المزاج : عدد المساهمات : 2924 نقاط التميز : 12030 السٌّمعَة : 665 تاريخ التسجيل : 12/06/2012 العمر : 28
موضوع: العلاج بالكورتيزون .. .. ولكن..!! الثلاثاء سبتمبر 04, 2012 8:04 am
العلاج بالكورتيزون .. .. ولكن
يتمنى الإنسان، كلما شعر بالألم، لو مد يده وانتزعه من مكانه،فى هذه اللحظات لو وُصف له مر الدواء فسيتناوله صاغرا، لأن مرارة الدواء أهون من مرارة الداء .. وربما يصف له أحد العالمين ببواطن الأمور العلاج الساحر الشافى الذى يريحه من هذا الألم .. بحقنة واحدة يذهب معها الألم ولكن تبقى آثاره السيئة كالسوس ينخر فى جسده.. إنه الكورتيزون الشافى.. القاتل!!
هذا العقار قد يودى بحياة المريض إذا استعمل عن طريق الخطأ.. ولكن حتى لو تم تناوله عن طريق الصواب تبقى أعراضه الجانبية التى يحاول الاطباء الآن التحايل عليها حتى يستفيدوا من الجانب الإيجابى فيه ويبتعدوا عن الجوانب السلبية. ولهذا العقار ضحايا عديدين تناولوا الكورتيزون عن جهل.. أو بوصف أطباء غير حريصين أو ربما لأغراض معينة مثل ما حدث مع نجم الكرة العربية الكابتن محمود الخطيب الذى تعرض لإصابات عديدة كان الكورتيزون هو الحل السحرى فى أحيان كثيرة من أجل اللعب والفوز.
. وهذا معروف لأن وسائل الإعلام تناولته كثيرا فضلا عن أن الخطيب ذاته تحدث عنه فى وسائل الإعلام. والخطيب ليس وحده الذى وقع فى فخ الكورتيزون.. إذ أن "الكيلونى" لاعب كرة القدم بنادى تشرين السورى أيضا وقع فريسة العلاج السحرى إذ ساهم طبيب النادى فى تعميق إصابته من خلال إعطائه حقن (الكورتيزون) قبل كل مباراة حتى يشارك دون أى مراعاة لإصابته. ويؤكد الأطباء أن الاستعمال الخاطىء لعقار الكورتيزون هو سبب المشكلات العديدة التى يواجهها الإنسان وتؤدى إلى الأعراض الجانبية الخطيرة.. ومن أمثلة ذلك مريضة كانت مقعدة لمدة طويلة وتعانى من هشاشة فى العظام واستعملت الكورتيزون لسنوات دون استشارة الطبيب.. حيث كانت تعطى الصيدلى العلبة الفارغة ليعطيها مثلها مليئة، ويعود استخدامها للكورتيزون إلى أن أحد الأطباء وصفه لها لمدة أسبوع فقط.. فشعرت بتحسن كبير ثم عادت لها الآلام مرة أخرى فكان هو العلاج السحرى الذى ظل يشفيها ـ كما تعتقد ـ حتى أقعدها تماما.. وهذا واقع الحال.
ليس معنى هذا أن الكورتيزون سىء.. فهو مثل أى دواء له فوائد.. و عيوب، إلا أن عيوبه كثيرة.. فما هى فوائده.. وعيوبه،، وكيف يمكن تفاديها.. هذا ما سنجده فى هذه السطور. إنتاج داخلى يشرح الدكتور عاطف بسيونى، استشارى الأمراض الباطنية والسكر بالمعهد القومى لأمراض السكر والغدد الصماء (مصر)، كيف يتم إفراز الكورتيزون فى جسم الإنسان ومن غدده الطبيعية حيث يقول إن الكورتيزون أحد الهورمونات التى يتم إفرازها بواسطة القشرة الخارجية للغدة الكظرية أو ما يعرف بالغدة فوق الكلوية.. تحت تنظيم خاص من الغدة النخامية بواسطة بعض الهورمونات المنشطة فى الغدة الكظرية.. ويتم إفراز هذا الهورمون حسب حاجة الجسم إليه.. وكذلك حسب حالة عملية الهدم والبناء.. كما يساعد على امتصاص المعادن المختلفة داخل الجسم وبذلك يحافظ على ضغط الدم.. وعلى صلاحية الخلايا. وإذا حدث خلل فى إفراز الهورمون بالغدة.. وانخفض عن معدله الطبيعى .. فإن هذا يؤدى إلى الإصابة بمرض هبوط وظائف الغدة الكظرية والتى ينتج عنها هبوط حاد للمريض، وضعف عام وزيادة فى تلون الجسم والأغشية المخاطية.. كما يصاب الشخص بفقدان الشهية. أما إذا زاد إفراز الهورمون من الغدة فإن هذا يؤدى إلى حدوث تأثر فى جلد المريض وتظهر علامات قرنفلية اللون عليه .. كذلك يتسبب فى ارتفاع فى ضغط الدم ويظهر بعض الطفح الجلدى علىالوجه ويأخذ الخدين اللون الأحمر.. كما يصيب الجزء الداخلى من الجسم بالسمنة ويعمل على بروز البطن واستدارة الوجه وهو ما يعرف بـ"وجه القمر"، فضلا عن أنه يعمل على ترسيب الدهون فى أماكن مختلفة فى الجسم مثل منطقة خلف الرقبة وفوق الكتفين.. بينما تبقى الأطراف بحجمها العادى.. وينعكس تأثير الهورمون أيضا على البروتين الموجود فى عضلات الأطراف مما يفقدها حجمها الطبيعى. والإفراط فى إفراز الهورمون داخل الغدة بالجسم يصيب الأشخاص الذين لديهم استعداد للإصابة بمرض البول السكرى.
