Admin الإدارة العليا
المزاج : عدد المساهمات : 2924 نقاط التميز : 12030 السٌّمعَة : 665 تاريخ التسجيل : 12/06/2012 العمر : 28
| موضوع: أنا لا أكذب ولكني أتجمل الأحد أغسطس 12, 2012 3:18 pm | |
| “انا لا أكذب ولكنى اتجمل”
جملة أفكر بها كثيرا هل هي كذب ام استخدام قناع؟
هل هي هروب من حقيقة اعيشها واريد ان اغلفها بورق من السلفان؟ ام لكل منا عدة اوجه يعيش بها حسب الموقف والحالة، كما تشير إليه رؤية إغريقية تؤكد أن التكوين النفسي والمعنوي للإنسان يجعله يرتدي أقنعة طوال الوقت أو بعضه … أي أنه يقدم نفسه للآخر بشكل زائف وغير حقيقي … وبمقتضاها فإن الشخص الواحد يتبادل الأدوار، والأقنعة بما يسبب صراعا داخليا بينه وبين نفسه وبينه وبين الآخرين!
ويرى الكثير من الأشخاص بأن التمثيل شيء ضروري في حياة كل منهم ولا بد أن يتعرض الإنسان لمواقف تجعله يقدّم نفسه بوجه آخر حتى يحظى بما يريد .. وهم بذلك يطبقون العبارة الدارجة (ما الحياة إلا مسرح كبير) وعلى امتداد الزمن .. يرتدي الشر أقنعة بهيجة تجعله حسنا في عيون الناظرين .. وتجعلهم يدمنون تصديق كل ما هو زائف ويرفضون الوجوه الحقيقية التي تتعرى أمامهم بلا أقنعة. وتتغير الوجوه والأقنعة وتظل الحقيقة واحدة بأن الأقنعة لا بد لها أن تسقط يوما وأن على الإنسان أن يصدق دائما مع نفسه والآخرين ولا يوهم نفسه بـ (أنا لا أكذب لكني أتجمّل) لأن الجمال لا يرافقه الكذب .. أبدا….
وهناك تبريرات كثيرة لهذه الجملة التي اصبحت من اساسيات حياتنا رغم انها بعيدة كل البعد عن مفهومنا الاسلامي، فالإسلام ليس فيه إلا الصدق ولا شيئ غير الصدق فموضوع المجاملات بعيد كل البعد عن مفهوم كلمة “أتجمل” فمن المفروض أن أصارح وبالإبتسامة أفضل من أن أكذب وأنا أبتسم
ومن الممكن أن نقول الكل يتجمل فى أشياء كثيرة ليغطي نقطة ضعف يعتبرها فى حياته, او حتى أن وجود تلك الاشياء ما هى الا أشياء وجدت للتقليل من شأنه؛ فكيف لنا أن نعتبر هذا زيفا أو كذبا ما دمنا لا نضر أحدا, وان كان الوصول للتجمل يحتاج أولا العبور على الكذب، فما المانع من أن يكون هناك كذب من أجل التجمل, أو ما يسميه البعض الكذب الابيض.
“أنا لا اكذب ولكنى اتجمل”
ما المانع من أن نتجمل لنبدو بصورة أفضل أمام اناس لا يهتموا الا بالمظاهر؟
ما المانع أن نخفى شىء سلبى وسيىء فى حياتنا لان الاخرين لو شعروا به نكون نحن وصمة عار لا يودوا الاقتراب منها؟
ما المانع أن نتجمل ونخفى فقرنا وقلة حيلتنا ونتحايل لبعض الوقت على الزمن لنبدو فى أعين الناس أفضل الناس؟ لانهم بمنتهى البساطة لا يحترموا الفقير ولا يحترموا الضعيف ولو علموا بفقرنا وقلة حيلتنا لاصبحنا نحن فى القائمة السوداء.
