أيها العزيز...
لماذا لا تقوم بثورة ...
مثلما حدث في تونس ...
وهرب الرئيس...
مثلما في مصر ...
وسيهرب الرئيس...
قم بثورة في باطنك واطرد الشيطان وكن الرئيس...اجعل مملكة باطنك عرشاً لله
في بعض الأحيان قد يُلقي الشيطان في ذهن الشباب أفكاراً وخيالات جنسية مثيرة، وبعض الشباب قد يحاول الاستمتاع والالتذاذ بهذه الأفكار الجنسية، معتقداً بأنها مجرد أفكر وخيالات لا تتطور!
لكنها في الحقيقة لن تتوقف أبداً عند حد التفكير! بل ستجره شيئاً فشيئاً للوقوع في المعاصي والذنوب، وتلوث قلبه وفكره، وقد روي عن أمير المؤمنين(عليه السلام): «من كثر فكره في المعاصي دعته إليها»[1].
وروي عنه(عليه السلام): «مَن كَثُر فكرُه في اللذّات غَلَبت عليه»[2].
"فإن التفكير المستمر في هذا المجال قد يُحول الإنسان إلى موجود شهوي، فيغلب على تفكيره الجانب الجنسي، وهذا بدورة مقدمة أيضاً لتأجج نار الشهوة في الباطن بحيث قد تسوق الأعضاء إلى المعصية.. في آخر المطاف، فإن التفكير المستمر في جهة معينة قد يوجب تحول جانب من المخ بما يلائم التوجسات الشهوية.. ويتجاوز الأمر من مجرد التفكير إلى زيادة الهرمونات الجنسية التي تؤثر على سلامة كل أجهزة الجسم الفعالة في هذا المجال"[3].
الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ..
عزيزي.. قد يُصور لك الشيطان اللعين خيالاً جنسياً ليثيرَ شهوتك، وهذا الخيال إما أن يكون مع شخصيات حقيقية أو من خيالات وهمية. فقد يذكركَ بصور أو مشاهد قد تكون شاهدتها سابقاً، وقد تتخيل أُمور لم تشاهدها بفعل قوة الخيال.
والمهم أن تنتبه إلى أن أكثر هذه الخيالات الجنسية تنشأ نتيجة صور أو مشاهد قد تكون رأيتَها سابقاً أو مواضيع سمعتها أو قرأتها. ويستغلها الشيطان اللعين كأداة للضغط عليك بتذكيرك بها! ومن خصائص هذا الخيال الجنسي انه لا يتوقف عند حد ولا يقتصر عند قصة واحدة، بل هو خيالٌ متجدد ومتغير، يوماً بعد يوم تتغير فيه القصص والأحداث... حتى يلوث ما تبقى من قبلك.
عزيزي...
إن السيطرة على الخيال أمرٌ مهم جدّاً، لأنك أيها العزيز تعلمُ بأن التفكير في المعاصي هو مقدِّمة للسقوط في براثن وأنياب المعاصي.
يقول الإمام الراحل السيد روح الله الموسوي الخميني المقدس(رضوان الله تعالى عليه):ـ
«..على الإنسان المجاهد الذي نهض لإصلاح نفسه، وأراد أن يصفّي باطنه ويفرغه من جنود إبليس، عليه أن يمسك بزمام خياله وأن لا يسمح له بأن يطير حيثما شاء، وعليه أن يمنع من التحليق في الخيالات الفاسدة والباطلة، والمعاصي والشيطنة، وأن يوجه خياله دائما نحو الأمور الشريفة. وهذا الأمر ولو أنه قد يبدو في البداية صعباً بعض الشيء، ويصوره الشيطان وجنوده لنا وكأنه أمر عظيم، ولكنه يصبح يسيراً بعد شيء من المراقبة والحذر.
