كيف نحيا بالقرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له،وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.
يقول أحد المستشرقين وقد سئل عن سبب إسلامه فقال"لقد قرأت الكثير الكثير من الكتب،ولم أر في حياتي كتابا خاليا من الأخطاء والتناقضات ،وربما اعتذر المؤلف عن الأخطاء الفلانية في الطبعة كذا ولسبب كذا وكذا ،ولكنني لما فتحت القرآن لأقرأه وجدت أول آية فيه تقول
"الم،ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين"
"أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها"
التدبر :هو التفكير الشامل بمقاصد القرآن ومعانيه وأحكامه والعمل به
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ختم القرآن في أقل من ثلاث
تعلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه القرآن في اثنتي عشرة سنة
كان الصحابة رضوان الله عليهم يأخذون عشر آيات فلا يتجاوزونها إلى غيرها حتى يعرفوا معانيها ويعملوا بها لذا قلمن حفظ القرآن كاملا منهم
مفاتيح تدبر القرآن:
1-
الإخلاص لله وحده وحصرالفكر مع القرآن(عرف سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أن التركيز سر النجاح العلميسواءا في القرآن أو في الخشوع في الصلاة).
2-
القراءة بترسل وتأني.
3-
القراءة من تفسير،وهنا ننبه أن التاسير ليست كلها من نفس درجة الوثوقية فأنا أنصح لمن أرادتفسيرا مفصلا بتفسير الطبري فهو كما أجمع العلماء "كل من جاء بعد الطبري كان عالة على تفسيره)أو تفسير ابن كثير ،أو لمن أراد تفسيرا مختصرا نوعا ما أنصحه بتفسيرالسعدي.
4-
التمكن من قواعد وأصول التفسير ،
5-
النظرفي تركيب الآية ومراعاة أسباب نزولها وأنصح بكتاب صحيح أسباب النزول للعلامة مقبل الوادعي رحمه الله.
6-
التعرف على الخطوط الكبرى والمقاصد الرئيسة لكل سورة
7- النظر في ترابط الآيات فيما بينها وتناسقها
8- الموازنة بين حياتنا الواقعية ومدلول الآيةومعناها.
خطوات عملية ومثمرة للجادين في حفظ القرآن والسنة المطهرة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له،وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله،لا يخفى على أي واحد منا فضائل حفظ كتاب الله وآثاره الإيجابية وثمراته العظيمة في الدنيا والآخرة على الفرد والمجتمع بل وعلى الإنسانية بأسرها،ولكن المشكلة الكبرى هي أننا جميعاً نسوف ونتردد و لا نواظب ولا نثابر على هذا الموضوع،ولكننا ننشغل بأمور كثيرة غيره لا ننكر أهميتها ولكنها لا تعادل حفظ كتاب الله الذي هو كلام خالق الأكوان المتفرد بالوحدانية جل في علاه،وبناءاً على ذلك فلقد آثرت أن أقدم بين أيديكم خطوات عملية مستعيناً بعد توفيق الله بكلام أهل الاختصاص في كيفية حفظ كتاب الله تعالى،وأبدأ بعون الله بتبيانها مجملة مختصرة مفيدة قدر الإمكان:
