كثير من الناس يقعون في النميمة دون أن يعلموا ذلك وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا مع معرفتهم بأحاديث النميمة جيدا، والنميمة هي نقل الكلام بين طرفين لغرض الإفساد، وبالمثال يتضح المقال: مجلس ضم أمها وخالتها اللتان اغتابتا عمتها التي هي أخت زوجيهما.. فاستشاطت غضبا وقالت: ألا تدرون أن هذه غيبة وأن الغيبة حرام، أنا سأريكما وسأخبر عمتي، فأخبرت عمتها ونشبت الحرب بينها وبين أخويها وزوجتاهما وكانت القطيعة بينهم. وهذه آفة منتشرة وبكثرة في عوائلنا وشركاتنا وأسواقنا ومجالسنا وهي كبيرة من الكبائر فقد قال جل وعلا: (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ).(1) وَعَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَا يَدْخُلِ الجَنَّةَ قَتَّاتٌ" وَفِي لَفْظٍ "نَمَّامٌ"(2) وَعَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ الله عَنْهُمْ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرَيْنِ، فَقَالَ: "إنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ, وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ لَا يَسْتَبْرِئُ مِنْ بَوْلِهِ".(3) (1) (سورة القلم:10،11) (2) أخرجه الطيالسي (ص 56 ، رقم 421) ، وأحمد (5/382 ، رقم 23295) ، والبخاري (5/2250 ، رقم 5709) ، ومسلم (1/101 ، رقم 105) ، وأبو داود (4/268 ، رقم 4871) ، والترمذي (4/375 ، رقم 2026) وقال : حسن صحيح . والنسائي فى الكبرى (6/496 ، رقم 11614) ، والطبراني (3/168 ، رقم 3021) . وأخرجه أيضًا : الحميدى (1/210 ، رقم 443) ، وابن أبى شيبة (5/329 ، رقم 26585) ، والبزار (7/356 ، رقم 2954) ، وأبو عوانة (1/39 ، رقم 86) ، وابن حبان (13/78 ، رقم 5765) ، والطبراني فى الأوسط (4/278 ، رقم 4192) ، والبيهقي (8/166 ، رقم 16449). (3) حديث ابن عباس : أخرجه ابن أبى شيبة (1/115 ، رقم 1304) ، وأحمد (1/225 ، رقم 1980) ، والبخاري (1/88 ، رقم 215) ، ومسلم (1/240 ، رقم 292) ، وأبو داود (1/6 ، رقم 20) ، والترمذي (1/102 ، رقم 70) ، والنسائي (4/106 ، رقم 2069) ، وابن ماجه (1/125 ، رقم 347) . حديث أبى أمامة : الطبرانى (8/216 ، رقم 7869) . وأخرجه أيضًا : أحمد (5/266 ، رقم 22346) . حديث يعلى بن مرة : أخرجه الطبرانى (22/275 ، رقم 705) فقال عن يعلى بن سيابة قال الحافظ (6/686 ، ترجمة 9367 يعلى بن سيابة) هو ابن مرة وفرق بينهما أبو حاتم وابن قانع والطبراني . وقال ابن حبان من قال فى يعلى بن مرة بن سيابة فقد وهم . ثم ذكر الحافظ فى الترجمة التالية ترجمة يعلى بن مرة وذكر أن سيابة أمه . حديث عائشة : أخرجه الطبراني فى الأوسط (6/337 ، رقم 6565)