مر مهم يتجلى في شكل الصلاة ( أوضاع الصلاة البدنية) هو تذليل الإنسان وتحريره من كبريائه، ولا بد لنا أن ننظر إلى مسألة الكبرياء البشرى نظرة موضوعية:
هذا الإنسان فيه قوى هائلة وعمدتها القوى النفسية في مقابل القوى الجسدية المحدودة. وطموحنا أشد. وأيضا فينا من نقاط الضعف ما يمكن أن يحطم قوانا الجسدية فيجعلنا في لحظة حسدا خائرا، أو يضعف بقوانا العقلية فيجعلنا في لحظة موجودا تافها.
مايحدث في الإنسان هو الانحراف عن هذه النظرة، فنصاب تارة بالعجب وتارة بالكبر.
العجب هو إستعظام الإنسان لعمله.
الكبر هو استعظام الإنسان لنفسه ذاتها بقطع النظر عن العمل.
للكبر عوامل كثيرة يجمعها الشعور بالنقص: في الحديث عن الصادق عليه السلام
(ما من أحد يتيه إلا من ذلة يجدها في نفسه).
و نتيجة الكبر هي الحجب عن الرؤية الموضوعية:
الآية: ( كذلك يطبع الله على قلب كل متكبر جبار).
فماهو العلاج من هذا البلاء: يتكون من ثلاث مواد
الأولى: الظروف التكوينية التي خلق الله الإنسان في وسطها والتي من شأنها أن تبدل شعور الكبرياء المقيت في نفس الإنسان بشعور الاعتزاز الخاشع بين يدي الله و الاستعانة به على الضعف.
النبي(ص): لولا ثلاث ماطأطأ رأس بني أدم شيء، المرض والفقر والموت، وجميعهن فيه وأنه معهن لوثاب).
الثانية: تركيز المفاهيم التي تشكل النظرة الموضوعية لأنفسنا كمفهوم صدورنا عن الله ومملوكيتنا له واحتياجنا الدائم إليه. ومفهوم الحرية مقابل تجسيد العبودية لله.
الثالثة: المواقف التربوية التي تمرس الانسان عمليا على التحرر من الكبرياء و تضعه في موقعه السليم و طريقه التكامل الصحيح. و أولى هذه المواقف الصلاة اليومية التي يفرض علينا شكلها البليغ أن نقف بين يدي الله عز وجل وقفة الجنود المؤدبين أمام القائد. ثم تنحنى إعظاما ثم نفترش الأرض بجباهنا مؤدين أقصى درجة من الخضوع والاعتراف بالجميل والاحتياج. ثم نكرر هذه التعبيرات امعانا في التحرر عن ذاتياتنا والانتصار على كبريائنا وتأكيدا لتعلقنا المطلق. ( أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد).