ: السَبْقُ) لأنَّهُ وَجَدَ مَعَهُ العلوَّ في كَلامِهِ وَهْوَ صَحيحٌ عَلَى العمومِ، إِذْ لا يَسْبِقُهُ أَحَدٌ في مُكْرَمَةٍ. وَلكنَّ الفَوْتَ عَلَى الأصلِ عَكْسَ السَّبْقِ. أيْ كَانَ يَفوتُهُ مِنْ حَقِّهِ عَلَى الخَلْقِ أكْثَرُهُ ولا يَفُوتُهُم ذَلِكَ. وَإنَّمَا وَصَفَهُ بالعلوِّ لأنَّهُ كالبَلاءِ فَيُقالُ هَذا بلاءٌ حَسَنٌ وَهَذا بلاءٌ غَيْرُ حَسَنٍ، فَهْوَ فَوْتٌ عَالٍ لَيْسَ بِخَفيضٍ. وَمَا كَانَ كَذَلِكَ جَمَعَ كُلَّ المَعَاني.
بَيْنَمَا فَوْتُهُم خَفيضٌ. فإذا فَاتَتْهُم الفَضَائِلُ فَلِعَدَمِ استحقاقٍ، فَهْوَ خفيضٌ. وإذا فَاتَهُم الخَلاصُ مِنَ المُحَرَّمَاتِ فَلِدَنَاءَةِ نُفوسِهِم، فَهْوَ فَوْتٌ خفيضٌ أَيْضَاً. وَهَذِهِ العِبَارَةُ تُعَدُّ مِنْ عَجَائبِ كَلِمَاتِهِ البَليغَةِ. وبالطَبْعِ لا يَأْسَى المُؤمِنُ عَلَى هَذا الفَوْتِ تَحْقيقاً لِقَولِهِ تَعَالَى:
{لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}
(23) سورة الحديد
وَكَذَلِكَ قوله تعالى:
{إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً بِغَمٍّ لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (153) سورة آل عمران
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فَقُمْتُ بِالأَمْرِ حِيْنَ فَشَلوا، وَتَطَلَّعْتُ حِيْنَ تَقَبَّعُوا، ونَطَقْتُ حِينَ تَعْتَعُوا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأسرة العربية لصيد الفوائد :: إسلاميات :: المنتدى الإسلامي العام-
انتقل الى:  
مواقع صديقة
الأسرة الشامل | صور و خلفيات – قنوات فضائية