“انا لا أكذب ولكنى اتجمل”
وماذا بعد التجمل؟ هل نستطيع ان نعيش فى تجمل طيلة الوقت؟
الا يأتي يوما نشتاق به ان نعيش طبيعتنا؟ نعيش انفسنا؟
الم يأتى يوما علينا ونعود تلقائيا لانفسنا دون أن ندرى؟
حينها يسقط قناع التجمل؛ فمهما تجمل الانسان بما ليس فيه فأنه حتما سيعود الى طبيعته يوما ما ويراوده الحنين الى نفسه طيلة الوقت لانه بتجمله هذا يرى انه أصبح غريب عن نفسه يصطنع طيلة الوقت اشياء لم يعرفها من قبل ويتعامل بشكل مبالغ فيه أحيانا ليثبت أنه ذاك دون تجمل ولا اصطناع، وفى النهاية لا يستطيع تكملة المشوار
ولو نظرنا الى هذه الجملة من جهة اخرى كما يراها الاخرون نجد:
نحن لا نريد ان نكسر قلب فلان .. ولا نريد ان نجرح علان
وكأننا اناس صالحون لا نريد ان نسئ الى احد ..
وكأن الصدق هو فقط ان نقول للاعمى انت اعمى وللفقير انت فقير وللابله انت ابله .. وان كان ذلك في الحقيقة هو الصدق الوحيد الذي نمارسه ولا نخاف من عواقبه ما دام الشخص الذي نصارحه شخصا مسكينا لا يستطيع ايذائنا او محاسبتنا .
والحقيقة هي غير ذلك مع الاسف ….
الحقيقة هي ان مصالحنا الصغيرة وانانيتنا الضيقة هي التي تجعلنا نجامل هذا وننافق ذاك خوفا من اثارة عدائهم ولفت انتباههم الى عيوبنا وسلبياتنا ونقائصنا التي بنينا عليها حياة الاكاذيب التي نعيش عليها ونموت فيها، متجاهلين اننا ندفع ثمنا فادحا لا يعوض بكل كنوز الارض .. الا وهو احترامنا لانفسنا
الصدق (العملة نادرة الوجود)
الصدق كلمة رائعة وجميلة لها منظرها الرائع وأنا أتخيلها كفتاة جميلة جداً وحسنة المنظر وكل من يراها يتعجب ويمدحها ويتفرس فيها بدقة ويتمنى أن تكون شريكة حياته تقيم معه وتساعده في أمور الحياة، ولكن سرعان ما يجذبه بعيداً عنها وينسيه جمال هذه الفتاة (الصدق) التي تسكن بين مجموعة كبيرة من أصدقائها ولكن لا نجد فيهم أي منظر جميل يلفت الانتباه. للأسف أقول إن هذه الفتاة الجميلة (أي الصدق) قلَ وجودها في الحياة.
والسبب لقد طغى عليها (الكذب) الذي صار أقوى منها، استطاع أن يحقق نجاحاً باهراً بين الناس. بل نستطيع أن نقول إنه أخذ مكاناً كبيراً في البيوت وفي المجتمع نفسه. واليوم نفتش عن الصدق فلا نجده موجوداً باستمرار وبكثرة، ولكن نرى في وجوهنا دائماً السيد (كذب) ولي قصد في كلمة السيد بسبب أنه استطاع أن يسيطر على فكر وألسنة الكثير من الناس.
بالفعل لقد أصبح الصدق نادراً بسبب ظروف الحياة، وبسبب التعليم البيئي. فنحن نسمع الآن أن الكذب ليس كذباً لكنه (فهلوة) أي شطارة وتفكير ويمكن أن نجملها لو شعرنا أن هذه الكذبة (كذبة بيضة) أي بدون قصد.
وقال آخر في المثل العربي إن (الكذب هو ملح الرجال) والملح له صفات عظيمة ورائعة من ضمنها أنه يحفظ من الفساد ويعطي للأكل طعماً ومذاقاً ولونه أبيض ناصع، وصفات أخرى كثيرة…. ومن هنا نستطيع أن نعلن أن الصدق هو ملح الرجال وليس الكذب.