1_ في البداية وقبل أن نشرع في كيفية الحفظ وسائله نريد أن نطرح على أنفسنا سؤالاً هاماً،هل حفظ القرآن صعب؟الجواب،ليس صعباً على الإطلاق،ونأتي بالأدلة على ذلك من القرآن،ثم من واقعنا الذي نعيش فيه،فأما الدليل القرآني فهو قوله تعالى:" ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر"،فهل من بعد تيسير الله تيسير؟أبداً،وأما الدليل الواقعي العملي في حياتنا،فإن كل من يحفظ القرآن ويأخذ الإجازة فيه،إنما يحفظه بطريقة عجيبة معجزة رهيبة لا يشعر ولا يدرك هو نفسه أهميتها ،ولا يحس بقيمتها،ذلك أن من يأخذ الإجازة في حفظ القرآن إنما يحفظه بأحكام تجويده الكثيرة وتشكيله وتنقيطه،فلا يخطئ في حكم ولا في كسرة ولا ضمة ولا وقف ولا ابتداء ولا يخلط أثناء قراءته على من يجيزه،ولتكتشفوا أهمية هذا الأمر أخوتي وأخواتي،فأنا أعطي كل واحد منكم مهلة زمنية على قدر ما يريد،فليبحث بنفسه وليستعن بكل الوسائل المتاحة عن طيبب أو مهندس أو بروفيسور أو أستاذ جامعي يحفظ مرجعاً أو كتاباً واحداً من كتب اختصاصه الذي يقضي حياته من أولها إلى آخرها كما يحفظ أهل القرآن كتاب الله،والأعجب والأعجب أن الكثيرين ممن يحفظون كتاب الله أطفال في سن العاشرة ودون العاشرة من العمر يحفظن القرآن بنفس الطريقة،بل وحتى قساوسة النصارى وأحبار اليهود وغيرهم لا يحفظون من كتبهم المقدسة سوى فقرات معدودات،و هذه ليست إلا آية من آيات الله في الكون ألا وهي حفظه لهذا الذكر بهذا الشكل المعجز المبهر الخطير،فأول حجر عثرة يتوجب علينا إزالته هو هذه القناعة الخاطئة التي ترسخت في أذهاننا من حيث لا نشعر،ونحن لا ننكر وجود عثرات تحول بيننا وبين الحفظ ولكننا نعطيها أكبر من حجمها بكثير،إذ أننا بكل بساطة لو اشتكينا ألماً صغيراً في الحنجرة مثلاً،لا نذهب إلى بقال ولا بائع ملابس ولا نجار للتداوي،ولكننا نلجأ بشكل فطري واعتيادي إلى طبيب مختص،وكذلك لو رجعنا في قضية حفظ كتاب الله ومشاكله إلى أهل الاختصاص والعلم فسنجد الحلول الشافية الكافية من بعد توفيق الله تعالى،وستكتشفون من خلال قراءتكم للخطوات العملية ثم تطبيقها بعد ذلك أن كلامنا ليس من باب المبالغة بإذن الله تعالى وهو ولي التوفيق.
2_ الخطوة الأولى والأهم في عملية الحفظ هي إخلاص النية في عملكم وخطواته كلها لله تعالى وحده لا شريك له ،حتى لا يضيع عليكم شيء من ثوابه وثمراته،بل إن الإخلاص سر عظيم في النجاح في كل الأمور والتجربة خير برهان.
3_ الإكثار من الدعاء لله وحده بالتوفيق في حفظ الله وتيسيره،والدعاء مثل إطلاق سهم إلى هدف معين،فالسهم يحتاج شد وتر القوس جيداً،والدعاء يتطلب إخلاصاً وعزيمة في القلب على قدر الحاجة كالمستصرخ في بحر يتلاطم الموج لإغراقه وإزهاق حياته ،وكما أن السهم بحاجة إلى تركيز على الهدف لتحقق الإصابة،فكذلك الدعاء مثل الخشوع في الصلاة بحاجة إلى أن يكون العبد مع الله لا يغفل قلبه طرفة ولا يشرد ولا يسهو في الدنيا وما فيها مهما كان ،وكما أن السهم بحاجة إلى ثقة بالنفس في أنه سيصيب الهدف حتماً،فكذلك الدعاء يتطلب من العبد أن يكون واثقاً بأن الذي أمره بالدعاء ووعده بالإجابة سيفي بوعده حتماً ولو بعد حين وكما قال الشاعر
لو لم ترد نيل ما أرجو وأطلبه ********* من جود كفك ما علمتني الطلبا
ولكن ينبغي أن نسأل الله أن يرزقنا حفظ كتابه أو أي شيء في عافية،أي نقول:"اللهم ارزقنا (الشيء الفلاني نسميه) في عافية"فالإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كان يدعو الله أن يرزقه حفظ كتابه ولم يطلب ذلك "في عافية"لأن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ولن تجتمع لأحد أبداً،ولهذا فلقد حفظ الإمام أحمد رحمه الله كتاب الله في السجن ،والسجن ليس بعافية بلا شك...يتبع