لا أصدق أني سأموت
::::::::::::::::::::::::::::
لا تتعجب من قولي فإذا إطلعت علي حالي طرقت العجب وبكيت حزناً ،
فأنا إنسان تاه في دروب الهوي وتخبط في ظلام المعصية ، وتوقف قلبي عن النبض بالطاعة ،
إذا أني قطعت عنه شريان الخوف والإخبات .
وكيف لي العـود ؟؟ وأنا أسير قد حبسني الهوي .
أنا من عاهد الرحمن وفي كل مره أكون للعهد ناقضاً ، فسبق فيا قوله :
(وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ "75"فَلَمَّا
آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّوْا وَّهُم
مُّعْرِضُونَ"76" فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ
يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ
يَكْذِبُونَ "77") سورة التوبة
وألوم نفسي ملياً قائلاً يا نفسِ لم يكن هذا حالك من قبل !!
مالكِ قد وقفتي عن ركب السائرين ، لما التخلف يا نفس والتأخر ؟؟
ألم تعلمي أنه قد حـان الرحيل ، يا نفسِ بالله عليكِ لا تتأخرين ، ألم نتعاهد من قبل علي التنافس والمُصارعة لجنات النعيم ...
مالك يا نفسِ لا تُجيبيني ، قد طال عهد صمتك ، وقد كنتِ من قبل من تأمروني بالطاعة ،
فلمَ لا تُجيبيني ، ألا تعلمي أنكِ ستسافرين ، أم أنكِ لا تصدقِ أنكِ
ستموتين وإلي الرحمن ستنتقلي ، ولكـن يا نفس من سيكون الرفيق في هذا الطريق
؟؟
وأنتِ ناسيه الموت وله لا تعدين ، فصلاتك بلا خشوع وعينك قد جفت من الدموع وقلبك قد مات والبكاء عليه واجب ...
وآن لكِ يا نفسِ العود إلي ركب الصالحين ، أعلم يا نفس أن النسيان فيكِ طبعاً
ولكن داءك أيضاً تخلفتي عن الصالحين وغيرتي بصحبتي أناساً للدنيا طامعين .
والله يا نفسِ أقسمتُ عليكِ لتتوبين قبل أن تبكين يوماً لا ينفع فيه مال ولا بنون
إلا من أتي الله بقلب سليم .
اللهم أرزقنا قلباً سليماً وتوبة قبل الموت وحسن الخاتمة .
أسأل كل من قرأ كلماتي أن يدعوا لي بظهر الغيب .
بقلم أختي في الله . د/رحيل