تراجع كل شيء

الحمد لله الذي قصم بالموت رقاب الجبابرة و كسر به ظهور الأكاسرة و قصر به آمال القياصرة الذين لم تزل قلوبهم عن ذكر الموت نافرة حتى جاءهم الوعد الحق فأرداهم في الحافرة فنقلوا من القصور إلى القبور و من أنس العشرة إلى وحشة الوحدة و من المضجع الوثير إلى المصرع الوبيل فانظر هل وجدوا من الموت حصنا

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد ابن عبد الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خلق الله آدم وميزه عن باقي خلقه بالعقل وأحاطه بنعم كثيرة لا تحصى وجعله يعيش على الأرض وفق قوانين الاهية وضعها الله سبحانه وتعالى وهذا بارسال الأنبياء والرسل اليه ليبين له حقيقة الأمور ولا تكون له حجة بعدها وبطبيعة الحال كان آخر الأنبياء والرسل محمد عليه الصلاة والسلام والذي جاء باروع الأديان وأفضلها انه الدين الاسلامي الذي أوضح فيه كل شيء وبين الطريق السليم الذي يؤدي الى جنة الخلد فتعاقبت أجيال عديدة وهم يتبعون سنة الحبيب المصطفى ويسيرون على منهاجه الى أن بلغت الأمة الاسلامية أوج عظمتها لأنهم كانوا وراء دين عظيم ولكن اليوم تراجع كل شيء وأحيط المجتمع بالضعف من كل الجهات وهذا راجع لعدة أسباب وكلها من صنعنا نحن نعم نحن من اردناها وسعينا وراءها متبعين الغرب في كل الخطوات.صديقي القارئ موضوع اليوم يتحدث عن الربا أو القروض الاستثمارية الربوية نعم انه موضوع تداولناه كثيرا وتناقشنا فيه معمقا لكن لم نخرج بشيء واضح رغم أن الاسلام فصل في هذا الشيء بالتحريم مهما كانت الأسباب لكن ما نراه اليوم هو ركض الشباب وراء القروض فالحالة الجتماعية المزرية وانتشار سرطان البطالة وكثير من الأشياء جعلته لا يسمع لأي أحد ويضع صوب عينيه المال والمشاريع فقط لا غير فالحيرة أخذت منهم الكثير وأصبح همهم الوحيد ايجاد أي مفتي يقوم بتحليل هذا الشيء هذه القضية لا تزال بدون حل يرضي الجميع رغم ان الأمر واضح وجلي تحدثت مع صديق لي مؤخرا فقال لي اعلم أن القروض البنكية حرام ولكن ما باليد حيلة يجب أن ألجأ اليها ولكي أتجنب الوقوع في الحرام عند التسديد لن أعطيهم قيمة الفوائد فيا سبحان الله المال الأصلي ملوث فلماذا كل هذا.لماذا فقدنا هذه الثقة بالله جل شأنه انه أمر خطير أصبحنا نفعل الكبائر دون وعي أو بوعي منا أكيد أن الأمر صعب للغاية والشاب في وقتنا هذا يخرج للحياة وهو مدمر تماما لا مستقبل له لا أحد يلتفت اليه وهذه كلها خطط مدروسة لتحطيم المجتمع ككل لكن يجب علينا أن نصبر على كل هذه الأشياء ونستعين بالله عز وجل وكما نعلم أنه من بين أهم أسباب الأزمة الاقتصادية العالمية هي التعاملات الربوية والتي جعلت أسعار أغلب المنتوجات ترتفع عن سعرها الطبيعي وتتضخم بشكل كبير مما أدى الى ضعف القدرة الشرائية وبالتالي خسر المستثمرون أموالهم وأشهرت الشركات الكبرى افلاسها لعدم وجود حركة في السوق التجارية وبالتالي كانت النتائج جد قاسية فبدأت تعيد الدول الغربية كل حساباتها مكتشفة السبب في هذه الأزمة ووضعت طرق أخرى لتتدارك الموقف وبدأت في تقديم القروض الطويلة بدون أي فائدة وكل هذا موجود عندنا نحن المسلمون في كتاب الله.ان الاسلام لم يعطي مبررا ولو بسيطا للتعامل بالربا أو اللجوء اليه بأي شكل من الأشكال وفي أي وضع من الأوضاع.اذن لماذا نحن في هذه الدنيا وكيف سيمتحننا الله جل شأنه اذن يجب أن نصبر وندعوه ليل نهار لأنه الوحيد عز وجل الرزاق القادر على كل شيء فيجب علينا أن نتقي الله ونحاول ضبط أنفسنا والسيطرة عليها