بسم الله الرحمن الرحيم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إِنَّ مِن أَحَبِّكُم إِلَيَّ وَأَقرَبِكُم مِنِّي مَجلِسًا يَومَ القِيامَةِ:
أَحَاسِنَكُم أَخلَاقًا، وَإِنَّ أَبغَضَكُم إِلَيَّ وَأَبعَدَكُم مِنِّي مَجلِسًا يَومَ القِيَامَةِ:
الثَّرثَارُونَ، وَالمُتَشَدِّقُونَ ، وَالمُتَفَيهِقُونَ"
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّٰهِ، قَد عَلِمنَا الثَّرثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ، فَمَا المُتَفَيهِقُونَ؟
قَالَ: "المُتَكَبِّرُونَ" .
يقول الشيخ عبدالهادي بن حسن وهبي في كتابه " أزمة خلقية" :
الثِّرثَارُ: هُوَ كَثِيرُ الكَلَامِ بِغَيرِ فَائِدَةٍ دِينِيَّةٍ.
وَالمُتَشَدِّقُ: المُتَكَلِّمُ بِمِلءِ فِيهِ تَفَاصُحًا وَتَعَاظُمًا وَتَطَاوُلًا،
وَإِظهَارًا لِفَضلِهِ عَلَى غَيرِهِ، وَأَصلُهُ مِنَ الفِهقِ: وَهُوَ الِامتِلَاءُ.
رواه الترمذي (2018)، وصححه الألباني رحمه الله في "صحيح سنن الترمذي" (2/385
معنى حسن الخلق :
طلاقة الوجه ، وبذل المعروف ، وكف الأذى عن الناس ،
هذا مع ما يلازم المسلم من كلام حسن، ومدارة للغضب، واحتمال الأذى .
قال الواسطي: هو أن لا يخاصم ولا يخاصم من شدة معرفته بالله تعالى.
وقال هو إرضاء الخلق في السراء والضراء.
وقال الكرماني: هو كف الأذى واحتمال المؤمن،
وسئل سهل التستري عن حسن الخلق فقال:
أدناه احتمال وترك المكافأة والرحمة للظالم، والإستغفار له والشفقة عليه،
،
،
،
فضل حسن الخلق :
فإن مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين،
بها تُنال الدرجات، وتُرفع المقامات .
وإن لحسن الخلق في الإسلام مكانة عالية
فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا ))
سنن الترمذي ..
،
،
،
أجر حسن الخلق :
قال صلى الله عليه وسلم:
(( إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل صائم النهار ))
السلسلة الصحيحة ،،
،
،
،
إن أثقل ما يوضع في ميزانك :
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(( ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق ))
صحيح الترمذي ..
،
،
،
هـذه كلمات مختـصرة وألفاظ موجزة في بيان شيء من أخـلاق
إمـام المتـقين وسيـد المرسلين محمد النبي صلى الله عليه وسلم
الـتـواضـع :
عن أبـي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قـال :
( ما بعث الله نبياً إلا رعـى الغنم )
قـال أصحابـه : وأنت ؟ فقـال : ( نعم ، كنت أرعـاهـا على قـراريـط لأهـل مكـة ) .
رواه البخاري في صحيحه .. البخاري (2262) .
،
،
،
الحلـم والـرفـق :
عَنْ أَنَسٍ , رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، قَالَ :
كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ,
وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ
جَبْذَةً شَدِيدَةً حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ رَسُولِ اللَّهِ ,
صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ,
قَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الْبُرْدِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ ،
ثُمَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ , مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ ،
فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
ثُمَّ ضَحِكَ ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ . .
المصدر :
،
،
،
الـرحمـة بـالأطفـال :
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أرحم الناس بالأطفال،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قَبَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي ،
وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالساً ،
فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً .
فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: [ من لا يرحم لا يُرحم ]
(متفق عليه).
ولما مات ابن ابنته فاضت عيناه صلى الله عليه وسلم،
فقال له سعد بن عبادة:
ما هذا يا رسول الله ؟ فقال: إنها رحمةٌ ،
جعلها الله في قلوب عباده،
وإنما يرحم الله من عباده الرحماء
(متفق عليه) .
،
،
،
أحبتي فكم من أجور أضعناها بغفلتنا عن حسن الخلق والاعتناء به,
وهذه دعوة بأن نحتسب أجر التحلي بالصفات الحسنة،
ونقود أنفسنا إلى الأخذ بها والمجاهدة في ذلك.
منقول للفائده