ذات الرئة
هي عدوى، والتهاب ناجم عنها يحدثان في أعماق الرئة، ويؤثران في الحويصلات الهوائية الصغيرة (alveoli)، والأنسجة المحيطة بها. ويستخدم مصطلح «ذات الرئة الماشية» (Walking pneumonia) أحيانا لوصف الحالات الخفيفة التي لا تتطلب دخول المستشفى.
وقائمة أعراض المرض طويلة وتشمل: الحمى، رعشة البرد، السعال، وشعور المريض بالإنهاك. وإن كان غشاء الجنب (الغشاء المحيط بالرئتين) مصابا، فإن المشكلة تتمثل في وجود آلام في الصدر تزداد سوءاً عند الشهيق أو السعال. كما تحدث لدى 20 في المائة من المصابين أعراض في الجهاز الهضمي مثل الغثيان أو الإسهال. وقد لا تظهر الحمى لدى كبار السن، إلا أن الإجهاد والتشوش الذهني قد يكونان من الأعراض الملاحظة للإصابة. ولأن الأكسجين يدخل إلى الدم عبر الحويصلات الهوائية، فإن الإصابات السيئة من ذات الرئة قد تؤدي إلى نقص في تزويد الجسم بالأكسجين. ولكي يعوض الإنسان هذا النقص فإنه يأخذ في التنفس بسرعة وصعوبة.
الأسباب:
أغلب إصابات ذات الرئة الشائعة تنجم عن البكتيريا، وتحديداً بكتيريا المكورات العقدية لذات الرئة (Streptococcus pneumoniae bacteria). وتحدث 20 في المائة من إصابات ذات الرئة، التي تظهر خارج المستشفيات، بسبب عدوى فيروسية، من ضمنها عدوى فيروسات الإنفلونزا. ويحدث القليل جدا من الإصابات بسبب الفطريات والأنواع الأخرى من الأحياء المجهرية. وكل أنواع العدوى هذه قد يمكن استنشاقها، إلا أن ذات الرئة تظهر عندما تتغلغل الفيروسات والبكتيريا التي تعيش في منطقة الحلق الخلفية إلى الأسفل منتشرة نحو الجهاز التنفسي ونحو الرئتين. وعندما تكون الفيروسات أو البكتيريا معدية حقا أو لا تؤدي آليات الجسم الدفاعية للرئتين وظيفتها المطلوبة، فإن الإصابة بذات الرئة تحدث.
الوقاية:
يوصى بأخذ اللقاح المضاد لذات الرئة للأشخاص في سن 65 سنة فأكثر، وهو مضاد للأنواع الشائعة من ذات الرئة الناجمة عن بكتيريا المكورات العقدية. ويعطى للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين لقاح من نوع مختلف مضاد لهذه البكتيريا. وتساعد لقاحات الإنفلونزا على درء الإصابة بذات الرئة الفيروسية والبكتيرية اللتين تظهران كمضاعفات ثانوية للإصابة بالإنفلونزا.
العلاج:
من الضروري إجراء فحص بأشعة إكس بهدف التشخيص الدقيق. ويفترض عادة أن الإصابة بذات الرئة تكون بسبب عدوى بكتيرية، ولذا فإن أكثرية الإصابات تعالج بمضادات حيوية يتم تناولها عبر الفم. إلا أنه يجب تنويم المصابين من الذين يعانون من مشكلات في القلب أو من أمراض أخرى، في المستشفى، والحصول على مضادات حيوية تحقن في الوريد. ويبدأ المرضى عادة بالشعور بتحسن حالاتهم بعد أيام من العلاج بالمضادات الحيوية، إلا أن ذات الرئة تكون مميتة خصوصا لكبار السن.