“أنا لا أكذب ولكنى أتجمل”
احيانا أقول لنفسى أن من حقى التجمل, فما العيب من هذا التجمل طالما لما أبالغ فيه وطالما انى لم أوذى أحدا بهذا التجمل, وطيلة الوقت وأنا أفكر وأخيرا وصلت لحل يرضينى, أو على الاقل لايقاف تلك المهزلة بداخلى
لِمَ لا أعتبر التجمل رقى, فمن حقى أن أرتقى بنفسى لاكون أفضل, ومن حقى أن أتجاهل نقاط ضعفى ولا أعلم احد بها لانها لا تهمهم فى شىء, وطالما أنا لا أتجمل فى حقائق قد تؤثر بالسلب والايجاب فلما لا؟, لِمَ لا أتجمل وأرتقى بحالى؟
فانا لست مع التجمل فى تغير حياة الانسان بالكامل, فحياته قد تؤثر بالسلب أو الايجاب على الاخرين، ولست مع أن نتبرء من أصلنا للتقرب من آخرين لا يهتموا الا بالمظاهر انا مع التجمل من أجل الرقى ليس الا، وان كانت حياتى دون تجمل تجعل الاخرين يضعونى فى القائمة السوداء.
فيا هلا بتلك القائمة طالما ما زلت أعتز بنفسى.
ويا هلا ببعدى عنهم, لانهم بالنسبة لى لا يساوون شىء على الاطلاق.
“أنا لا أكذب ولكنى أتجمل”
اتساءل كثيرا عندما يصل التجمل لحد الكذب المبالغ فيه…
هل يوجد أحد يستحق ان نتجامل من أجله حد الكذب؟
وهل يوجد شىء فى الحياة نجعلنا نتخلى عن انفسنا وندخل دائرة مغلقة من التجمل تزيد أنغلاقا يوما بعد يوما ويزيد التجمل ليصبح ادمان لا نستطيع التخلى عنه وان وجد, فلماذا تسمح لنفسك بأن تتنازل عن كل شىء؟ وتصبح فقط مجرد شىء يتغير تلقائيا حسب رغبة من حولك لترضيه وترضى غروره ان وجد.
لماذا لم تقل لنفسك ولغيرك أنا فلان ومن يرغبنى يرغبنى على حالى وأن رغبت فى التجمل فهذا فقط من أجل الرقى والتحضر؟
لماذا لم تعتز بنفسك وبأصلك وبحياتك؟ حتى وأن بعد عنك البعض, فحتما ستجد من يتقارب معك فى كل شىء.
لا تكن شىء تافه لا قيمة له, لا تخسر نفسك مهما كان الغرض, لا تتبرء من أصلك مهما حدث.
فلا شك أن كثيرا منا يشعر بانه بحاجة لتجميل حياته رغم ان هذا النوع من التجميل يعد مرض خطير يصيبنا جميعاً من وقت لآخر بل وقد يزيد حتي يسيطر علينا وقد يعيقنا عن تحقيق أهدافنا ويوقفنا في وسط الطريق لذا اقدم لكم بعض النصائح الثمينة التي ستساعدكم للتغلب على هذا المرض الخطير:
1) ثق بانجازاتك مهما كانت.
2) احلم كما تريد لتضع هدفك، ولكن لا تعيش الحلم كاملاً قبل تحقيقه.
3) اشعر بفخر بكل ما لديك من طاقة وموارد وامجازات.
4) اعلم ان الجمال والرزق والاهل هي من الله فلماذا تخجل من هبة الله لك وتجملها كذبا؟
5) اعلم ان كثيرون لديهم المال والغناء ولك ليس لديهم الابداع وهم فقط مقلدون، فتجمل انت بابداعك.
6) تذكر ان كثيرون لديهم المال ولكن ليس بالحلال، ولكن انت لا تملك الا الحلال.
وهيا بنا نرفع شعار لا للتجمل حد الكذب ونعم للتجمل من أجل الرقى
“أنا لا اكذب ولكنى أتجمل” | |
|