إن من الممكن لك ـ من باب التجربة ـ أن تسيطر على جزء من خيالك، وتنتبه له جيداً. فمتى ما أراد أن يتوجَّه إلى أمر وضِيع، اصرفه نحو أمور أخرى كالمباحات أو الأمور الراجحة الشريفة. فإذا رأيتَ أنك حصلت على نتيجة فاشكر الله تعالى على هذا التوفيق، وتابع سعيك، لعل ربك يفتح لك برحمته الطريق أمامك للملكوت وتهتدي إلى صراط الإنسانية المستقيم، ويسهل مهمة السلوك إليه سبحانه وتعالى.
وانتبه إلى أن الخيالات الفاسدة القبيحة والتصورات الباطلة هي من إلقاءات الشيطان، الذي يريد أن يوطن جنوده في مملكة باطنك. فعليك أيّها المجاهد ضد الشيطان وجنوده وأنت تريد أن تجعل من صفحة نفسك مملكة إلهية رحمانية، عليك أن تحذر كيد هذا اللعين، وأن تُبعدَ عنكَ هذه الأوهام المخالفة لرضا الله تعالى، حتى تنتزع ـ إن شاء الله ـ هذا المتراس المهم جداً من يد الشيطان وجنوده في هذه المعركة الداخلية. فهذا المتراس بمنزلة الحد الفاصل، فإذا تغلبتَ وانتصرت فتأمل خيرا.
أيها العزيز... استعن بالله تبارك وتعالى في كل آن ولحظة، وأستغث بحضرة معبودك، واطلب منه بعجز وإلحاح. قائلا:
اللهم... إن الشيطان عدو عظيم، كان له ولا يزال طمع بأنبيائك وأوليائك العظام.
اللهم... فأعني وأنا عبدك الضعيف المبتلى بالأوهام الباطلة والخيالات والخرافات العاطلة، كي أستطيع أن أجابه هذا العدو القوي.
اللهم... وساعدني في ساحة المعركة مع هذا العد والقوي الذي يهدد سعادتي وإنسانيتي، لكي أستطيع أن أطرد جنوده من المملكة العائدة لك، وأقطع يد هذا الغاضب من البيت المختص بك..»[4]. انتهى كلام الإمام الراحل(قدس).
فإذا عرضَ لك خيال شيطاني.
·
إسعى لنفيه مباشرة.بالتفكير في الأمور الحسنة و الإيمانية.وشيئاً فشيئاً سيكون هذا الأمر سهل وستتغلب على الشيطان {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}[5]. فإذا حصلت على نتيجة فاشكر الله تعالى على هذا التوفيق.
· استعن بالله تبارك وتعالى في كل آن ولحظة، وأستغث به لكي يعينك.
· استعذ بالله تعالى، وتذكر أن الله هو المالك لكل شيء، ومرجع الأمور إليه تعالى. قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ}.
· غير مكانك، وغير طريقة جلوسك.
· اقرأ شيئاً من القرآن، قال تعالى {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}.
· اذهب لأحد أصدقائك المؤمنين أو اتصل بأحدهم.
· كن على طهارة، توضئ.
· اذكر الله تعالى. لأن الخيال والنفس إذا لم يمُلئا بذكر الله فيخشى أن يملئا بالأهواء النفسية والخيالات المنحرفة.
يقول إمامنا الإمام الخميني(قده): «ومن الأمور التي تعين الإنسان وبصورة كاملة في مجاهدته للنفس والشيطان... هو (التذكُّر).. والذكرى في هذا المقام، هي عبارة عن ذكر الله ونعمائه التي تلطف بها على الإنسان..».
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}
[1] غرر الحكم.
[2] غرر الحكم.
[3] مسائل وردود – سماحة الشيخ حبيب الكاظمي(حفظه الله) – بتصرف.
[4] الأربعون حديثاً – الإمام الخميني(قده).
[5] سورة النساء – آية 76.
من إعداد المربي الفاضل سماحة الشيخ علي المسترشد