. كما أنه يصيب المريض بهشاشة العظام وبعض القروح والالتهابات فى جدار المعدة.. وانخفاض فى قدرة الجهاز المناعى على مقاومة الميكروبات. ارتفاع نسبة إفراز الهورمون أو انخفاضها يؤدى إلى حدوث مشاكل فى الجسم.. ولكن ما هى الأسباب وراء هذا الخلل فى إفراز الهورمون؟..
يوضح الدكتور عاطف بسيونى أن من الأسباب التى تسبب هبوطا فى وظائف الغدة الكظرية هى حدوث نوع من الاختلال فى جهاز المناعة وبالتالى ظهور أجسام مضادة تعمل على تحطيم هذه الخلية أو إصابة الغدة بمرض الدرن. وأسباب الإفراط فى إفراز هذه الغدة تكون نتيجة لوجود زيادة فى عدد الخلايا داخل الغدة نفسها أو حدوث تورم بها سواء كان حميدى أو خبيث، أو حدوث بعض التورم فى الغدة النخامية التى تقوم بإفراز الهورمون المنشط للغدة الكظرية بكميات كبيرة. أما فيما يتعلق بالكورتيزون الخارجى فهو عقار يشبه إلى حد كبير هورمون الكورتيزون الموجود فى الشخص الطبيعى.. ويستخدم فى أمراض مختلفة من أهمها: (حدوث حساسية مفرطة داخل الجسم، المرضى الذين يعانون من فشل فى الغدة الكظرية، حساسية فى الصدر.. لاسيما الربو، الالتهابات المزمنة فى المفاصل.. أو من نشاط الجهاز المناعى فى الجسم، أو أمراض جلدية مختلفة والتى لا تستجيب إلى العلاجات التقليدية، كذلك يستخدم الكورتيزون الخارجى فى الالتهابات الحادة والمختلفة داخل الجسم مثل التهاب قزحية العين .. وكعلاج مع عقاقير أخرى لبعض الالتهابات فى الجسم.. أو هبوط حاد فى الدورة الدموية. سيىء السمعة يعتبر الكورتيزون من أشهر الأدوية التى يستعملها الأطباء فى أغراض طبية مختلفة ومتعددة.. وعلى الرغم من هذا فإن له من السمعة السيئة الكثير نظرا لما يحمله فى بعض الاحيان من آثار جانبية عنيفة قد تضر بالإنسان.. وفى هذا الصدد يقول الدكتور سمير عنتر.. إستشارى الحميات والكبد ، نائب مدير عام مستشفى حميات إمبابة ( بمصر) ،
أن هذا الهورمون يفيد فى نواحى كثيرة.. فبه يتم ضبط "الكتروليتات الدم" وهى أملاح الصوديوم والبوتاسيوم فى الجسم وكذلك له آثار ووظائف مهمة فى محاربة التسمم من سموم كثيرة.. علاوة على أنه من الادوية أو الهورمونات المهمة لعلاج المناعة.. وايضا للتحكم فى نسبة الكالسيوم الموجودة بالعظام وبالتالى فهو له وظائف حيوية مهمة جدا .. فعند نقصان نسبة الهورمون فى الدم أو زيادتها تحدث أمراض عديدة، ولهذا يحتاج الأطباء للكورتيزون بكميات أكبر من الكميات التى يطرحها الجسم يوميا فى الدم فى ظروف محددة مرضية.. حيث أنه مفيد جدا وضرورى لعلاج جميع أمراض الحساسية سواء حساسية الصدر أو الشعب الهوائية(الربو الشعبى) أو الصدمات العصبية مثل هبوط الضغط المفاجىء إثر تناول أدوية معينة بكميات غير طبيعية أو عند حدوث توقف حاد للقلب نتيجة هبوط الضغط الحاد.. ويضيف الدكتور سمير عنتر أن الكورتيزون أيضا مفيدا وضروريا فى علاج أمراض الدم بأشكالها المختلفة وكثير من أمراض السرطانات خصوصا سرطان الدم، وكذلك يفيد فى علاج الأمراض التى ترتبط بنقص فى المناعة.. وأيضا يحتاج الكورتيزون مرضى الروماتيزم وكثير من الامراض الروماتيزمية المستعصية التى لا تعالج إلا به سواء موضعيا أو بالحقن أو عن طريق الفم، ولهذا يكون الكورتيزون روشتة طبية لطبيب ناصحة كثير من الأحيان وفى علاج أمراض عديدة. استعمال الكورتيزون بشكل مستمر يؤدى إلى هشاشة العظام وحدوث إصابات وكسور فيها نتيجة أى إصابات أو صدمات خفيفة قد يحتملها المريض لو لم يتعاطى هذا العقار بكميات عشوائية ولمدد طويلة، ولهذا فإن من المعروف أن المريض الذى يتعاطاه يجب أن يتابع متابعة طبية منتظمة من حيث الضغط والسكر بانتظام، وأيضا من المعروف انه عند انتهاء الكورتيزون الذى يتناوله المرضى يجب ألا يوقف مباشرة تعاطى الدواء بل يتم إيقافه على فترات طويلة بتناقص مستمر وهذا يسمى (إنسحاب الدواء التدريجى). فى حالة استخدام الكورتيزون الخارجى بكميات كبيرة فإنه يحتل مقعد الكورتيزون الداخلى فى الجسم نظرا لأن الكميات الأكبر هى التى تتحكم وليس الكميات الأقل..ولهذا ينصح الأطباء بسحب الدواء تدريجيا حتى لا يتوقف الدواء الخارجى مرة واحدة ويجد الجسم نفسه فى حالة خلل شديدة نتيجة لرجوع نظامه للمعدل البسيط الذى كان يعتاد عليه الجسم قبل أخذ الداوء وإن لم يتم ذلك فإنه يؤدى إلى اضطراب فى جميع الوظائف الحيوية فى الجسم كالقلب والرئتين والحالة النفسية والمزاجية. لا يوجد خط أحمر لاستخدام الكورتيزون طالما أن هناك ضرورة لتعاطيه.. فبعض الأمراض تعالج بالكورتيزون مدى الحياة.. لتعالج به لسنوات طويلة ثم يتم سحب الدواء تدريجيا.. وهناك بعض الحالات مثل الصدمة العصبية يؤخذ فيها الكورتيزون لفترة ساعات ثم يوقف .. فالكورتيزون يجوز استعماله لفترات سريعة جدا فى حالة الطوارىء..
ولفترات قصيرة جدا فى حالة الامراض الحادة الروماتزمية.. ويجوز استعماله لفترات طويلة جدا فى بعض حالات أورام الدم واللوكيميا وبعض الحالات التى يكون فيها مرض بالغدة فوق الكلوية بحيث ينقص مستوى الكورتيزون فى جسم الانسان عن المعدل المفروض مثل مرض (أديسون) وهذا المرض يتوقف عنده إفراز الغدة بشكل عنيف جدا وفى هذه الحالة يتعاطى المريض الكورتيزون مدى الحياة كعلاج تعويضى مثل مريض السكر الذى يفقد الانسولين فى جسمه فيحتاج إليه من الخارج.. والكورتيزون له خطورته ولو أنه شائع ومعروف أضراره إلا أنها تنتهى بعد التوقف عن العلاج سواء تورم أو ضغط أو سكر بمرور الوقت. ويعلق الدكتور سمير عنتر على اللاعبين الذين يستخدمون الكورتيزون من أجل استمرارهم فى اللعب والذين من أبرزهم الكابتن محمود الخطيب فيقول: التناول الموضعى للأدوية كان مدارس فى الماضى ومازالت مستعملة حتى الآن.. لأن هذا الدواء يؤدى إلى هشاشة فى العظام .. وعندما أحقن به اللاعب موضعيا فى مفصل مكون من عظام فالأماكن التى يتم التحميل عليها ستزداد إصابتها.. ووجه الاغراء فيه هو أنه مضاد للالتهابات والألم ويعمل على إصلاح الأعراض بشكل عالى جدا.. مما يجعل اللاعب الذى لن يستطيع اللعب بعد إصابته قبل شهر، سيلعب بعد أسبوع أو أقل بعد تعاطيه هذا العقار.. وهذه لها حسابات لدى الأندية فيما يتعلق بالخسارة إذ أن لا طاقة لبعض الأندية على انتظار لاعب محترف فترة طويلة.. والطبيب المعالج هو الحريص على أن لا يصل بالمريض إلى الحد الذى يؤدى إلى مشاكل فى الجسم. الضرورة القصوى لا يتوقف استعمال الكورتيزون عند هذا الحد.. بل أنه يدخل كعلاج فى حالات عديدة .. وفى هذا الصدد تقول الدكتورة أغاريد الجمال .. استشارى الأمراض الجلدية بمستشفيات جامعة عين شمس، أن معظم الأمراض الجلدية يتم وصف عقار الكورتيزون لها.. والإفراط فى استعماله ينتج عنه ضمور فى الجلد..
كما أن التوقف عنه فى حالة الجروح قد يؤدى إلى عودة الجروح مرة أخرى كما كانت.. وعلى سبيل المثال نجد أن مرض الصدفية بعد أن يتم علاجه بالكورتيزون ويتوقف المريض عن العلاج فإنه تحدث له انتكاسة عليا ويعود المريض أكثر مما كان. وعند وضع الكورتيزون على بشرة الوجه فإنه يعمل على إظهار الشعيرات الدموية الخارجية.. فعندما تمتص البشرة الكورتيزون فإن ذلك يساعد الشعيرات الدموية على التمدد والظهور فى الجلد لاسيما الوجه، لذلك ننصح كأطباء بعدم استخدامه على الوجه لفترة طويلة لأن اضراره عليه بالذات كبيرة جدا.. ولا يستخدم إلا عند الضرورة القصوى وبعد استشارة الطبيب. ونتحايل كأطباء على العقار لتلافى الأعراض الاجانبية فى حالات مثل الاكزيما حيث نعطى كورتيزون لفترة ثم نعطى ملطفات للجلد فترة أخرى حتى يتم تليين الجلد وعدم تعويده على الكورتيزون والذى قد يصل إلى الإدمان. وربما يحدث مع الاستخدام لفترات طويلة ومع الحالات التى تحتاج إلى علاج مكثف إمتصاص للكورتيزون إلى داخل الجسم عن طريق المسام وأيضا من خلال الشعيرات الدموية..
وقد يصل إلى الكبد ولكن هذا يحدث على المدى البعيد. شفاء عاجل يقول الدكتور ماهر أحمد القبلاوى.. استشارى العلاج الطبيعى بجامعة القاهرة ورئيس جمعية الشرق الأوسط للعلاج البديل أن اشخاص كثيرين يتعاطون الكورتيزون وخاصة الحبوب أو الحقن فيؤدى إلى زيادة فى الوزن بنسب مرتفعة جدا لديهم .. وأكثر هؤلاء الذين يعانون من زيادة فى ضغط الدم أو استعداد للاصابة بمرض السكر.. ولأن السكر من العوامل ا لثانوية التى تسبب السمنة، فبالتالى المريض الذى يتعاطى الكورتيزون لفترات إضطر إليها إجباريا لأنه لم يأخذ الكورتيزون كنوع من أنواع الشفاء العاجل.. ولكنه مضطر لأن حالته لا تسمح إلا أنه يعتمد على هذه النوعية من الأدوية، يزداد وزنه. وانسحاب الكورتيزون من الجسم يأخذ حوالى من 3 إلى 6 شهور بعد التوقف عن العلاج به، لذا يكون نزول وزن المريض الذى زاد بسبب الكورتيزون أبطا من مريض آخر لا يتناول الكورتيزون، حيث أنه يزيد فى وزن الجسم نتيجة مياه يعمل على توليدها، وقد يساعد على فتح شهية المريض وهذا لا يعنى أنه مؤشر لكى يأكل كثيرا ويسير وراء هذه الرغبة.. ولكن يجب أن يساعد نفسه عن طريق ممارسة الرياضة لفترات أطول وفى الوقت نفسه يحاول أن يأكل ولكن الاكلات ذات السعرات الأقل.. كالخضروات غير الدسمة أو الفواكه أو اللحوم حتى يقلع عن الكورتيزون لأن فى هذا الوقت سيرجع مرة أخرى طبيعيا فى عدم الأكل بكثرة.. لكن الكورتيزون وتفاعله داخل الجسم يظل موجود بحيث يظل الجسم منتفخ.. وقد يفسر ذلك الحالة التى كانت عليها الفنانة الراحلة سعاد حسنى حيث تم إعطائها كورتيزون لأنها كانت تعانى من عصب لديها.