نزلات البرد
إنها التهاب يصيب الأغشية المخاطية التي تبطن جدار الأنف. وقد يكون المصطلح الطبي لها وهو "التهاب الأنف الفيروسي" (viral rhinitis)، غير معروف، إلا أن أعراضه هي احتقان، وسيلان الأنف، والعطس. وتتسبب نزلات البرد في حدوث شعور مزعج في البلعوم لمدة تمتد إلى نصف فترة الإصابة، وهذا غالبا, في العادة, ما يمثل العرض الأول من أعراضها، رغم أنه وبحلول اليومين الثاني أو الثالث تتحول مشكلات الأنف إلى أعراض رئيسية سائدة. وإن ظهر السعال فإنه لن يبدأ قبل مرور بضعة أيام من ظهور بقية الأعراض، وقد يستمر طويلا لعدة أسابيع بعد اختفاء الأعراض. ويندر أن يعاني الكبار من ظهور حرارة مرتفعة بعد إصابتهم بنزلات البرد. ويعتبر عدم وجود الحرارة المرتفعة أحد علامات الإصابة بنزلات البرد، إلا أن الحرارة المرتفعة قد تظهر لدى بعض الأطفال أحيانا.
الأسباب:
يتسبب ما يزيد على 200 نوع من الفيروسات في الإصابة بنزلات البرد، التي تكون أعراضها متشابهة لكل الأنواع. ويرجع ذلك إلى أن الأعراض تأتي نتيجة استجابات (أي ردود فعل) جهاز المناعة للعدوى في الجهاز التنفسي، وليس نتيجة الأضرار المباشرة التي تسببها تلك الفيروسات. وتحدث ما بين 30 و50 في المائة من نزلات البرد بسبب الفيروسات الأنفية (rhinoviruses). كما أن الفيروسات المسببة للإنفلونزا هي أيضا من بين الأنواع الكثيرة الأخرى للفيروسات التي تتسبب في حدوث نزلات البرد.
الوقاية:
غسل اليدين بانتظام هو وسيلة منفردة تدرأ حدوث نزلات البرد (وكل أنواع عدوى الجهاز التنفسي)، إذ إن الإنسان يلتقط في أكثر الأحيان الفيروسات المسببة لنزلات البرد بعد ملامسته إنسانا آخر مصابا، أو ملامسة الأسطح وأكرات الأبواب أو درابزين السلالم، ثم ينقل العدوى إلى الجسم بعد ملامسة الأنف أو العينين. وتعيش الفيروسات المسببة لنزلات البرد في قطيرات الرذاذ الصغيرة المحمولة في الهواء، التي تنتشر فيه بعد السعال أو العطس، ولذا هناك احتمال الإصابة بالعدوى بعد استنشاق هذه القطيرات مباشرة، (إلا أن يدي الإنسان هي التي تكون مسؤولة على الأغلب).
أما فيما يخص تناول جرعات كبيرة من فيتامين "سي" فقد جاءت نتائج الأبحاث متضاربة. كما لم يظهر أي تأثير لعشب "الإكناسا" (Echinacea) في الدراسات على درء الإصابة بنزلات البرد، وكان تأثير عشب "جينسنغ" (ginseng) أقل منها!
العلاج:
العلاج الشافي من نزلات البرد الشائعة يظل صعبا، ولذا فإن العلاج الحالي لها هو تخفيف الأعراض، وهو الأمر الذي قد لا يمكن تحقيقه أحيانا. وفي التجارب الإكلينيكية لم تثبت أكثر الأدوية المخففة لحدة السعال التي تباع من دون وصفة طبية، أنها أفضل تأثيرا من تأثير الحبوب الوهمية. ولم تثبت فاعلية "فينيليفرين" (Phenylephrine) مقارنة بـ"سيدوإيفرين" (pseudoephedrine)، وهو مزيل الاحتقان، الذي حل محله ضمن صنف الأدوية غير الموصوفة طبيا. وقد تفيد بخاخات الأنف مثل "بروميد الإبراتروبيوم" (ipratropium bromide) ("أتروفينت" Atrovent) في تخفيف الأعراض، إلا أن الاستخدام الزائد عن الحد للمرشاشات مثل مرشاش (سبراي) "أوكسيميتازولين" (oxymetazoline) ("أفرين" Afrin)، يسبب المشكلات. أما "الإكناسا" وفيتامين "سي" فلم يظهرا أي نجاح ملموس في التجارب الإكلينيكية. كما كانت نتائج استخدام الزنك متفاوتة، وتشير التجارب إلى أن فائدته، إن وجدت، محدودة جدا. وأخيرا، فإن من الأفضل ربما اتباع النصيحة المجربة القديمة: اشرب الكثير من السوائل، وتمتع بأكبر قدر من الراحة وانتظر حتى زوال نزلة البرد.